المحتوى الرئيسى

الغوطة الشرقية.. جرح سورى جديد

02/22 17:30

دماء تجري أنهارها، وأشلاء تتناثر فتاتها، في بقايا أرض سورية، صرخت جدرانها قبل سكانها، جراء عمليات قصف وحشية التهمت نيرانها جذور الغوطة الشرقية، دون أن يحرك ذاك الصراخ ساكنًا، سوى كلمات إدانة تارة، وإعرابات قلق لا جدوى لها ولا طائل من ورائها.

368 قتيلا وأكثر من 1800 مصاب، حصيلة ضحايا القذائف الصاروخية على الغوطة، وثّقها المرصد السوري لحقوق الإنسان منذ الأحد الماضي، ووثّق المرصد، اليوم الخميس، مقتل 19 مدنيًا، من بينهم أربعة أطفال، حصيلة عشرات القذائف الصاروخية التي استهدفت مدينة دوما، وأربعة أشخاص في قرية افتريس نتيجة الغارات.

ولم تسلم مستشفيات المنطقة من القصف، حيث أعلنت الأمم المتحدة أن عمليات القصف أسفرت عن تدمير ستة مستشفيات منذ يوم الإثنين، وقد خرج ثلاثة منها من الخدمة، فيما بقى مستشفيان يعملان جزئيًا.

«إن الطواقم الطبية في الغوطة عاجزة عن التعامل مع العدد الكبير من الإصابات».. هكذا وصفت رئيسة بعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر في سوريا ماريان جاسر، الأوضاع التي آلت إليها حال المدينة السورية الغارقة في دماء ضحاياها، مؤكدًة أن عدم وجود ما يكفي من الأدوية والإمدادات سيؤدي إلى استمرار معاناة سكان الغوطة الشرقية في الأيام والأسابيع المقبلة.

«لم تعد لدينا كلمات لوصف معاناة الأطفال، وغضبنا مما يجري في الغوطة الشرقية».. وبهذا العجز، كشفت منظمة الأمم المتحدة لرعاية الطفولة «يونيسف» عن قلة حيلتها أمام ارتفاع عدد القتلى من الأطفال.

«هل ما زال لدى من يتسببون في هذه المعاناة كلمات تبرر أعمالهم الوحشية؟».. سؤال ترك رنين أصدائه في بيان المدير الإقليمي للمنظمة جيرت كابيلاري، والذي ترك فيه عن عمد 10 أسطر فارغة، مؤكدًا في حساب «اليونيسف» على «تويتر»: «ما من كلمات يمكنها أن تحقق العدالة لأطفال قتلوا، ولأمهاتهم وآبائهم وأقاربهم».

«إننا، في الغوطة، نتعرض للقصف منذ أكثر من خمس سنوات، وهذا ليس بجديد علينا.. لكننا لم نشهد قط شيئًا مثل هذا التصعيد».. بهذه الكلمات أعربت مديرة مستشفى الغوطة أماني بالور، عن استيائها البالغ مما تتعرض له المنطقة الواقعة شرق العاصمة السورية دمشق.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل