المحتوى الرئيسى

هل تعرفون الوعود الربانية الأربعة؟

02/22 09:55

تفضل الله سبحانه وتعالى على عباده بالنعم التي لا تعد ولا تحصي وفضل بني آدم على سائر المخلوقات وحباهم بكافة النعم قال تعالى: {ولقد كرمنا بني ادم} فمن تفضل عليك بالنعم ووهبك إياها من غير حول منك ولا قوة هو الله، فيوجب على العباد شكر الله المتصل على هذه النعم.

اولاً: شُكر الله صفةٌ من صفات عباد الله المؤمنين الذين قال عنهم سبحانه: “وقليل من عبادي شكور"؛ فالشكر هو دليل معرفة عظيم النعمة أو النعم التي وهبتها من الله، وقد سمى الله بالشكور أي كثير الشكر؛ فالأولى ان يشكر العبد ربه وقد نزل العذاب بالأُمم السابقة عندما تكبروا وتناسوا شكر ما أنعم الله به عليهم من المال والصحة والجاه والبنون والتمكين في الأرض؛ فالشُّكر هو مفتاح الزِّيادة من الخيرات وهو وعدٌ ربانيٌّ جاء بصريح اللفظ في الكتاب العزيز: {ولئن شكرتم لأزيدنّكم}.

من شكر الله على نعمه استخدام هذه النعم في طاعة الله سبحانه وتعالى وفي تحقيق العدل ودفع الظُّلم، وتجنب ارتكاب الذُّنوب والمعاصي؛ فشكر القلب بالاعتراف بأن الله هو صاحب الفضل بالنعم، وشكر اللسان هو ترديد قول الحمد لله مقتنعًا بها، وفي الصلاة لابد من تدبر قولنا عند الرفع من الركوع: "سمع الله لمن حَمِد" أي أن الله يستمع ويجيب ويعطي من يحمده.

التحدث بنعم الله على عبده صورةٌ من صور النِّعم دون مبالغةٍ أو جرحٍ لمشاعر الآخرين، وفي حال أمِن الحسد والعين، كذلك استخدام هذه النِّعم فتظهر على الإنسان في مطعمه وملبسه ومسكنه وسائر شؤون حياته العامّة والخاصّة دون إسرافٍ أو تقتيرٍ.

ثانياً: من أجمل العبادات التي تقربنا من الله تعالى "الأذكار"، فيداوم المؤمن المسلم على ذكر الله تعالى في جميع أوقاته، فيذكره في فرحه وحزنه، وفي ليله ونهاره، قائماً كان أم قاعداً، لسانه رطب بذكر الله عز وجل.

وأن الأذكار صلة الوصل بين العبد وربه، فيبقى المسلم على تواصل دائم مع الله تعالى يذكره فيسبح ويستغفر ويدعو الله تضرعاً وخفية يطلب العفو والمغفرة منه، ويدعي ما يشاء من الله تعالى، فلولا الذكر لماتت قلوبنا وقسيت، فسبحان من هو أقرب إلينا من حبل الوريد، ندعوه متى شاء القلب أن يدعو، قال الله تعالى في القرآن الكريم: {إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلاف اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآياتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ * الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَى جُنُوبِهِمْ}، وأن الله تعالى شرع لنا ذكره سراً و علانيةً، فيدعو المسلم الله تعالى جهراً بصوته المسموع للآخرين، ابتعاداً عن الرياء في القول والذكر أمام الناس، ولكن نيته تكن خالصة لله تعالى، يدعوه هو الواحد الأحد، حباً لا رياءً.

من رحمة الله عز وجل بنا أن جعل لنا وجوهًا متعددة نعيش فيها بين أكناف ذكره ورضاه، فلا يوجد أمر من أمور حياتنا إلا وكان الذّكر له بابًا.

تعتبر الصلاة ذكر؛ فالصّلاة في ذاتها ذكر لله تعالى بكل ما فيها من صفات وهيئات.

قراءة القرآن الكريم ذكر؛ فهو كلام الله عزّ وجلّ، وليس أفضل من أن يتعبّد المرء ويذكر ربّه بقراءة القرآن، وهو أعظم الذّكر لأنه كلام الله جلّ وعلا وليس فيه اجتهادٌ منك.

ذكر الآخرة في كل الأحوال؛ فهذا يجعل المرء في كل فعلٍ من أفعاله متيقظًا حريصًا على أن تكون أعماله مُرضيةً لله عز وجل.

ثالثاُ: الدعاء لقد خلق الله عز وجل الإنسان وأعطاه ما يحتاجه من أجل إعمار الأرض وعبادته تعالى، ولكنّه خلقه محتاجاً إليه في كلّ أحواله وظروفه، لذلك يلجأ العبد الى الدعاء بما يحتاجه من أجل إزالة الهم والخروج من الكرب والشدائد، وللدعاء أهميّة خاصة في حياة العبد؛ فهو لجوء إلى القوي العزيز الجبّار عند الضعف والحاجة.

كسب الأجر والثواب بسبب تنفيذ أوامر الله عز وجل، فقد أمر الله عز وجل بالدعاء، عن النبي صلي اللهُ عليه وسلم قال: "إِنَّ رَبَّكُمْ حَيِيٌّ كَرِيمٌ، يَسْتَحْيِي مِنْ عَبْدِهِ أَنْ يَرْفَعَ إِلَيْهِ يَدَيْهِ، فَيَرُدَّهُمَا صِفْرًا"، ومن يقوم بذلك يكون طائعاً له عز وجل، كما أنها تعتبر من العبادات التي يحبها تعالى.

تدريب نفس العبد على التواضع وترك الكبر، ففي الدعاء والتضرع الي لله تعالى وطلب الحاجة منه، وهذا من أكبر أنواع الخضوع المحبب الى الله تعالى.

عندما يشعر العبد أن هناك باب يستطيع أن يطرقه عند الحاجة فإن ذلك يسب الراحة وإزالة الهم عن قلبه.

يعتبر الدعاء من أسباب التوكل على الله عز وجل، فعند توجه العبد إلى الله عز وجل طالباً منه ما يريد فإن ذلك يدل على أن العبد متوكلاً على الله ولديه القناعة بأن الله عز وجل هو مسير الأمور.

رابعاً: الاستغفار أعظم هدية منحنا إياها الله عز وجل، حيث إنه منحنا فرصة للتكفير عن خطايانا وذنوبنا التي ارتكبناها في حياتنا، عمداً أو بدون قصد، وهو من الأمور التي أوصانا بها الله، وحثنا على المداومة عليه لما له من فوائد كبيرة وعظيمة، تعود على الفرد وتخفف من ذنوبه وتفتح له أبواب الرزق والعيش الكريم، وسنتعرف في هذا المقال على أهم فوائد الاستغفار، والتي تشجعنا على متداومته والتزامه في جميع أوقات حياتنا، وظروفنا، وحالاتنا.

مهما كانت صيغة الاستغفار، فعلينا أن نلتزمه في مواقف حياتنا جميعها، ونملأ أوقات فراغنا جميعها بالاستغفار، فجميعنا نخطئ، وقد منحنا الله فرصة للمغفرة، فليس علينا إلا استغلالها، لعل الله يجعل لنا من كل ضيق فرجاً، ومن كل هم مخرجاً.

ومنها أن يكفر الله ذنوب العبد مهما كان حجمها، ويمنحه الأجر والثواب من الله عز وجل.

يبعث الاستغفار الراحة والطمأنينة والسكينة في النفس، ويشرح الصدر ويزيل الهم.

نرشح لك

أهم أخبار رمضان

Comments

عاجل