المحتوى الرئيسى

نقل السفارة في ذكرى النكبة.. مؤامرة لتصفية القضية الفلسطينية

02/24 14:03

في الوقت الذي لا يزال الشارع الفلسطيني فيه ينتفض ضد إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب القدس عاصمة لإسرائيل وعزمه نقل السفارة الأمريكية إليها، جاء إعلان تحديد موعد نقل السفارة خلال مايو المقبل، ليزيد حالة الاحتقان والغضب بين الشعب المُكبل.

كان ترامب قد أثار غضبًا عربيا وإسلاميا وانتقادات وتحذيرات غربية بقراره نقل السفارة، واعتبار القدس بشقيها الشرقي والغربي عاصمة مزعومة لإسرائيل.

أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية أن واشنطن ستفتح سفارة جديدة لها في القدس مايو المقبل بالتزامن مع الذكرى السبعين لقيام إسرائيل، وهي الذكرى التي يطلق عليها الفلسطينيون "يوم النكبة".

وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية هيذر ناورت في بيان: "نحن فى غاية السرور لقيامنا بهذا التقدم التاريخي، وننتظر بفارغ الصبر الافتتاح في مايو".

وعقب إعلان موعد نقل السفارة، قال ترامب: إن "نقل سفارة واشنطن من تل أبيب إلى مدينة القدس المحتلة هو الصواب"، بحسب وكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية.

ولفت ترامب خلال كلمة ألقاها، في المؤتمر السنوي للمحافظين، في ولاية ماريلاند، المجاورة للعاصمة واشنطن، إلى قيام دولة أجنبية (لم يسمها) بممارسة ضغوط عليه لمنع نقل السفارة، قائلا: "توسلوا إليّ قائلين: لا تفعل ذلك، لا تفعل ذلك".

وجاء القرار الأمريكي بصورة مفاجئة، ويسبق الموعد الذي حددته الإدارة الأمريكية سابقا والتي توقعت فيه نقل سفارتها من تل أبيب إلى القدس نهاية العام المقبل.

وسارعت القيادة الفلسطينية إلى اعتبار القرار الأمريكي "استفزازًا للعرب"، لافتة إلى أن إدارة ترامب باتت تشكل عائقًا أمام السلام.

وردا على هذا القرار قالت الرئاسة الفلسطينية في بيان للمتحدث باسمها نبيل أبو ردينة: إن "أي خطوات لا تنسجم مع الشرعية الدولية، ستعرقل أي جهد لتحقيق أي تسوية في المنطقة، وستخلق مناخات سلبية وضارة"، مؤكدًا أن هذه خطوة مرفوضة.

وشددت الرئاسة على أن تحقيق السلام الشامل والعادل، يقوم على الالتزام بقرارات الشرعية الدولية، وعلى الأسس التي قامت عليها العملية السلمية وفق مبدأ حل الدولتين لإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، وعاصمتها القدس الشرقية على حدود العام 1967.

كما ندد أمين سر منظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات، بأشد العبارات قرار الإدارة الأمريكية نقل سفارتها من تل أبيب إلى القدس في اليوم الذي تتزامن فيه ذكرى نكبة الشعب الفلسطيني.

وقال عريقات في تصريح لوكالة "فرانس برس": إن "هذا القرار مخالفة فاضحة للقانون الدولي والشرعية الدولية وتدمير كامل لكل اتفاقيات السلام الموقعة مع إسرائيل"، مؤكدًا أنه استفزاز لمشاعر العرب والمسلمين والمسيحيين.

واعتبر أن إدارة ترامب بهذه الخطوة تكون قد عزلت نفسها كليا، وأصبحت جزءًا من المشكلة وليس جزءًا من الحل.

وعلقت حركة "حماس" قائلة: إن "قرار الإدارة الأمريكية نقل سفارتها لدى إسرائيل إلى القدس في مايو المقبل صاعق تفجير المنطقة في وجه إسرائيل، ولن تمنحها أي شرعية".

واعتبر المتحدث باسم الحركة عبد اللطيف القانوع في بيان أن القرار الأمريكي انتهاك صارخ للقانون الدولي، ويتنافى مع كل المواثيق الدولية بشأن القدس واستفزاز للعرب والمسلمين والفلسطينيين".

من جانبه أكد المسؤول في "حماس" سامي أبو زهري أن نقل السفارة الأمريكية إلى القدس إعلان للحرب على العرب والمسلمين، وأنه على الإدارة الأمريكية إعادة النظر في هذا الإجراء.

وأثار القرار وتزامنه مع ذكرى النكبة خلال مايو المقبل غضب الفلسطينيين الذين وصفوه بـ"الاستفزاز"، واندلعت اشتباكات في غزة والضفة الغربية في وقت سابق أمس في احتجاجات أسبوعية على موقف ترامب بشأن القدس.

ويحيي الفلسطينيون سنويا ذكرى "النكبة" أي قيام دولة إسرائيل في الرابع عشر من مايو 1948، مما أجبر مئات الآلاف من الفلسطينيين على ترك مدنهم وقراهم والنزوح إلى دول عربية مجاورة.

أما حركة الجهاد الإسلامي فأكدت في بيان صادر عن المكتب الإعلامي أن الإعلان الأمريكي عن نقل السفارة الأمريكية للقدس بالتزامن مع ذكرى النكبة واحتلال فلسطين، هو إمعان في العدوان على الشعب الفلسطيني والعرب والمسلمين بشكل عام.

وأشار البيان إلى أن القرار الأمريكي باطل وغير شرعي، وهو دليل على الدور الأمريكي في تهديد وضرب الأمن والاستقرار ودعم الاٍرهاب الذي تمارسه سلطات الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني، موضحًا أن اتخاذ ذكرى النكبة التي تعد أبشع جرائم العصر موعدًا لتنفيذ القرار الباطل، هو مكافأة للصهيونية على جرائمها وإرهابها.

وأكد بيان الحركة "أن الشعب الفلسطيني سيتصدى لهذا القرار الذي يأتي ضمن مؤامرة صهيو أمريكية لتصفية القضية الفلسطينية، وستكون الإرادة الوطنية الفلسطينية أشد ثباتًا وأمضى عزيمة في مواجهة هذه المؤامرة".

ووسط كل هذ الغضب الفلسطيني تم الإعلان عن لقاء يجمع كبار قادة السعودية والإمارات وقطر بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب في الشهرين المقبلين.

وقال مسؤول أمريكي كبير: إن "ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان وولي عهد أبو ظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثان يعتزمون جميعا القيام بزيارة ترامب في مارس وأبريل، وذلك حسبما ذكرت وكالة "رويترز".

في المقابل رحب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بإعلان موعد نقل السفارة الأمريكية، موجهًا الشكر إلى ترامب، وقال نتنياهو: إن "هذا القرار سيحول الذكرى السبعين لاستقلال إسرائيل إلى احتفال وطني أكبر".

كما رحب وزير الاستخبارات الإسرائيلي "إسرائيل كاتز" بالقرار، وكتب على تويتر مُخاطبًا الرئيس ترامب: "لا يمكن أن نتلقى هدية أفضل من ذلك، إنها المبادرة الأكثر عدالة والأكثر حكمة.. شكرًا لصديقنا".

وكتب وزير النقل الإسرائيلي، "أود أن أهنئ الرئيس دونالد ترامب على قرار نقل السفارة الأمريكية بمناسبة عيد استقلال إسرائيل الـ70".. ليس هناك هدية أكبر من ذلك.. الخطوة الصحيحة والأكثر.. شكرًا يا صديقي".

في المقابل أعلن مسؤولون أمريكيون أن البيت الأبيض يدرس قبول تبرع من ملياردير أمريكي للمساعدة في تمويل نقل السفارة الأمريكية في إسرائيل إلى القدس.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل