المحتوى الرئيسى

ثلاث ثوان.. نفوز ونخسر ونفوز مجدداً

02/23 15:46

على الرغم من أن الفيلم الروسي "الارتقاء" يعرض في صالات السينما منذ فترة، إلا أنه لا يزال يحظى بإقبال جماهيري منقطع النظير.

«يا شباب! في حوزتنا ثلاث ثوان.. عربة كاملة من الوقت الذي يسمح بالفوز والخسارة والفوز مجدداً»

فياتشيسلاف تيخونوف "اشهر رجل استخبارات" على الشاشة السوفيتية

عبارة من الفيلم الروسي "الارتقاء"، باتت واحدة من أكثر الأقوال المأثورة المتداولة في صفوف نشطاء الإنترنت في روسيا، وقد وردت في اللحظات الحاسمة من مباراة تاريخية جرت في واحدة من أكثر بطولات الأولمبياد التي لا يمكن أن تتذكرها دون العودة إلى الحرب الباردة والعنف المسلح الذي شهدته.. إنها المنافسة بكرة السلة بين الاتحاد السوفييتي والولايات المتحدة على ذهبية "ميونيخ 1972".

«هم سيخسرون ذات يوم وأرى أنه من الأفضل أن يخسروا أمامنا»

قول مأثور آخر من هذا الفيلم جاء على لسان مدرب الفريق بأداء الفنان فلاديمير ماشكوف أثناء مؤتمر صحفي عن مباراة حتمية ستجمع بين الاتحاد السوفييتي والولايات المتحدة بكرة السلة، ما أثار حفيظة، وغضب البعض ممن رأوا أنه بعد تصريحات نارية كهذه لا يمكن أن يقبل السوفييت سوى الفوز.. وإلا.

يتناول فيلم "الارتقاء" هذا الحدث التاريخي، ويسلط الضوء على انتصار الاتحاد السوفيتي.. ومن الملائم هنا استخدام لفظة انتصار لا فوز، لأن الظروف المحيطة بالمواجهة جعلت من نتيجتها أكثر من مجرد فوز في لعبة رياضية تعد الأكثر شعبية في أمريكا، سيما وأنه في نهاية الأمر اقتصر على نقطة واحدة في ثانية واحدة هي الأخيرة من عمر هذا اللقاء.

بالطبع هذا فيلم روائي وليس وثائقي، لذا فمن غير المتوقع أن يكون مرجعا، أو رصدا للأحداث كما هي دون إضافة بهارات الحبكة الدرامية هنا أو هناك، على الرغم من أن الأحداث الواقعية كانت درامية بمعنى الكلمة، وإلا فكيف يمكن وصف تفوق المنتخب الأمريكي على السوفيتي لأول مرة في الثواني الأخيرة من المباراة، وبفارق نقطة واحدة فقط ليكون فوز السوفييت بفارق نقطة واحدة أيضاً.

يتعرف المشاهد من خلال أحداث الفيلم على الأوضاع السائدة في الاتحاد السوفيتي، إذ شكّل منتخب فريق السلة، حسب سيناريو الفيلم، حالة مصغرة من المفارقات والمتناقضات في هذا البلد، حيث استعرض طبيعة العلاقات بين أعضاء الفريق على اختلاف انتماءاتهم العرقية والدينية والايديولوجية.. فمنهم من يحلم بخلاص وطنه، ليتوانيا، من السيطرة السوفيتية، ومنهم من يرى أن وطنه هو بيته وأهله وقريته فحسب.

كما يستعرض الفيلم مواقف إنسانية الإيثار والتضحية والعرفان بالجميل، معانٍ إنسانية راقية.. يُفضل عدم الخوض في تفاصيلها كي يستشعرها من يرغب في مشاهدة هذا الفيلم.. ناهيك عمّا يتكرر دائماً، وهو محاولة أحدهم التملق بنجاح المهمة بعد أن كان ضدها وبذل كل ما في وسعه للحيلولة دون تنفيذها.

تجلس في صالة العرض وتتابع المباراة التي استنسختها ووثقتها كاميرا الفيلم الروائي، تجلس وأنت تعرف تفاصيل النهاية فتشعر نفسك شريكاً في الحدث، مثلما في فيلم "تيتانيك" حيث تشعر نفسك شريكاً في جريمة لا ذنب لك فيها، وينتابك إحساس بالأسى والحزن على كل هذا الجمال الذي تراه أمامك.. لكنك هنا شريك في حكاية من نوع آخر، وتنتظر، ثم تنتظر نهاية الفيلم على أحر من الجمر، وكأنك تشعر أنها لن تكون تجسيداً للحدث التاريخي بحق.. إلا إذا كنت شاهداً عليه هنا والآن.

أوركسترا لندن الملكية تداعب الحنين لـ "آبا" في موسكو

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل