المحتوى الرئيسى

"خطورة الشائعات".. خطبة الجمعة في مساجد أسيوط | أسايطة

02/23 13:11

الرئيسيه » أخر الأخبار » “خطورة الشائعات”.. خطبة الجمعة في مساجد أسيوط

أوضحت خطبة الجمعة في مساجد أسيوط، خطورة الشائعات وتأثيرها على الأفراد والدول، حسبما عممتها وزارة الأوقاف.

وقال الخطباء إن الصراع بين الحق والباطل صراع قديم قدم البشرية، وهو مستمر إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، وإن من أبرز وسائل أهل الباطل في صراعهم مع أهل الحق صناعة الشائعات، وترويجها بين الناس، ولقد أخذت هذه الصناعة أشكالا مختلفة وصورا متنوعة، في ظل ما يشهده العالم من تطور كبير في وسائل التواصل وتكنولوجيا المعلومات، حتى أصبحت الشائعات أكثر رواجا، وأسرع وصولا، وأبلغ تأثيرا.

ومما لا شك فيه أن الكلمة أمانة ومسؤولية عظيمة، سواء أكانت مقروءة، أم مسموعة، أم مرئية، والشائعات ما هي إلا كلمة تنشر بين الناس، يطلقها صاحب قلب مريض، أو هيئة أو منظمة من قوى الشر التي تعمل في الخفاء، وتتناقلها الألسنة وترددها دون تثبت، أو تبين، فتؤثر سلبا على العقول والنفوس، وتنشر الأفكار الهدامة والمعتقدات الفاسدة، ويصبح المجتمع ويمسي في قلق وريبة، بل ويذهب الأمن، وتضعف الثقة بين الناس، فترى أمة الجسد الواحد يشكك بعضها في بعض، ويخون بعضها بعضا، لذا قال النبي صلى الله عليه وسلم: “كفى بالمرء كذبا أن يحدث بكل ما سمع”، فإذا كان التحدث بكل ما يسمعه الإنسان نوعا من أنواع الكذب يعاقب عليه الإنسان عقوبة شديدة في الآخرة، فكيف بمن يتحدث بما لم يره أو يسمعه؟

ونوها بأن الإسلام اتخذ موقفا حازما من الشائعات ومروجيها، وعدها سلوكا منافيا للأخلاق الحسنة، والقيم النبيلة التي جاءت بها الشريعة الإسلامية، وذلك حين أمر أتباعه بحفظ اللسان عن الخوض في ما ينشر الفتنة ويثير الاضطرابات في المجتمع وأمرهم بالصدق في أقوالهم، وحفظ ألسنتهم، والتثبت من كل ما يصل إلى أسماعهم حتى لا يكونوا سببا في نشر الفتن، وإفساد المجتمع، وتشويه الأعراض.

وشرحوا أن نشر الشائعات وترويجها هو سلوك المنافقين في الوصول إلى مآربهم وأهدافهم بزعزعة الأمن، واستهداف وحدة الوطن، وإضعاف نمو اقتصاده، والنيل من استقراره وسلامته، وبث روح الإحباط واليأس والتشاؤم في نفوس المواطنين عموما والشباب على وجه الخصوص، ولقد سماهم القرآن الكريم المرجفين، لأن الإرجاف يقصد به الخوض في الأخبار السيئة والفتن التي من شأنها أن تحدث الاضطراب الشديد في المجتمع.

والشائعات إحدى وسائل الحروب التي لم يسلم منها النبي صلى الله عليه وسلم، فقد حارب المشركون النبي بترويج الشائعات للنيل من دعوته وتشويه صورته، فأشاعوا بين الناس كذبا أنه ساحر، وادعوا بهتانا أنه شاعر ومجنون، وتارة أشاعوا أنه كاهن، فرد الله تعالى عليهم كذبهم وافتراءهم، قائلا: “إنه لقول رسول كريم، وما هو بقول شاعر قليلا ما تؤمنون، ولا يقول كاهن قليلا ما تذكرون، تنزيل من رب العالمين”.

وفي غزوة أحد أشاع المشركون مقتل النبي صلى الله عليه وسلم رغبة منهم في تفريق المسلمين من حوله، وإضعاف قوتهم، فاضطربت صفوف المسلمين وضعفت قواهم النفسية، وفر بعضهم، وألقى بعضهم السلاح، وثبت بعضهم مع النبي صلى الله عليه وسلم.

وفي غزوة حمراء الأسد أشاع المشركون أن قريشا قد جهزت جيشا كبيرا لمهاجمة المدينة، ومحاربة النبي والقضاء على الإسلام، إلا أن المسلمين ثبتوا على دينهم، ولم تنل منهم تلك الشائعات، فأثنى الله تعالى عليهم، وقد عمد أعداء الإسلام إلى إثارة الشائعات بعد تحويل القبلة من بيت المقدس إلى البيت الحرام، فتولى اليهود كبر التشكيك في صحة التوجه إلى البيت الحرام، وقالوا إن كانت القبلة الأولى هي الحق فقد تركتم أيها المسلمون الحق، وإن كانت القبلة الأولى هي الباطل فعبادتكم السابقة باطلة، ولو كان محمد نبيا حقا ما ترك قبلة الأنبياء وتحولها إلى غيرها، وما فعل اليوم شيئا وخالفه غدا.

إن في ترديد الشائعات وترويجها من الخطورة ما لا يخفى على العقلاء من استباحة الدماء والأموال والأعراض واضطراب الحياة، ولنا في مقتل الخليفة الراشد عثمان بن عفان، خير دليل وشاهد على ذلك، فقد حاصره المجرمون بسبب الشائعات والأراجيف التي أطلقها عبدالله بن سبأ اليهودي، بل ومنعوه من شرب الماء وهو الذي اشترى بئر رومة من خالص ماله.

ومن الآثار الخطيرة للشائعات: الخوض في الأعراض، بما يؤدي إلى قطع أواصر الود والمحبة والترابط بين أفراد المجتمع، بل ويقضي على الألفة والتراحم بين الأهل والأقارب ويدمر الحياة الزوجية، ويفكك الأسر، فليحذر كل واحد منا أن يخوض فيما ليس له به علم، مستهينا بالكلمة وخطورتها.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل