المحتوى الرئيسى

قرية العشي| الأصل عارف بالله.. وصدام مع الشرطة غير صورتها | الأقصر بلدنا

02/21 18:52

الرئيسيه » اخر الأخبار » قرية العشي| الأصل عارف بالله.. وصدام مع الشرطة غير صورتها

تتطلب عرض الشرائح هذه للجافا سكريبت.

“قرية “العشي”.. تلك القرية النائية التي تتبع مركز الزينية وتقع في أقصى شمال محافظة الأقصر على حدودها مع محافظة قنا، والتي تعد إحدى القرى الهامة في الأقصر نظرا لموقعها الحدودي، كما أنها أصبحت خلال العامين الماضيين تحظى بزخم كبير في الأحداث بعد أن كانت من القرى الهادئة نسبيا على مستوى المحافظة.

قبل عام مضى كان كل من يسمع عن “العشي” يؤكد أنها بلد مسالمة وهادئة بطبعها إلا من بعض الاستثناءات الشاذة عن طابع أهل العشي كما أن أهلها طيبون يمتازون بالكرم خاصة وأنها تعد واحدة من القرى القليلة في الأقصر التي لا يزال يقام فيها المولد الخاص بها كما أن أهالي القرية لا يعتادوا السهر وذلك بسبب أن أغلبهم موظفون ويعملون في الزراعة والعمالة.

“الأقصر بلدنا” أجرت تحقيقا استقصائيا تضمن زيارة ومسح شامل ورصد لأوضاع قرية العشي في شتى النواحي استعانت به بآراء أهالي القرية ومعلومات من المجلس القروي ومجلس مدينة الزينية.

تأتي تسمية القرية، نسبة إلى الشيخ محمد العشي وهو أحد أولياء الله الصالحين الذي سكن القرية منذ القدم، وله مريديه الذين يأتون من كل مكان، ويحتفل بالمولد الخاص به في الأيام الأربعة الأولى من شهر شعبان.

يبلغ إجمالي عدد السكان في العشي 12699 نسمة، منهم 6765 ذكر و5934 امرأة وذلك حسب إحصاءات سنة 2016.

وتضم القرية نجوع “العشي البلد ونجع الشيخ بخيت ونجع محمد يوسف وأبو الحسن وحداد وعبد القادر والغابة والحمامصة وعزبة أبو عدس وأبو شقير ونجع الناصرية ونجع أحمد عوض”.

وأبرز عائلاتها “آل محمود، والضواحي، والعرانيط، والقواسم، وعبد الهادي والحمامصة، والعويضات، والقرنبات، والحسناب”، وغيرها من عائلات القرية.

وتحتوى “العشي” على عدد من المباني الحكومية وهي مبنى الوحدة المحلية للقرية ومجمع خدمات العشي ويشمل “مكتب البريد – السنترال – الشئون الاجتماعية – التموين” فضلا عن الوحدة الزراعية وبنك القرية والإرشاد الزراعي والوحدة البيطرية”.

كما يوجد في القرية محطة مياه شرب نقالي تعمل بطاقة 1,620 بطاقة ألف متر مربع/ يوم ويبلغ عدد الأسر المتصلة بمياه الشرب 2291 أسرة، فيما يبلغ عدد المشتركين بالكهرباء نحو 3870 مشترك متنوع ويبلغ عدد الترع 3 والمصارف 3 وتعتمد الترع على 20 بئر .

تحتوي قرية العشي على عدد كبير من المدارس وهو الأمر الذي جعلها قبلة للطلاب من جميع القرى المجاورة فهمي تحتوي على 3 مدارس ابتدائي بها 31 فصلا “وحدة العشي والحرية وعلي نجيب” وبها مدرسة إعدادي بها 14 فصل ومدرسة ثانوي عام مشتركة بها 6 فصول ومدرسة ثانوي تجاري بها 13 فصل ومدرسة ثانوي صناعي بها22 فصل ومعهد ابتدائي أزهري به 12 فصل.

أما فيما يخص الزراعة فتبلغ مساحة الكلية للأراضي بقرية العشي 2054.14.9 فدان منها أراضي 1562 أراض زراعية داخل الزمام وتعتمد القرية في الزراعات على قصب السكر بنسبة 1420 فدان و70 فدان موز بإجمالي 10 طن.

كما يزرع الأهالي محاصيل أخرى مثل القمح والذرة الشامية والسمسم والبرسيم والخضروات أما عن الإنتاج الحيواني فالقرية بها نحو 2500 رأس ماشية تتنوع بين “أبقار وجاموس وأغنام وجمال”.

كما تحتوي قرية العشي على 7 مخابز بلدية تبلغ الحصة اليومية لهم 49 جوالا بمتوسط 1.5 رغيف للفرد في اليوم ، وتبلغ عدد البطاقات التموينية 2482 بطاقة تضم 10881 أفراد وعدد البقالين التموينيين 8 تجار.

كما يوجد بها مستودع بوتاجاز وجمعيتين أهليتين هما “جمعية النور والأمل تنمية المجتمع بالعشي وجمعية أبناء البلد لتنمية المجتمع بنجع الناصرية”.

والعشي تحظى أيضا بوجود سنترال واحد ويبلغ عدد خطوط التليفونات المتاحة 2112 المستغلة منها 613 خط، كما يبلغ عدد المركبات المرخصة 20 سيارة ملاكى و20 ميكروباص و25 نقل وقلاب و20 تكتك كما يوجد بها 14 مسجد حكومي وزاويتين ومكتب واحد تحفيظ قران بهم 11 إمام مسجد و4 مقيم شعائر و48 خدمات معاونة كما يوجد بها مركز شباب به ملعب كرة قدم وثنائي تنس طاولة.

أما عن الطرق والمواصلات التي تربط القرية بأقرب مركز ومستشفى فلا يوجد سوى طريقين أحدهما هو “الأقصر –أسوان السريع والناحية الأخرى هي المرور بمدينة الزينية، أما عن الحالة الصحية لأهالي القرى فنسبة الفشل الكلوي لا تتعدى الـ 15% وفيروس سي نسبته  5% بين الأهالي.

وتحتفل القرية بمولد الشيخ محمد العشي، الذي يعتبر من أكبر الموالد الدينية في جنوب مصر، أهم حدث في القرية ينتظره الكبار والصغار بفارغ الصبر حيث تذبح الماشية وتقدم الولائم ابتهاجا بمولد الشيخ العشي وهو أحد العارفين بالله وله محبين ومريدين من كل أنحاء مصر ويستمر لمدة 4 أيام منذ أول شعبان ويختتم فعالياته بما يسمى “دورة المولد”، حيث يخرج الآلاف في مسيرات ومواكب حاشدة ينشدون الأغاني التراثية والفلكلورية، ويتقدم المسيرات شباب يمتطون الخيول في مشهد ارتبط بالمولد وبالقرية منذ عقود طويلة أبناء القرية الذين يحافظون على تراث أجدادهم في الاحتفال بالمولد وتتكفل العائلات بإعداد الولائم، والأكلة المميزة للمولد وهي “الكباب”، وإطعام كل ضيوف المولد من القرى والمحافظات المجاورة كما يقام مرماح الخيول الذي ينتظره الجميع لمشاهدة أشهر فرسان الصعيد وكذلك إقامة حلقات للعبة التحطيب التراثية.

وتحظى العشي بوجود عدة مشاهير من بينها يتنوعون من كتاب وقضاة ورجال دولة مثل أحمد عبدالقادر العشاوي الشاعر والكاتب وعضو نادي الأدب واتحاد كتاب مصر وهو لا يزال يعيش في القرية وكذلك رشدي عرنوط النقيب العام للفلاحين وعضو لجنة الخمسين لأعداد الدستور وغيرهم وهو يتواجد بصفة أسبوعية في القرية لقضاء فترة أجازته ثم يعود إلى القاهرة حيث مقر عمله ولا توجد مدارس أو مؤسسات مسماه بأسماء أشخاص سوى مدرسة الشيخ بخيت الابتدائية وهو اسم شيخ قديم كان يقيم في العشي.

كما شارك عدد من أهالي القرية في الحروب المتعددة التي شهدتها مصر على مدار التاريخ دفاعا عن الأرض ضد الكيان الصهيوني مثل حرب 67 و6 أكتوبر وحرب اليمن وكان من بينهم “جيلاني مسعد وأحمد مصطفي الضبع وحسين الناظر والقصاصي ابو عيد ومحمد خليل حمص وإبراهيم علي معتوق حمص وعبدالرؤوف أمين محمد وأبو القاسم حباشي”.

تعد العشي أرض غير خصبة للسياسة فلا يوجد بها قوى أو تكتلات حزبية وكانت في السابق تدعم الحزب الوطني ممثلا في أحمد الإدريسي وبهاء أبو الحمد وحمادة العماري وقامت خلال الانتخابات الأخيرة لمجلس النواب بترشيح عدد من أبنائها إلا أنه لم يحالف الحظ أحدا منهم سوى الوصول إلى جولة الإعادة ليحصد بعدها كرسي الدائرة ابن مدينة البياضية.

أما عن التواجد الإخواني وتاريخ بالقرية ، فهم يكاد يكون منعدم فهم لم يستطيعوا النجاح في أي منافسة أو انتخابات داخل القرية، وفي الانتخابات الرئاسية في الجولة الأولى حيث كان هناك تساوي بين الأصوات لتي حصل عليها الرئيس الأسبق محمد مرسي والمرشح عمرو موسى وفي الجولة الثانية قام معظم أهالي القرية بالتصويت للمرشح أحمد شفيق ، وفي تفويض 26 يوليو خرجت القرية عن بكرة أبيها لتقديم الدعم للرئيس عبد الفتاح السيسي في ميدان أبو الحجاج.

ولم يختلف التواجد السلفي في القرية عن نظيره الإخواني حيث انعدم تأثيرهم في الناس وظهر ذلك جليا في انتخابات مجلس الشعب 2012 حيث حصلوا تقريبا 50 صوتا وفي الشورى حصلوا على نحو 30 صوتا ووصفها أهلها “أنها بلد زي الفل ثابتة على مبدأها منذ قديم الأزل ولا أحد يستطيع تغييرها”.

كان للاشتباكات التي شهدتها القرية خلال عام 2016 بين الأهالي وقوات الأمن تأثير كبير حيث قلبت حال القرية رأسا على عقب، بعد أن أسفرت الواقعة عن احتراق وإتلاف سيارتي شرطة، وإصابة 4 ضباط بينهم مدير المباحث الجنائية، الذي أصيب بكسر في ساقه، وإصابة 7 من الأهالي بحالات اختناق بعد إطلاق الشرطة لقنابل الغاز وعاشت القرية لحظات عصيبة بعد أن فرضت الشرطة طوقا أمنيا حولها، ونشرت فرقا من قوات مكافحة الشغب في محيطها؛ لتعيش القرية في حالة تشبه فرض حظر التجوال.

وبعد ذلك أصبح أكثر من 25 شخصا مهددا بعقوبات الحبس بعد تلك الأحداث وما تردد عن احتجاز ضابطي شرطة بأحد المنازل بعد قيام قوة أمنية من وحدة مباحث مركز شرطة طيبة بفحص أحد البلاغات بقرية العشي دائرة المركز، قاموا باستيقاف إحدى الموتوسيكلات من دون لوحات معدنية يستقلها صبيان، وقيام القوة بضبطهما، وعلى إثر ذلك تجمع عدد من الأهالي واحتجوا على قيام القوة باصطحاب قائدي الموتوسيكل إلى ديوان مركز شرطة طيبة التابعة له القرية.

وأجمع الكثيرون على أن القرية معروفة في الأقصر، بأنها هادئة تماما ولم يشهد تاريخها الخروج عن القانون أو حتى حالات ثأر أو حالات قتل، أو وجود عناصر من حركات أو جماعات محظورة نظرا للطبيعة القبلية وثقافة العائلات في المنطقة، إلى أن حدثت تلك المشكلة وتطورت الأمور ليتحول الأمر إلى اشتباكات وتراشق بالحجارة ولا تزال القضية مفتوحة حتى الآن انتظارا لحكم القضاء.

“الأقصر بلدنا” التقت مع عدد من أهالي القرية حيث قال محمد العماري، مزارع، أن أغلب أهل قرية العشي يعملون في مهنة الزراعة وخاصة زراعة القصب وتعتبر المورد الرئيسي لمصنع سكر قوص، أما بالنسبة لأشهر الحرف بها فهي مهنة النقاشة كما يعمل العديد من شبابها في الخارج ومعظمنا العمالة تكون عبارة عن عمال بناء أو نقاشين وغيرها من الحرف.

وحول الخدمات المقدمة للقرية، قال جمال عبد الناصر – أحد شباب القرية: “نحن أفضل من غيرنا بكثير، نحن لدينا وحدة صحية ولكنها لا تعمل ليلا ولا يوجد بها دكتور مقيم كما أن هناك سيارة إسعاف ولكنها معطلة ووحدة أمومة وطفولة ولكن ليس لدينا وحدتي إسعاف ومطافئ، كما أن أكبر مشكلة تواجهها القرية هو خط الديكوفيل “قطار القصب” والذي كثيرا ما طالب الأهالي بإزالته بسبب خطورته حيث تشهد القرية العديد من حوادث بسببه آخرها كان انقلاب عربيتين من القطار دون خسائر في الأرواح ولكن الأهالي يشعرون أن حياتهم على كف عفريت بسبب عربيات قطار القصب اللي تمر طول الموسم على الشارع العمومي كما أن وقوف القطار يؤدي بدوره إلي ضيق جزئي للشارع العام الذي يتحمل عبئ إضافي فصلا عن القلق المستمر من الأهالي علي أبنائهم عند مرور القطار”.

أما عن مركز الشباب وأحواله ودوره، فيقول محمد علي، أن المركز موجود كمبنى لكنه لا يقدم أي خدمات للشباب سوى حجز مباريات كرة القدم وباقي المهام معطلة ولا يوجد له أي دور ثقافي اجتماعي أو رياضي”.

وقال المقدم عبد الهادي النحاس، أحد الضباط الذين تولوا العمل الشرطي بمركز طيبة وهو الدائرة التي تتبع لها قرية العشي: “لقد شرفت بالعمل بمركز شرطة طيبة لمدة 3 سنوات وارتبطت بأهل العشي والتي كانت من ضمن القرى التي كانت لها نصيب كبير من العمل ولها عندي مناسبة لن أنساها في حياتي حيث انه في 2009 قد انتشر مرض أنفلونزا الخنازير وأصدرت الدولة قرارات بشأن عدم إقامة أي موالد على مستوي الجمهورية لحين السيطرة علي المرض وقد أخذت تعليمات من المديرية بالإفادة بالرأي نحو إقامة مولد العشي من عدمه مع التأكيد على تعليمات عدم إقامة أي احتفالات إلا أنني قد راهنت الجميع على أن أهل العشي سيتعاونون معي حتى يتم الاحتفال دون أي مشاكل خاصة بعد وفاة عمدتها في ذلك الوقت وانشقاق القرية لثلاث جبهات لتنال كرسي العمودية وطالت تلك المشاكل معلومات بشأن التنافس على دورة المولد واحتمالات وجود مشاجرة بالمولد بسبب تلك الدورة إلا إنني كسبت الرهان وأقمت المولد علي مسؤوليتي الشخصية بمساعدة أهل العشي المحترمين الذين وفوا باتفاقهم معي فهم يتميزون بالوفاء بالوعد واحترام الاتفاقات والجلسات العرفية وكان ما يعيبها فقط هو الالتفاف فجأة علي إشاعات ليس لها أي أساس من الصحة بسبب كثرة الانقسامات بها ولو تلك القرية اتحدت علي رأي رجل واحد لكان لها شأن عظيم خصوصا أنها تتميز بوجود شباب واع واعد متعلم”.

وأكد خالد حرزالله، عضو المجلس المحلي والمرشح السابق لمجلس النواب،  أن أهم احتياجات القرية تتلخص في الصرف الصحي وتغيير خطوط مياه الشرب من مواسير الاستيبسالى مواسير البلاستك وتغيير أعمدة الإنارة المتهالكة بالقرية بأعمدة كهرباء جديدة وزيادة قدرة المحولات والأكشاك بالقرية وتوفير كشافات الإضاءة وتغيير الأسلاك الحالية بأسلاك معزولة وشراء بعض قطع الغيار الخاصة بإنارة الشوارع بالقرية وبناء سور للمعهد الأزهري بالقرية وإنشاء معهد أزهري ثانوي ووحدة إسعاف وإعادة تأهيل المستشفى المغلقة.

ومن جانبه، قال عبد الحكيم أحمد محمد – رئيس الوحدة المحلية لقرية العشي، أنه تم إدراج القرية ضمن خطة مشروع الصرف الصحي للعام المقبل 2017/2018، مشيرا إلى أنه تم توفير قطعة أرض صالحة لإنشاء محطة رفع الصرف الصحي، حيث يتطلب أن تكون مساحتها 30 متر في 30 متر، بإجمالي 900 متر مربع، للبدء على الفور في إنشاء المحطة ضمن المرحلة الأولى من من المشروع.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل