المحتوى الرئيسى

«الإسكندر الأسطورى».. معرض أمريكي يبحث عن حقيقة الرجل القوى: موسى أم فرعون أم ممثل؟

02/21 19:29

لا يزال الجدل حوله دائرًا.. هو الإسكندر الأكبر، الذى أحبه المصريون والعالم، وها هم الأمريكان يعلنون عن حبهم له، حيث تستضيف نيويورك معرضًا على شرفه، تحت عنوان «الرومانسية والعقل: التحولات الإسلامية لتاريخ الإسكندر»، وتفرد صحيفة «وول ستريت جورنال» الأمريكية، له، تقريرًا مطولا تحت عنوان «فلنجعل الإسكندر الأكبر عظيمًا مرة أخرى».

تقول الصحيفة إن المعرض يكشف كيف تحولت صورة الإسكندر الأكبر من خلال العديد من الثقافات التى وصل إليها بقصص فتوحاته الكبيرة، وكيف رأته الديانات السماوية الثلاث، من الإسلام إلى المسيحية إلى اليهودية، وتضيف الصحيفة أن الإسكندر الأكبر الذى عاش فى القرن الرابع قبل الميلاد، هو الحاكم المقدونى الذى سيطر على العالم القديم قبل أن يموت فى عمر الـ٣٢ عاما.

وتصفه الصحيفة بأنه كان عبقرية عسكرية، ومدد سلطته من اليونان إلى مصر إلى الهند، مؤكدة أنه رغم كل ما نعرفه عنه وعن عظمته، إلا أن هناك وجهات نظر كثيرة عن حقيقته وهويته، وهو ما يرصده المعرض الذى يستضيفه معهد الدراسات للعالم القديم فى جامعة نيويورك، والذى نشر كتالوجات كثيرة حول شخصية الإسكندر الأكبر.

وذكرت الصحيفة أن هذا المعرض يعد استثنائيا، يليق بذلك الرجل الاستثنائى، وهو الرجل الذى تناقل الكثير من الدول عنه عدة أساطير، وهناك ما يقرب من ٧٠ مخطوطة باللغة الفارسية والعربية والتركية تحدد التأثير العميق للإسكندر وثقافته وخاصة فى العالم الإسلامى، حيث كان يعرف باسم «الإسكندر ذو القرنين».

روبرتا كاساجراند كيم، وصمويل ثروب، وراكيل أوكيليس، الباحثون فى تاريخ الإسكندر، قالوا للصحيفة، إن الرجل قد تحول بالفعل إلى أسطورة، حيث يرى المسلمون أنه «ذو القرنين» الذى ذكر فى سورة الكهف، وهو الذى أنقذ العالم من «يأجوج ومأجوج» آكلى لحوم البشر، وبنى سورا عظيما وهائلا لن يستطيع أحد خرقه إلا حين يأذن الله بذلك، فتخرج قبيلتا يأجوج ومأجوج.

وتقول الصحيفة إن بعض الثقافات تقول إن الإسكندر الأكبر هو النبى موسى عليه السلام، وإنه كان فرعون مصر، وهو لقب أُطلق عليه أيضا، حيث يقال إنه اجتاح بلاد فارس، وهزم الجيش الفارسى الذى كان يهدد العالم.

ورغم ذلك فإنه فى الثقافة الإيرانية والنصوص الفارسية، يعد الإسكندر الأكبر، من ضمن الرجال الملحميين، حيث كتب أبو القاسم الفردوسى عنه فى بداية القرن الحادى عشر، وكتب عنه أيضا الشاعر نزامى جانجافى، فى القرن الثانى عشر، ويقودنا ما كتبه الاثنان ومن خلال السرد إلى أن الإسكندر هو الوريث الشرعى للعرش الفارسى.

أما المسيحيون واليهود، فيرون أن الإسكندر قس وممثل، وهذه التحولات من ثقافة إلى ثقافة، ومن ديانة إلى ديانة، تشير إلى الاهتمام الشعبى الكبير الذى حظى به الإسكندر عبر التاريخ، وأيضا هو دليل على استخدامه من قبل تلك الثقافات والديانات لتوضيح وإبراز رؤيتهم، تجسيدا لآمالهم وطموحاتهم وأحلامهم فيه، وإذا كان الأمر كذلك فهو يثبت عبقرية الإسكندر، فقد غزا العالم دينيا وثقافيا، وليس فقط عسكريا.

وتشير المصادر التاريخية المبكرة، بحسب الصحيفة، إلى أنه كان شابا طموحا وفضوليا، وأنه تلقى تعليمه من قبل أرسطو، ويقال إنه أسس ٧٠ مدينة سميت على اسمه «الإسكندرية».

وتختتم الصحيفة تقريرها عن الإسكندر، موضحة أن المعرض فى نيويورك يشمل وثائق ومخطوطات عن الإسكندر، أصولها إسلامية وفارسية ومسيحية ويهودية، وهناك نسخة من أواخر القرن الحادى عشر من بغداد، من نص لأبى بكر الرازى، وهناك مخطوطة من القرن السابع عشر وأخرى من القرن الرابع عشر، وهناك نسخة إيرانية تعود إلى القرن السابع عشر، وغيرها من المخطوطات، وفى معظم هذه الحالات، فقد فصل علماء الإسلام من القرن العاشر إلى القرن الرابع عشر المواد التى ورثوها، والتى انتقلت لاحقا عبر الترجمة إلى الغرب حول شكل وشخصية الإسكندر الأكبر.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل