المحتوى الرئيسى

نيو كريستال| أقدم مقاهي الإسكندرية يتعرض للهدم.. ورواده يحتجون - إسكندراني

02/24 14:33

“مغلق للتجديدات”، لافتة تستقبل رواد مقهي نيو كريستال الذي يعبتر من أقدم مقاهي الإسكندرية، لتصاب بعدها العين بالوهلة، والقلب بالحسرة على ما اعتبره رواد المقهى اغتيالا لتاريخ وذكريات وتراث.

ورغم أن أهالي الإسكندرية كانوا يظنون أن أزمة هدم المباني التراثية التي تكررت خلال الفترة الماضية سوف تتوقف، وانتظر الجميع قرارات حاسمة تحمي الحضارة والتراث من الاغتيال، وذلك بعد قرار محافظ  الإسكندرية في شهر ديسمبر الماضي بإنشاء الإدارة العامة للحفاظ على التراث، إلا أن عملية الهدم للمباني التاريخية ما زالت مستمرة.

تتطلب عرض الشرائح هذه للجافا سكريبت.

“كل شيء فيها بيفكرني بحكاية، مشروب الكاكاو المميز بيفكرني بأيام الشتا ولما كنت بحب أكتب أشعار وأخد أوراقي وقلمي وأقعد في أبعد مكان فيها وابدأ أكتب، التليفزيون القديم بيفكرني قبل ما أشتري تليفزيون في بيتي وكنت بنزل مخصوص أتفرج على أفلام الأبيض وأسود عليه، الطاولة بتفكرني بأصحاب عمري اللي منهم فارق، واللي هاجر، واللي مات.. نيو كريستال بالنسبة لكم قهوة لكن بالنسبة لي حياة”، هكذا علق منصور جابر – 72 عاما، أحد سكان منطقة محطة الرمل، على غلق المقهى.

وأضاف جابر أن المقهى واحد من أعرق مقاهي الإسكندرية، وكان دائما يشهد إقبال مشاهير من الفنانين أو الأدباء الذين يأتون لزيارة المحافظة، مشيراً إلى أن هدمه يعتبر طمس لمظهر حضاري شاهد على التاريخ وما زال له رواده من كبار السن الذين يعتبر هذا المقهى حياة كاملة لهم.

“بحس فيه روح الزمن الجميل، لما سمعت خبر النصر نزلت أجري أنا وزمايلي نسمع اللي بيحصل في البلد علي راديو المقهى، ولما أغتيل الرئيس الراحل أنور السادات كنت قاعد بتفرج علي التلفزيون فيه”، هكذا علق الحاج فوزي السايح؛ أحد رواد المقهي، مضيفاً: “لما مراتي كانت بتولد أول فرحتي جالي الخبر وأنا قاعد فيها، ولما جالي خبر نجاح أبني ودخوله كلية الطب كنت قاعد فيها، كل شبر فيها ليه ذكرى حلوة مش بتتنسي بسبب وجود المكان”.

يرجع تاريخ المقهي إلى بداية الثلاثينات، وهو نفس تاريخ إنشاء عقار الأبياري الذي يقع أسفله المقهى، وغالبية سكانه الحاليين ورثة لسكانه الأصليين، الذين يعتبر غالبيتهم من الأجانب اليونانيين أو مستأجرين ، قالها محمد الشامي، أحد سكان العقار، والذي يرث أحدى الشقق فيه عن والده.

“العقار مهدد بالسقوط، وكل ركن فيه محتاج يترمم، لو الناس زعلانه إنه هيتهدم لأن ليهم ذكرى حلوة فيه، أحنا لينا حياة كاملة بكل تفاصيلها، بس مش منطقي نموت عشان ذكرياتكم تعيش”، أضافها الشامي، مشيراً إلى أن الانتفاضة الشعبية التي تبعت قرار إخلاء العقار استعداداً لهدمه جعلت الحي يعيد النظر في أمره، ما أغضب سكان العقار الذين أتخذوا قرارًا بضرورة هدمه.

وأضاف الشامي: “المقهي أكتر حاجة مزعلاني لأني دائم التردد عليه، بعتبره جزء من بيتي، ولما بحب أقابل حد من صحابي بيكون فيه، كل شيء فيه مميز، طرازه المعماري الفريد، محتوياته القديمة، رواده الذين يناهز أعمار غالبيتهم السبعين عاما”.

بدأت حالة الغضب الشعبي اعتراضا علي هدم العقار والمقهى، بصور انتشرت على عدد من الصفحات السكندرية على “فيسبوك”، تعلن الخبر من خلال أحد رواد المقهى، لتشتعل التعليقات بالاعتراض، وبعدها دشن مجموعة صفحات لإعلان رفض التفريط في واحد من أقدم المباني وأعرقها، ومطالبين بوقف الهدم.

وكانت ضمن المنشورات الأولى التي انتشرت وساعدت في تصعيد الأمر: ” العقار الجميل ده موجود في المنشية بجوار فندق وندسور بالاس وممتد من الكورنيش للترام، موجود فيه مقهى نيو كريستال ومقهى الريڨيرا، ممكن نفهم إزاي طلعله قرار بالهدم؟! بعيدا بقى عن أنه مش موجود في ملف التراث، الحقيقة واضح أن فيه عفاريت خفية بتطلع العقارات وبتدخلها ملف التراث ده، وبعيدا عن التعليقات اللطيفة بتاعة (كل واحد حر في ماله) و ماشابهها، بمنتهى البساطة دي جريمة، المنطقة دي منطقة أثرية، مينفعش تهد فيها أي عقار على مزاجك”، كتبه أحمد عبد العزيز، شاب سكندري، عبر صفحته الشخصية علي “فيسبوك”.

تتطلب عرض الشرائح هذه للجافا سكريبت.

حسام عاطف، مصور قرر أن يتخذ المقهى مكانا للتعبير عن فنه بالإسكندرية، وكأنه كان يعلم أن يد الاغتيال سوف تمتد إليه وتمحيه، فوثق بقصته كل مكان فيه، بمساعدة إحدى الفتيات التي جعلها رمزا يسجل من خلاله لقطات متنوعة للمكان، بإعتباره أقدم مقاهي الإسكندرية”.

وقال الدكتور محمد عوض؛ رئيس لجنة الحفاظ علي التراث بالإسكندرية، لـ”إسكندراني”، أن جميع العقارات المطلة على كورنيش الإسكندرية مقيدة في مجلد حفظ التراث كمنطقة حفظ، مضيفا أنه طبقا للقانون فحتي لو لم يكن العقار تراثي ولكنه ذات طابع معماري موحد في المنطقة ويمنع هدمه، مشيراً إلى أن يد الإهمال أصبحت تمتد لمنطقة محطة الرمل لأول مرة ما يمثل خطر جديد علي التراث السكندري بإعتبار تلك المنطقة تذخر بالعديد من المباني التراثية والتاريخية.

“الحي لا يملك سلطة لإيقاف هدم العقار لأنه غير مقيد بمجلد التراث والملاك حصلوا علي رخصة هدم رغم وقوع العقار بمنطقة تراثية، وبالتالي فالإجراءات قانونية”، قالتها بهية عبد الفتاح؛ رئيس حي وسط، مضيفة أن رخصة الهدم لم تصدر بشكل نهائي من المركز الذكي لخدمة المواطنين بالحي، نظراً لوجود اعتراضات على الهدم، وقرار المحافظ بإعادة النظر في أمره.

نرشح لك

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل