المحتوى الرئيسى

«هآرتس»: 3 سيناريوهات تحدد مصير نتنياهو بعد قضايا الفساد

02/22 15:55

بعد اتهامه رسميا في عدة قضايا فساد قد تطيح بالحكومة الإسرائيلية الحالية، أصبح رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو، أمام مصير مجهول.

وتكهنت صحيفة "هآرتس" بما يمكن أن تؤول إليه الأحداث في الأيام المقبلة خاصة مع التحديات التي تواجه نتنياهو، وطرحت الصحيفة الإسرائيلية على موقعها باللغة الإنجليزية 3 سيناريوهات من خلال الإجابة على عدة أسئلة أهما هل يمكن لنتنياهو البقاء رأس الائتلاف؟ وهل ستنهار حكومة إسرائيل؟ وهل ستجرى انتخابات جديد؟

على الرغم من وسائل الإعلام تصف نتنياهو بأنه بطة عرجاء، لا يزال رئيس الوزراء الإسرائيلى لديه العديد من الخيارات يتعامل بها مع ادعاءات الفساد الموجهة ضده.

في البداية، بدا نتنياهو، وكأنه متأكد أنه سيخرج من عاصفة الفساد التى تدور حوله (على الأقل مؤقتا)، حتى بعد توصيات الشرطة الإسرائيلية، أول من أمس الثلاثاء، بأنه اتهم بالرشوة والاحتيال وخرق الثقة في اثنين من قضايا الفساد التي يتهم فيها، إذ وقف في البداية قويا، وأصدر بيان يتحدى فيه الجميع بنزاهته.

ومن الناحية السياسية، حافظ نتنياهو على دعم القوى السياسية داخل حزبه الليكود، لدرجة أنه لم يتجرأ أحد على التكهن بمن سيكون القادم بعد نتنياهو، وبالمثل قال شركاؤه الرئيسيون في الائتلاف الحاكم إنهم سيتبنون نهج الانتظار والترقب، ملتزمين بالوقوف إلى جانبه على الأقل حتى يتخذ النائب العام قراره النهائي، بشأن ما إذا كان رئيس الوزراء سيواجه اتهامات جنائية أم لا.

وتتوقع الصحيفة أن شلومو فيلبر، المدير العام السابق لوزارة الاتصالات، قد يحول أدلة الدولة اليقينية إلى فراغ، وأن يدلي بشهادة مدمرة للغاية فيما يتعلق بدور نتنياهو فى ما يعرف بالقضية 4000، والتي يتهم فيها نتنياهو بأنه على علاقة قوية بشركة بيزك العملاقة في مجال الاتصالات الاسرائيلية، التي يملك نصيبها شاوول ايلوفيتش صديق نتنياهو المقرب.

لكن حتى وإن شهد فيلبر بأن نتنياهو وجهه لاتخاذ قرارات لا تفيد بيزك، وأقر بأن التغطية الإخبارية الإيجابية لأسرة نتنياهو على موقع إخبارى مملوك لبيزك أمرا مستبعدا، يقول الكثير من النقاد إن قضية الرشوة ضد نتنياهو ستظل مفتوحة.

وتقول الصحيفة إن تصريحات نتنياهو وإصراره على عدم الهزيمة جعل البعض يصفه بأنه "رجل يمشى بطريقة غير مستقيمة" بل وشبهه الكثير على الفضائيات بأنه "بطة عرجاء" تدير البلاد رسميا، لكنه فقد سلطته الحقيقة، وبشكل عام الجو يذكرنا بالولايات المتحدة خلال عصر فضيحة ووترجيت (1973-1974)، ففي كل يوم تظهر فضائح جديدة، لكن ما هي السيناريوهات التي قد يواجهها رئيس الوزراء للمضي قدما؟

يفترض السيناريو الأول أن تسقط حومة نتنياهو لكن في الوقت ذاته يتوقع البعض أن ائتلاف حزب الليكود يجري انتخابات جديدة لاختيار زعيم للائتلاف.

ويعتبر السيناريو الأكثر دراماتيكية والذي من المتوقع أن يحدث أن يقرر واحد أو أكثر من شركاء الائتلاف الذي يتزعمه نتنياهو، الاستعاضة عنه في مكتب رئيس الوزراء أو ربما يطالب أحد الأحزاب التي يرأسها نتنياهو الانسحاب من الحكومة.

ووفق هذا السيناريو فإنه إذا لم يستعد أي من الأحزاب الموجودة حاليا في المعارضة لتحل محل حكومة نتنياهو، وإنقاذ الائتلاف، وھذا يبدو غير محتمل للغاية نظرا للظروف الحالية، حيث إنه من المقرر أن تحل الحكومة بشكل رسمي، وتجرى انتخابات جديدة في أقرب وقت ممكن، ويفترض أن تكون في أوائل الصيف.

وهناك العديد من الأحزاب السياسية تتعثر بالفعل استعدادا لهذا الاحتمال، فحتى الآن أرسل زعيم الاتحاد الصهيوني أفي جاباي، الذي يعتبر حزبه ثاني أكبر حزب فى الكنيست، رسالة إلى أعضاء الحزب يوم الثلاثاء الماضى معلنا أن "فترة نتنياهو انتهت وأنه يجب أن نستعد للانتخابات قريبا".

السيناريو الثانى الذي طرحته الصحيفة والذي تتوقعه بنسبة كبيرة هو أن يتراجع نتنياهو لكن الحكومة التي يقودها الليكود تظل قائمة كما هي.

ووفقا لهذا السيناريو فإنه إذا كانت قبضة نتنياهو على الليكود ضعفت بما فيه الكفاية، وأحزاب الائتلاف مترددة بما يكفي للتخلي عن مواقع السلطة، يمكن التوصل إلى اتفاق بين هذه الأحزاب والليكود، مع أو بدون مشاركة نتنياهو، وفي مثل هذا السيناريو، سوف يتنحى نتنياهو عن قيادة الليكود، بيد أن الائتلاف الذي يقوده الليكود سيبقى قائما، حيث تتولى نفس الأحزاب رئاسة نفس الوزارات على أن يكون رئيس الوزراء الجديد الذي يتم اختياره من داخل الليكود.

ويمكن اعتبار هذا السيناريو مرجح بنسبة كبيرة، ومن المرجح أن يقبله نتنياهو وحتى وإن لم يناقش علنا من قبل أي من أعضاء الائتلاف، فقد تم طرحه من قبل قادة المعارضة البارزين، وعلى وجه التحديد فقد اقترح رئيس حزب "هناك مستقبل" يائير لابيد، هذا الاقتراح، عندما أدلى بشهادة رئيسية في إحدى القضايا ضد نتنياهو، قائلا على نتنياهو أن نتنياهو يأخذ "إجازة غياب" و "ينحى جانبا" حتى يتم حل الوضع، حتى لو لم تكن هناك خطط لإجراء انتخابات جديدة.

تقول صحيفة "هآرتس" إنه نظرا لأن قادة حزب الليكود فى تحالف نتنياهو اتهموا بفضائح فساد مشينة مثل وزير الدفاع الإسرائيلى أفيجدور ليبرمان، و الداخلية الحالي أرييه درعي زعيم حزب شاس، هذا يجعلهم متعاطفين بما فيه يكفى للحفاظ على نهج "الانتظار والرؤية"، حتى فى مواجهة قائمة الفساد، والاتهامات المتزايدة باستمرار ضد نتنياهو.

وهذه السياسة تتبنها الوزارات القوية، لأنه من غير المؤكد ما إذا كانت انتخابات الكنيست الجديدة ستمنحهم مستوى الدعم اللازم لإبقائهم هناك أم لا، خاصة أنه في آخر استطلاع للرأي حول كيفية تصويت الجمهور "إذا أجريت انتخابات غدا"، وجد الاستطلاع أن "حزب درعي" لن يحصل حتى على الأصوات الكافية للحصول على تمثيل في الكنيست.

وثمة عامل آخر يمكن أن يبقى الحكومة الحالية قائما، وهو الوضع الأمني الهش، لأن هناك نزاع عسكري كبير على الجبهة الشمالية مع لبنان وسوريا، وصراع آخر في قطاع غزة مع حماس، ما يمكن أن يدفع المسؤولين المنتخبين وعامة الناس إلى "إدارة العربات الوطنية"، ووضع الانقسامات السياسية جانبا من أجل تقديم صورة أكثر استقرارا لأعداء إسرائيل.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل