المحتوى الرئيسى

زيارة لمكتبة "حوش عيسى".. (2-4) - E3lam.Org

02/24 17:39

على مدى سنوات طويلة من العمل التليفزوني، قدّم الكاتب الصحفي الكبير إبراهيم عيسى خلالها العديد من البرامج السياسية والاجتماعية والدينية والتاريخية، على شاشات مختلفة، ظلّت استعانته بالكتب ملمحًا رئيسيًا من ملامح برامجه، خاصة الأخيرة منها، فالصحفي غزير الثقافة واسع الاطلاع يعرج إلى الكتب مفتشًا عن وقائع من تاريخ مصر الاجتماعي والسياسي والفني، يرويها ويستشهد بها، عند التعرض لقضية ما، أو خلال حديثه عن موضوع بعينه، فيأخذك في جولات، ويقرأ على متابعيه مقاطع عدة من الكتب التي يسلّط الضوء عليها.

بعيدًا عن السياسة التي ملّ منها المشاهدون، والآراء الدينية التي ثثير جدلًا، اختار “عيسى” لبرنامجه الجديد “حوش عيسى”، الذي يعود به بعد غياب عام كامل عن الشاشة، ويُعرض على شاشة “أون”، أن يركز على موضوعات اجتماعية وتاريخية وفنية، ويذكر أحاديث وحكايات مختلفة ومتفرقة وممتعة في آن واحد، ويشرح ويحلل بالأفلام والأغاني، كما يروي حكايات سينمائية لأفلام شهيرة. ويبقى بارزًا في كل حلقة استعانة “عيسى” ببعض الكتب، التي يقرأ على مشاهديه مقاطع وفقرات منها، عند حديثه عن مسألة معينة.

وفي السطور التالية، يقوم “إعلام دوت أورج” بزيارة لمكتبة “حوش عيسى”، مسلطًا الضوء على الكتب التي استعان بها “عيسى” في حلقات برنامجه، ولماذا استعان بها، والمقاطع والفقرات التي توقّف عندها، وذلك من خلال سلسلة موضوعات تُنشر تباعًا.

نرشح لك: زيارة لمكتبة “حوش عيسى”.. (1-4)

6- كتاب “الكارثة التي تهددنا” لـ صلاح عيسى

صدر عام 1987 عن مكتبة مدبولي

في حديثه عن انتقاد المواطنين لرجال السياسة ووصفهم بأنهم “بتوع كلام وبس”، وإدانتهم لكونهم كذلك، يشير “عيسى” إلى أنه بتأمّل تاريخنا جيدًا نجد أن زعامة وطنية عظيمة يُشار لها بالبنان، هو الزعيم مصطفى كامل، كانت بضاعته الكلام فقط، الخطابة والكتابة، ولا شيء غير ذلك. وينقل من كتاب صلاح عيسى ظروف نشأة مصطفى كامل والواقع الذي عاشه، وكيف أنه حاول إحياء البلد وواقعه السياسي الهشّ بالكلام، يقرأ من الكتاب: ” نشأ مصطفى كامل في العصر الذي تلا إجهاض الثورة العرابية وخضوع مصر في قبضة الاحتلال الانجليزي، وتغلغل النفوذ البريطاني وإلغاء الدستور والجيش وتدخل الانجليز والمحتل البريطاني في كل شيء”، ويُشير إلى أحد رسائل مصطفى كامل التي أرسلها إلى جوليت آدم يقول فيها، حسب ما جاء في الكتاب: ” مصر وطن شقي وتعس إلى آخر درجات التعاسة، مصر التي يبلغ عدد سكانها ثمانية ملايين نسة تريد أن تأتيها الحرية وهي نائمة فتوقظها من نومه”.

وفي رسالة أخرى لصديقه فؤاد سليم، يقول الزعيم مصطفى كامل: ” دعني بالله من هذه الأمة التي بلاني الله بأن أكون واحدا من أبنائها”، وعلق إبراهيم عيسى مطالبًا بعدم الاستهانة بالكتابة والخطابة السياسية، وقال مازحًا: “مصطفى كلمل يعلمك لو لم أكن كاتبًا لتمنيت أن أكون خطيبًا”.

7- كتاب “فريد شوقي ملك الترسو” لـ إيريس نظمي

صدر عام 1978 عن مؤسسة روزاليوسف

تحدث الإعلامي إبراهيم عيسى عن الفنان فريد شوقي واقتحام البوليس بيته أثناء حرب 1956، ثم في النهاية انتهى المشهد بحب وتقدير من رئيس الجمهورية وتكليفه بمهمة وطنية، يقرأ “عيسى” من الكتاب: ” وذات ليلة مظلمة مفزعة من ليالي عدوان 56، كانت القاهرة مختفية في الظلام وصفارات الإنذار تعوي والشوارع صامتة وكل القلوب ترتعد خوفًا انتظارًا لهجوم مباغت من طائرات العدوان كانت الساعة تقترب من منتصف الليل، وأنا احتضن بناتي الخائفات وبجانبي جلست زوجتي هدى وفجأة دق الباب دقات عنيفة، ودقت معه قلوبنا بنفس الاضطراب والعنف وعلى ضوء الشموع الخافت رأينا عددًا من رجال البوليس الحربي يسألون عني: اتفضل معانا يا أستاذ فريد عايزينك حالًا في مجلس قيادة الثورة، بكت بناتي من شدة الزعر ونفس الارتباك رأيته على وجه زوجتي لكن جنود الشرطة العسكرية حاولوا أن يهدأوا من روعنا، عندما سألتهم أنا معملتش حاجة، قالوا متخافش مفيش حاجة اطمن يا أستاذ فريد، وتركت زوجتي وبناتي وأنا اتصور أنه الوداع الأخير”.

ثم يُكمل فريد شوقي بعد ذلك تفاصيل لقاءه بالرئيس جمال عبد الناصر الذي طلب فيه أن يقوم فريد بعمل فيلم عن الحرب والمقاومة ببورسعيد، حتى يُعرض في الداخل والخارج وتكسب مصر مساندة الرأي العام العالمي لها، ويقف بجانب قضيتها، ويسترسل فريد في ذكر أسباب اختياره هو تحديدًا للفيلم، وتفاصيل صناعة الفيلم وسط نيران العدوان، والحيل التي ابتكروها لدخول آلات التصوير إلى بورسعيد.

8- كتاب “حرب الثلاثين سنة- أكتوبر 73 السلاح والسياسة” لـ محمد حسنين هيكل

صدر عن مؤسسة الأهرام، وأعادت طبعه دار الشروق عام 2004

خلال حديثه عن فرحة المصريين وسفرهم المرتقب إلى روسيا من أجل المشاركة في كأس العالم، طالب “عيسى” المصريين بأن يشكروا المواطنين الروس الذين سيلتقوهم هناك، لأن أجدادهم أنقذونا، وصداقتهم فريدة ومختلفة مع مصر وقدموا لنا شيئًا عزيزًا غاليًا بإخلاص، وأمدتنا روسيا بسبل الحياة والتقدم والحياة الكريمة، وسيفها كان لنا ولم يُثكلنا، ويستشهد بكتاب الأستاذ هيكل متحدثًا عن زيارة عبد الناصر لموسكو في يناير عام 1970، وحاجة مصر وقتها لحماية قواعدها المدنية، وحاجتها لقواعد صواريخ تواجه الطيران الإسرائيلي على الجبهة.

يقرأ من الكتاب: “وفي ظرف شهر كانت أسراب الطيران السوفيتية كانت قد تمركزت في قواعد جديدة وبالتحديد في قاعدة جاناكليس غرب الدلتا وقاعدة المنيا في قلب الصعيد، ثم بدأت الصواريخ السوفييتية تأخذ مواقعها ويوم 18 ابريل سنة 1970 توقفت إسرائيل تمامًا عن غارات العنق وكان واضحًا أن الأزمة انتقلت من الدائرة الاقليمية إلى الدائرة العالمية”.

وفي حلقة أخرى من البرامج يستشهد “عيسى” بالكتاب خلال حديثه عن سنوات حكم الرئيس السادات، ورعايته للجماعات والتنظيمات الإسلامية، وكيف وظّفها ضد خصومه الشيوعيين والناصريين، من أجل إزاحة التيار المدني من الحياة السياسية في مصر، يقرأ من الكتاب: ” وفي مثال آخر فإن الملك فيصل في لقاءات متعددة مع الرئيس السادات أشار عليه بصُلح مع جماعة الإخوان المسلمين التي دخلت في صراع دموي أثناء حقبة جمال عبد الناصر، وكان رأي الملك فيصل لا يُفرق بين من يسميهم الناصريين ومن يسميهم الشيوعيين، وكانت نصيحته للرئيس السادات أن يتخلص من الفريقين فكلاهما عدو له وليس فيهم صديق، وبالفعل عقد السادات اجتماع مصالحة شهير حضره عدد من زعماء الإخوان بينهم عمر التلمساني والدكتور سعيد رمضان، كما حضره ممثل للملك فيصل، وكان رأي فيصل أن التيار الديني هو من يستطيع التصدي للتيار القومي، وبروز التيار الديني وسيطرته على الجامعات”. كما ينقل من مذكرات عبد المنعم أبو الفتوح حديثه عن بداية التسلف ونشر دعوة واتجاه التيار الديني بين طلبة الجامعات وسيطرتهم عليها.

9- كتاب مذكرات المشير الجمسي عن حرب أكتوبر 73

أصدرتها الهيئة العامة للكتاب عام 1998

خلال حديثه عن الدور الروسي في إنقاذ مصر من ضربات إسرائيلية في بداية عام 1970، أنقذت ليس فقط القواعد العسكرية المصرية على الجبهة، وإنما أنقذت عُمق مصر وقواعدها المدنية ومصانعها ومدارسها، استشهد “عيسى” بكتاب المشير الجمسي، يقرأ من الكتاب: “بوصول القوات السوفييتية التي أطلقنا عليها القوات الصديقة أصبح للاتحاد السوفييتي وجود بارز في مصر فالمستشارون السوفييت كانوا يساعدون في العمل العسكري من مستوى وزارة الحربية حتى مستوى الوحدات، والقوات الصديقة تسهم بالصواريخ في الدفاع الجوي عن الدولة، والوحدات البحرية السوفيتية تتمتع بالتسهيلات البحرية في الموانيء المصرية وتتمركز بعض الطائرات في بعض المطارات المصرية للقيام بأعمال الاستطلاع الاستراتيجية”.

ينقل أيضًا: “وهنا لابد من التنويه بأن القوات الصديقة كانت تتمركز في عمق الدولة وتعمل في مناطق بعيدة عن جبهة القناة، وعندما كانت إسرائيل تركز هجماتها ضد مواقع الصواريخ اكتشفت أن بعض طائرات الميج التي تطير في العمق يوم 18 ابريل 1970 يقودها سوفييت، فامتنعت الغارات الجوية الإسرائيلية في العمق منذ ذلك التاريخ، لمّا أدركوا وجود الروس فانتهى استهداف عمق مصر”.

10- كتاب “سنوات وأيام مع جمال عبد الناصر شهادة سامي شرف”

نُشر عام 2014 عن المكتب المصري الحديث

يقدم سامي شرف في كتابه عدة وثائق وخطابات، استشهد “عيسى” بالجزء الأول من كتابه في معرض حديثه عن “سيد درويش الصحافة المصرية” الكاتب الكبير الراحل محمد التابعي، وكيف أنه من المظاليم الكبار في تاريخنا، بالرغم من أنه المؤسس الأهم للصحافة المصرية، وأن تلامذته “غطّوا عليه”، ويقرأ من كتاب “شرف” نص الخطاب الذي أرسله التابعي لجمال عبد الناصر، ولماذا احتفظ به الأخير داخل خزنته الخاصة، يتحدث التابعي في خطابه عن الضائقة المالية التي مرّ بها، مطالبًا مساعدته في تسديد ديونه، يقرأ عيسى من الكتاب: “وصدقني يا سيادة الرئيس أنني أخجل لكن الدنيا ضاقت في وجهي فلم أجد أمامي سواكم وأنا لكم دائمًا في جميع الأحوال الشاكر المحب المخلص,, محمد التابعي 10 مارس 1962”.

يكمل عيسى أن عبد الناصر أسقط ديون التابعي، وأمر بإذاعة مقاله في راديو صوت العرب بمقابل مادي.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل