مواجهة| "استاد ولاد البلد" يتوصل لحقيقة مباراة الـ "21-0".. اتهامات متبادلة وتحقيقات مستمرة | استاد ولاد البلد

لم يكن شخص بمصر يتخيل أن مباراة في دوري القسم الرابع لا يعلم بموعدها سوى المسئولون عنها أن تحدث كل هذه الضجة التي أثيرت خلال الساعات الماضية.

وأن يتهم فيها أطراف كثيرة بالتلاعب والرشاوى والمجاملات عقب نتيجتها التاريخية، والتي لم يتعود عليها أحد من قبل في مباراة رسمية أو حتى ودية.

بطل الأحداث في قصتنا 4 فرق رئيسية، والتي تعود أحداثها إلى 6 فرق في المجموعة الثانية بدوري القسم الرابع بمنطقة الغربية لكرة القدم يصعد أول فريقين إلى دورة الترقي الصاعدة إلى دوري القسم الثالث.

يتنافس على بطاقتي التآهل عن هذه المجموعة 3 فرق وهم شباب المحلة، وشباب محلة مرحوم، وشباب سندبسط.

وفي الجولة الأخيرة سيواجه شباب المحلة نظيره شباب محلة مرحوم، والذي يكفيهما التعادل ليصعدا سويًا إلى الترقي، كما سيواجه شباب سندبسط نظيره عمال طنطا، ويحتاج للفوز بفارق 18 هدف مع خسارة شباب محلة مرحوم، كي يصعد برفقة شباب المحلة.

وأقيمت تلك المباراتان في توقيت واحد منعًا للتلاعب، على الرغم من إنشغال ملعب عمال طنطا وهو إستاد طنطا في ذلك اليوم، إلا إنه لعب في ملعب آخر وهو ملعب الركدية، كي يحسم الفريقان الصاعدان إلى مرحلة الترقي.

وحدث ما لم يتوقعه أحد وهو خسارة شباب محلة مرحوم، الفريق المُتصدر خارج ملعبه، أمام شباب المحلة 3-1، وفاز فريق شباب سندبسط على عمال طنطا، بنتيجة هي الأكبر في تاريخ الكرة المصرية على صعيد الفرق الأولى، بنتيجة 21-0.

أثارت تلك النتيجة الكثير من الشبهات والشكوك وعلامات الإستفهام حولها، ليقرر اتحاد الكرة برئاسة هاني أبو ريدة، وقف اعتماد النتيجة، وإحالة الواقعة إلى التحقيق بمعرفة الجبلاية وعرض نتيجته على مجلس الإدارة لإتخاذ القرار المناسب حياله.

“في البداية الحمد لله على كل حال، بس اللي حصل ده مش كورة”، هكذا بدأ وليد البشكار – المدير الفني لفريق شباب محلة مرحوم، المتضرر، حديثه بنبرة حزينة، والذي استكمله قائلاً: “نتيجة الفريق المنافسة صدمة ومفجعة، ومعنديش أمل أن حاجة في النتيجة دي تتغير مهو لو مراقب لجنة المسابقات كتب في تقريره أنها نتيجة طبيعية، خلاص تعبي وشقايا طول الموسم هيروح”.

وأضاف المدير الفني لفريق شباب محلة مرحوم: “لو عمال طنطا كان لعب حيادية كان ممكن نقول أن الماتش ممكن يخلص 10-0 بالكتير، لكن الشوط الأول بس خلص 12-0، ده انت لو بتلعب دورة رمضانية مفيش ماتش هيخلص بالنتيجة دي، طب أنا عندي سؤال أنا طالما خرجت الشوط الأول بالنتيجة دي بس، هكمل الشوط التاني ليه، هعوض فين وإزاي، ما كنت أنسحب أحسن وبكرامتي، بدل ما أخرج بالنتيجة المهينة دي”.

واستكمل البشكار: “في الشوط الثاني العمال لعب بـ7 لاعبين بس بعد ما بدل الحارسين، وكان دخل مرماهم 5 أهداف في أول 15 دقيقة، وفي نهاية الماتش وقف لاعب بدل حارس المرمى بعدما أصيب”.

وطرح البشكار سؤالاً: “مستني إيه من فريق مُتعمد يلعب الماتش بلاعبين صغار السن، ولو أنا اللي بلعب بصباع واحد عمرهم ما يكسبوني بالنتيجة دي، طب هو الحكم موقفش اللعب دقيقتين تلاتة مثلاً، طب الكورة مخرجتش بره الملعب خالص، واللي خلاني أحس بحاجة مش طبيعية أن عمال طنطا طول عمره بيعلب فيه 3 لاعبين كبار السن، الماتش ده بالذات لم يلعبوا”.

وأنهى وليد البشكار، المدير الفني لفريق شباب محلة مرحوم حديثه: “أنا عارف أن الحكم ملوش ذنب، وكل الشواهد بتقول أن فيه خير إن شاء الله والحق عمره ما هيضيع، لإننا تعبنا الموسم ده، ومجلس الإدارة مسبناش، ودفعنا مصاريف كتيرة من أول فترة الإعداد عشان نصعد للقسم الثالث، والله أنا مروحتش شغلي وقاعد في البيت من بعد المباراة، لأن حالتي النفسية سيئة”.

وعلى الجانب الآخر، تواصلنا مع يوسف الأزهري رئيس مجلس إدارة مركز شباب سندبسط، وكذلك هو المدير الفني أيضًا في نفس الوقت، والذي استنكر الضجة التي أثيرت حول فوز فريقه بقوله: “قولي أعمل إيه مع فريق ناشئين بيلاعبني، في حين أن فريقي يستحق أنه يلعب في القسم الثاني مش القسم الرابع بس، ده انا عندي لاعبين لعبوا في أندية المقاولون العرب، وطلائع الجيش، فريق بيلاعبني دخل فيه 45 جون قبل الماتش، أنا لما هلاعبه هعمل فيه ايه؟!، وكمان وصل الملعب بـ12 لاعب فقط”.

وأردف الأزهري: “أنا لعبت على ملعب مش قانوني، واستغليت النقطة دي في تحقيق الفوز الكبير ده، وده مكنش أول مرة عمال طنطا يخسر بالنتيجة الكبيرة دي، لأنه الموسم اللي فات خسر 15 و 13 هدف، أنا معايا فريق كبير ولاعبين كُبار وكنت أقدر أجيب أكثر من 21 هدف، ده غير 5 أهداف اتحسبوا تسلل”.

وأوضح يوسف الأزهري رئيس مجلس إدارة، والمدير الفني لمركز شباب سندبسط، أن نقص عامل الخبرة لفريق عمال طنطا وراء تلك النتيجة، بقوله: “كان عمال طنطا يقدر ينسحب بإصابة لاعب ورا إصابة لاعب وتجنب العقوبات اللي كانت هتتوقع عليهم، لكن نقص خبرتهم هو اللي عمل فيهم كده، لإنهم لما خرجوا من الملعب فعلاً، وقرروا الإنسحاب بقرار من مديرهم الفني، وكانت النتيجة تشير 10-0، جريت ناحيتهم وطلبت منهم انهم يلاعبوني كورة فريق لفريق، لأن في الإنسحاب النتيجة كانت هتتحسب 10-0 بس، وكان هيضيعوا مجهود فريق طوال الموسم”.

وقال “الأزهري” في حديثه: “فريق شباب محلة مرحوم راح يلعب ماتش أمام شباب المحلة بالإحتياطي، وكمان أقسم بالله أن فريقي شباب محلة مرحوم وشباب المحلة أنهم اتخانقوا في الشوط الأول أمام حكم المباراة ومراقب المسابقات، ومش ذنبي إني كسبت بنتيجة كبيرة على حساب فريق معدل أعماره صغير وقليل الحيلة أمام فريقي”.

وأنهى يوسف الأزهري رئيس مجلس إدارة، والمدير الفني لمركز شباب سندبسط حديثه بشدة وحزم قائلاً: “أي حد يثبت على فريقي بالمستندات التورط في إتفاقات أو تربيطات غير أخلاقية يطلعها، غير كده أنا هرفع قضية على أي حد يتهمني أنا وفريقي بالزور والبطلان”.

وقال أحد لاعبي شباب محلة مرحوم “رفض ذكر إسمه”: “أحنا كلاعبين كنا عارفين أن سندبسط هيكسب العمال بنتيجة كبيرة قبل الماتش بيومين، بس مكناش نتخيل أنها توصل لنتيجة 21-0 أبدًا، وإحنا بنلاعب شباب المحلة بقوام الفريق الأساسي كنا بنلعب على المكسب، عكس ما اشيع إن الفريقين بيلعبوا على التعادل”.

وأضاف اللاعب: “وإحنا بين الشوطين سمعنا أن عمال طنطا هينسحب ومش هيكمل المباراة، لكن مسؤولي سندبسط اتحايلوا على لعيبة العمال ونجحوا أنهم يرجعوهم للمعب من تاني، فريق سندبسط فريق محترم وكان مرشح للصعود من بداية الدوري، ولكن كان نفسي يصعدوا بمجهودهم” – حسب وصف اللاعب.

يقول وليد الشرقاوي – إداري فريق عمال طنطا: “في البداية أحب أن أوضح إننا فريق فقير ماديًا، ونتدرب في يوم واحد خلال الأسبوع، وعشان كده ملعبناش بالصف الأول خلال الدور الثاني من الدوري، حتى لا يتم مطالبتنا بأمور مادية من جانب اللاعبين، ويكفيني القول بأن حراس فريقي الأساسي في ثانوية عامة، والاحتياطي مواليد 99 و 2001”.

وأكمل الشرقاوي: “يوم الماتش كان يوم غريب وعجيب، لإننا قدرنا نكمل نفسنا بالعافية، لدرجة إننا وصلنا متأخر، وبلاعبين صغيري السن، لكن بقائمة كاملة من 18 لاعب، ولما لعبنا دخل في مرمانا 5 أهداف في أول ربع ساعة، وبدلنا الحارس ووقفنا الإحتياطي، واللي مكنش موفق نهائيًا، عشان توصل النتيجة في الشوط الأول 12 هدف، حتى مهاجم اتصاب وغيرناه هو كمان، وطلبنا من حكم المباراة، أنه يحمي لعيبتنا من تدخلات سندبسط الصعبة والقوية، لأن ده مش ماتش مصارعة”.

وأردف إداري فريق عمال طنطا: “بين الشوطين طلب ناصر صالح – المدير الفني للفريق، إنسحاب الفريق، لكني اعترضت وكذلك مراقب المسابقات، لأن لوائح الاتحاد المصري تنص على أن الفريق المنسحب في نهاية الدوري يتم إيقافه موسمين، لذلك طلبت من لاعبي الفريق استكمال المباراة عشان منتوقفش، كمان مراقب المسابقات قال للاعبي فريقي أن اللاعب مدعي الإصابة سيتم إيقافه، لذلك أكلمنا المباراة”.

وأوضح وليد الشرقاوي، إداري فريق عمال طنطا: “أن حارس الفريق البديل أصيب بالضامة، كما أصيب زميل له، وأكملنا المباراة بـ7 لاعبين، بعدما وقف لاعب بالفريق في حراسة المرمى بالمباراة، وعشان كده كل الظروف دي وصلتنا لنتيجة المباراة الكارثية اللي حصلت”.

انتقلنا إلى إبراهيم الحملاوي، قائد فريق شباب سندبسط الحالي ولاعب المقاولون العرب السابق، والذي أحرز 11 هدفا بمفرده في تلك المباراة، وقال: “الماتش لو أعيد 100 مرة هنكسب العمال أكتر من 25 هدف، لإننا فريق كويس ومحترم، ومصروف عليه عشان نصعد للقسم الثالث مش الترقي بس، إحنا كنا محتاجين 18 هدف، وكنا بنلاعب ناشئين مواليد 16 و 17 سنة، ولما قرورا الإنسحاب من الملعب”.

ويتابع: “طلبنا منهم النزول عشان تعبنا طول الموسم ميروحش على الأرض، طالما عاوز تنسحب إشتركت في المسابقة ليه من الأول؟!”.

وتسائل “الحملاوي”: “طب ليه شباب محلة مرحوم مكسبش شباب المحلة ليه، وكانت صعدت من بدري، لكن اللي حصل ده بسبب إنهم كانوا عاوزين يخرجونا من التصفيات النهائية، وربنا مرضاش بالظلم”.

وتعيش منطقة الغربية لكرة القدم هذه الأيام حالة استنفار قصوى من أجل الانتهاء من التحقيقات حول المباراة، إذ صرح لنا محيي الكيلاني، مدير لجنة مسابقات منطقة الغربية، بأنه لم يتم اعتماد نتيجة المباراة، وطلبنا تقرير منفصل من حكم المباراة غير المتبع في المباريات العادية، حول أحداثها، وكذلك تقرير من مراقب لجنة المسابقات والذي كان متواجد في المباراة.