المحتوى الرئيسى

«ورد عليك.. فل عليك».. هكذا ارتدى شكوكو زي «شارلي شابلن العرب»

02/21 16:50

لاتزال أغنية أو مونولوج «ورد عليك وفل عليك»، هى الأبرز بين أعمال الفنان الراحل محمود شكوكو، التى ارتبط بها المصريين لفترة طويلة واستخدمها المصريون كلزمة لهم حتى الآن رغم مرور 33 عاما على وفاة اشهر منولوجيست فى السينما المصرية.

كانت «ورد عليك وفل عليك»، هى النقطة الفارقة فى حياة شكوكو الفنية التى حقق بعدها العديد من النجاحات كتبها له أحمد المسيري، وخلاله ارتدى شكوكو أول مرة الجلباب والطاقية الطويلة التى تعرف بين المصريين «بالزعبوط» وتحزيمة الوسط والعصا، التي أوصى فيما بعد أن يُدفن بهذه الهيئة، وأُطلق عليه من أجلها «شارلي شابلن العرب».

وفي عام 1930 بدأت رحلته للغناء في الإذاعة المصرية، عن طريق مدير الإذاعة آنذاك محمد فتحي، الذي استمع إليه في حفلة عيد ميلاد السيد مصطفى الملحن، الذي كتب العديد من الألحان لسيد درويش، وقدم بعد ذلك عددًا من الأعمال الكوميدية الغنائية، والاستعراضية.

شارك شكوكو في السينما لأول مرة في فيلم «نور الدين والبحارة الثلاثة»، مع علي الكسار، عام 1944، وأول ظهور سينمائي قوي له كان في العام التالي من خلال فيلم «أحب البلدي»، مع أنور وجدي، وفي نفس العام كانت أول بطولة مشتركة له مع إسماعيل يس في فيلم «البني آدم»، وجعله نجاحه غير العادي يؤسس فرقة استعراضية خاصة به، عام 1946، وتكونت الفرقة من عبد العزيز محمود، وتحية كاريوكا، على مسرح حديقة الأزبكية.

وفي العام التالي قدّم أغنية «حمودة فايت يا بنت الجيران»، وفوجئ على أثرها بحملة صحفية اتهمته بإفساد الذوق العام، وقُدمت ضده بلاغات حتى منعت الرقابة غناء الأغنية.

وكان شكوكو على موعد مع نقلة فنية جديدة حين عمل مع الموسيقار محمد عبد الوهاب، في أوبريت «من ناحية قلبي ونار قلبي»، الذي أداه مع ليلى مُراد، وأُعجب بصوته ولحن له «يا جارحة القلب بقزازة».

شعبية شكوكو الجارفة استدعت مقارنات صحفية بينه ومصطفى النحاس، زعيم الوفديين آنذاك، حتى طالب أم كلثوم بأن تتدخل بعلاقتها لوقف ذلك، خشية أن يتعرض لضرر، كما أن شعبيته دعته في التفكير للترشح للبرلمان عام 1950، إلا أنه لم يفعل ذلك، وغنى: «رشحت نفسي في قلب محبوبي، نجحت بالتزكية ونِلت مطلوبي».

وفي العام ذاته انتهت علاقة شكوكو الإنسانية المقربة والفنية بإسماعيل يس، بعدما أوقع بينهما آخرون، وجمع بينهما أكثر من عمل فني، فمن ينسى الكلمات الساخرة لأغنية «الحب بهدلة» بينهما في فيلم «قلبي دليلي»، عام 1947، و«إحنا التلاتة» مع «شادية» في فيلم «ليلة العيد» عام 1949.

وشهد عام 1952 أشهر بطولات شكوكو السينمائية من خلال فيلم «عنتر ولبلب»، وتوالت بعدها مشاركاته السينمائية في العديد من الأفلام، من أشهرها: «شباك حبيبي، الأسطى حسن، بائعة الخبز، عنبر، ليلة العيد، شمشون ولبلب»، وكان أول فنان مصري يصنع له الشعب دُمية، يُقبل الأطفال والكبار على شرائها، وكانت عبارة عن تمثال يرتدي نفس جلبابه وطاقية وعصا، واستغل تمثاله تجار حلوى المولد، حتى نافست شخصيته «عروسة الحلوى»، وكذلك ظهرت ماركة «كبريت» تحمل اسمه.

كما استُخدمت تلك التماثيل، استغلالًا لشُهرته الطاغية التي تخطت «أم كلثوم وحليم» خاصةً بين الأوساط الشعبية، في النضال ضد الإنجليز، فقد كان المناضلون يحتاجون إلى زجاجات فارغة، يملؤونها بغازات سامة، ويلقون بها على العدو، وحتى يحصلوا على أكبر قدر ممكن من الزجاجات، فكروا في انتشار تماثيل «شكوكو»، ليبادلونها بالزجاجات، فكان الباعة ينادون «شكوكو بقزازة»، فكل زجاجة فارغة مقابل تمثال لـ«شكوكو»، وبعد ثورة 23 يوليو غنى للجيش والثورة.

ولمهارته في عالم النجارة ولشدة تعلقه بالتمثال الذي صُنع له؛ استغل الأمر فقام بتصنيع العرائس الخشبية، وكانت بداية تقديم عدد من مسرحيات العرائس عام 1960، منها «السندباد البلدي، والكونت دي مونت شكوكو»، ومنحه الرئيس أنور السادات، جائزة الدولة التقديرية في عيد الفن في أواخر السبعينيات.

كان شكوكو بارعًا في إعادة الأغنيات الشهيرة بكلمات ساخرة، حيث قدّم مع زينات صدقي محاكاة ساخرة لأغنية «لست أدري»، لعبد الحليم حافظ، وكذلك رائعة «لا تكذبي» لعبد الوهاب وحليم فحوّلها بجرأة كبيرة إلى «لا تمعري»، وعشق لون المونولوج الانتقادي، حيث تغنى ساخرًا من مشكلات المجتمع في أكثر من مناسبة.

ولعل أشهر ما ألقاه شكوكو من مونولوجات في هذا الشأن كان «السح الدح إمبو»، و«خليكوا شاهدين يا بهايم»، وقدّم أكثر من 600 مونولوج، قام بتأليف معظمها عفويًا، حيث إنه لا يجيد القراءة والكتابة، وآخر أعماله المسرحية «زقاق المدق»، عام 1985، وعمله الدرامي مسلسل «ألف ليلة وليلة» عام 1984، وفيلم «شلة الأنس» عام 1976.

أهم أخبار فن وثقافة

Comments

عاجل