حكاية (21 جون) أثاروا أزمة في الدرجة الرابعة

تصوير ـ عبد الرحمن علاء:

انتهاء مباراة بفوز فريق سندبسط على نظيره عمال طنطا في آخر منافسات دوري الدرجة الرابعة بنتيجة 21/0 لصالح الأول أثار أزمة عقب هزيمة فريق محلة مرحوم من شباب المحلة بثلاثية مقابل هدف.

ولكن لماذا تلك الأزمة، وما علاقة مباراة محلة مرحوم أمام شباب المحلة بتلك الأزمة؟.. هذا ما نستعرضه في السطور التالية..، 

في 21 فبراير؛ أقيمت المباراتان بين الأربعة فرق، المباراة الأولي (سندبسط - عمال طنطا) والأخيرة بين (محلة مرحوم وشباب المحلة) بناءً على قرار لجنة المسابقات بدوري الدرجة الرابعة، وأسفرت نتيجة المباراة الأولى عن فوز سندبسط بـ21 هدفا مقابل لا شيء، بينما انتهت المباراة الثانية بـ 3 أهداف مقابل هدف لصالح فريق شباب المحلة. 

وبناءً على هذه النتائج؛ تصدر فريق "سندبسط" قائمة المسابقة بـ 20 نقطة يليه "شباب المحلة" بـ 22 نقطة، ويأتي في المرتبة الثالثة "محلة مرحوم" بـ 20 نقطة، فيما تذيل القائمة فريق "عمال طنطا" بدون نقاط.

وفي حال تساوي النقاط بين فريقين، يتم اللجوء إلى نتائج المواجهات المباشرة، وهو ما حدث مع فريقي "محلة مرحوم، وسندبسط" كما تنص اللائحة المنظمة لبطولة الدوري، وفي حال جاءت نتائج المواجهة متساوية بين الفريقين يتم احتساب فارق الأهداف، وهو ما ساهم فى صعود فريق "سندبسط" للوصول إلى التصفيات المؤهلة لدوري الدرجة الثالثة.

بعد انتهاء المباراة، انطلقت الاتهامات بين مسؤولي الفرق الثلاثة "عمال طنطا، ومحلة مرحوم، وسندبسط"، حيث اتهم فريق "عمال طنطا" الذي لم يسجل أي أهداف بتسهيل فوز "سندبسط" الذي سجل في شباك الأول 21 هدفًا.

وتقدم مسؤولو "محلة مرحوم" بشكوى رسمية لاتحاد الكرة بمنطقة الغربية للتحقيق في نتيجة مباراة "سندبسط، وعمال طنطا".

وبرر فوزي الجندي رئيس نادي "محلة مرحوم"، تقديم شكوى لاتحاد الكرة: "كنا سنصعد مع شباب المحلة للتصفيات لولا نتيجة مباراة سندبسط وعمال طنطا التي لا يُصدقها عقل، حيث أن مباراة الذهاب بينهما انتهت بفوز الأول بصعوبة على أرضه بهدفين مقابل هدف"، مضيفاً: "بنلعب كورة من 40 سنة، واللي حصل صدمنا لذا تقدم نادي محلة مرحوم بشكوى للجنة المسابقات التابعة للاتحاد بالمنطقة الغربية وانتظر نتيجتها".

"صعودي كان يتوقف على نتيجة مباراة محلة المرحوم وشباب المحلة والمباراتين كانتا في ذات التوقيت فكيف سأتوقعه" بهذه الكلمات استنكر يوسف الأزهري المدير الفني لفريق سندبسط ورئيس مجلس إدارته، الاتهامات الموجهة لهم، واتهم فريقي محلة مرحوم وشباب المحلة": "هما اتفقوا على إنهاء مباراتهم بالتعادل للصعود سوياً وهو الأمر الذي أعد شكوى ضده مرفقاً بالفيديو".

ومقطع الفيديو الذي يقصده الأزهري هُنا هو حوار أُجري مع أيمن دربالة، المشرف العام على الكرة في فريق محلة المرحوم.

بينما رد "الجندي" رئيس نادي محلة مرحوم، على حديث الأزهري، مبتسماً: "لو كان هناك اتفاقاً لما هُزمنا بثلاثية مقابل هدف فالنتيجة طبيعية لأن شباب المحلة فريق كبير والمباراة على أرضه فما الشبهة هُنا.. وكيف سأتفق وأنا في كل الأحوال كنت سأصعد إلا في حالة فوز سندبسط بـ 21 هدفاً.. الأمر غير منطقي ولا أريد التعليق أكثر على الفيديو".

وعاد الأزهري مبررًا: "لا أرى في النتيجة أي مشكلة فهناك مباراة انتهت بـ 134 - صفر، وأخرى في الدوري النيجيري 67 مقابل لا شيء، وثالثة بين المصري والإسماعيلي انتهت بـ 18 هدفا، وغيرهم، وبالتالي من الطبيعي أن نفوز، حيث أن فريق سندبسط به عناصر مميزة وذات خبرة".

وهنا كان علينا التوجه إلى عبد العزيز الشرقاوي، المدير الإداري بنادي عمال طنطا وعضو مجلس إدارته؛ حيث عللّ الهزيمة بـ 21 هدفًا أمام سندبسط بقوله: "كنا ننافس على الصعود بالمواسم الماضية بل صعدنا في أكثر من مرة لدوري الدرجة الثالثة ولكن لضعف الإمكانيات هبطنا سريعًا وهو ما حدث.. فـ 7 لاعبين من أعمدة الفريق رحلوا لعدم وجود بدلات أو مكافآت ، فاضطررنا الاستعانة بفريقي 2000 و2001 فكنا نتدرب على الخماسي لعدم وجود ملعب لنا، كما كانت تلك هي المرة الأولى التي يتدربوا فيها سوياً لذا شهد الموسم الحالي نتائج سيئة لنا، لذا كانت فرص سندبسط في الفوز أكبر".

يصمت ثم يضيف: "المباراة شهدت أحداثاً غريبة ولم أكن لأسمح بشطب أو إيقاف نشاط نادي عمال طنطا الذي أسسه والدي عام 1960؛ والذي أخرج أحمد شوبير، صلاح مارادونا وغيرهم"، قبل أن يستطرد بقوله: "في أول 20 دقيقة تقريبًا سجل لاعبو سندبسط 5 أهداف فأخرج المدير الفني حارس المرمى حينها وأشرك الآخر الذي سكنت شباكه 12 هدفًا قبل أن يخرج للإصابة ونعول على مدافع للوقوف مكانه".

ويكمل: "اُحتسب ضدنا 5 ركلات جزاء وأكملنا المباراة منذ الدقيقة 60 ونحن 7 لاعبين.. كنا نريد الانسحاب ولكن مراقب المباراة هددنا بالشطب والإيقاف لموسمين حال قيامنا بذلك فاضطررنا لاستكمال المباراة التي شهدت أشياءً غريبة كوجود خطين لمنطقة الـ 18، ما تسبب في احتساب ركلتي جزاء ضدنا". 

بعد انتهاء المباراة سجل حارسا الفريق: "عبد الله نوح وعاصم خضر" تسجيلا مصورًا أكدوا فيه أن المدير الإداري لفريق عمال طنطا عرض عليهم مبلغ مالي (100 جنيه)، مقابل الاستمرار في المباراة، وبدوره أعطانا ياسر عباس، مدير الكرة بنادي "محلة مرحوم" نسخة منه، مشيراً إلى إنه تقدم بها، وورقة وقع عليها اللاعبان ومدربهم محمد الغزالي على ما قالاه في مقطع الفيديو.

ووثقنا الفيديو عبر التواصل هاتفياً مع عبدالله نوح حارس مرمى نادي عمال طنطا، الذي أكد لنا ما ورد في الفيديو خلال التسجيل صوتي.

وفي حال انسحاب أي من الفريقين خلال المباراة -وفقًا للائحة الاتحاد المصري لكرة القدم- سيتم احتساب نتيجة 2 / 0 ضد الفريق المُنسحب، وفي حال انسحب فريق عمال طنطا، فبالتالي سيُبدد هذا أحلام "سندبسط" في الصعود للتصفيات المؤهلة للدرجة الثالثة.

ليرد إداري عمال طنطا على الاتهامات الموجهة له بعد فيديو الـ "100 جنيه" بقوله: "لم أكن موجودًا في مباراة الذهاب أمام سندبسط وكان ذلك لقائي الأول بهم وبالطبع لن نبيع نادينا ولا القيم والمبادئ التي تربينا عليها.. ولكن دعني أسأل لماذا ذهب عبد الله نوح، وعاصم بهنسي خضر، وأسامة إبراهيم رفقة أحد المدربين لا داع لذكر اسمه إلى محلة مرحوم عقب المباراة ثم خرجوا يتهموا نادي سندبسط بعرض المال عليهم.. لماذا عرضوا على هذا الثلاثي ولم يعرضوا على باقي الفريق؟.. كما شُوهد الرباعي في المنطقة الغربية لكرة القدم للإدلاء بشهادتهم دون وصول استدعاء رسمي لهم بخطاب مرسل للنادي".

وعلل عبد الله نوح حارس مرمى فريق عمال طنطا، تسجيله مقطع الفيديو: "كابتن محمد غزالي كان طالع في برنامج تليفزيوني فطالبنا بتسجيل الواقعة وما دار بالمباراة لكي يعرضها في الحلقة، وكان هناك تحقيق معي يوم الجمعة تقريباً في منطقة الغربية لكرة القدم وقبل التحقيق سجلت مقطع الفيديو في أحد الملاعب بمحلة مرحوم ".

وهو ما دفعنا للتواصل مع محمد غزالي المدرب الذي أشار له الإداري وتحدث عنه حارس المرمى، والذي قال: "في البداية لا يوجد لنا مصلحة مع سندبسط أو محلة مرحوم فنحن لا ننافس على التأهل ولكن ما حدث هو أن بعد هزيمتنا بـ 21 هدفاً تواصل معي بعض العاملين بمحلة مرحوم لسؤالي عن سبب الهزيمة الكبيرة فلدي بعض الصداقات معهم لطبيعة عملنا وقمت بطباعة ورقة بما قاله الحارسين وتقديمها لمنطقة الغربية لكرة القدم".

ويكمل: "تقابلنا بعد ذلك مع العاملين بمحلة مرحوم يوم الجمعة، وعقب التحقيق نزلنا لتناول مشروب في أحد المقاهي وكنا نريد تسجيل مقطع فيديو عن مباراة الأزمة وكان هناك ضوضاء من حولنا فذهبنا لمحلة مرحوم؛ حيث الهدوء لتسجيل الفيديو ومن ثمّ إرساله لأحد الإعلاميين لتوضيح الموضوع بالكامل".