المحتوى الرئيسى

شاختار دونيستك.. من المحنة السياسية إلى أكثر من مجرد نادي | Goal.com

02/21 08:01

"عمال المناجم"… لقب نادي شاختار دونيستك الأوكراني الذي حاز لقب الدوري الأوروبي موسم 2008-09 بالمسمي القديم والمعروف باسم "يويفا كب"، والذي يتواجد الموسم الحالي في ثمن نهائي دوري أبطال أوروبا لملاقاة روما الإيطالي، بعدما تفوق على نابولي الإيطالي وفينورد الهولندي وحقق فوزًا مثيرًا على مانشستر سيتي الإنجليزي.

لكن قبل ذلك مر النادي ولاعبيه بفترة عصيبة بسبب الصراعات السياسية بين كل من روسيا وأوكرانيا والتي ألقت بظلالها على الفريق الذي يسيطر على الكرة الأوكرانية في الألفية الجديدة.

16  مايو 2014: “أتذكر آخر يوم لي في دونيتسك” الكرواتي داريو سرنا والقائد لشاختار يتحدث عن ماسأه الفريق والذي يغيب عن الفريق بسبب الإيقاف: “كان يجب علينا أن نغادر سريعاً، لم آخذ أي شيء من منزلي، السيارتان فقط، والقمصان لا تزال معلقة حتى في خزانة الملابس، لقد كنت الوحيد الذي يعتقد بأننا سنعود سريعاً، وقلت للجميع سنعود بعد ستة أشهر".

استولي الأنفصاليون الروسيون علي كل شئ بمدينة دونباس معقل فريق شاختار، ليتشارك مع دينامو كييف الزعيم في الكرة الأوكرانية، علي ملعب “ليفف أرينا"، ومن ثم ينتقل للعب على أرضية ملعب "ميتاليست ستيديوم" والذي سيحتضن لقاء دوري الأبطال أمام روما الإيطالي.

بعيداً عن "دونباس أرينا" معقل الفريق الذي بناه الملياردير الأوكراني “رينات أحمدوف” عام 2009، في نفس عام تتويج شاختار باللقب الأوروبي الوحيد، والذي استضاف مباريات يورو 2012 التي أقيمت بالمناصفة بين أوكرانيا وبولندا.

شاختار كان يخوض لقاءاته علي بعد 780 ميل من أرضية ميدانه، أي نفس المسافة بين سانتايجو بيرنابيو بمدريد وملعب الإمارات بلندن، لتقل المسافة بعدما انتقلوا إلى مدينة خاركييف على بعد 150 ميل شمال دونباس، مع بداية العام الماضي.

قائد المنتخب الكرواتي وشاختار الأوكراني الذي قاد فريقه إلي 13 لقب، بعد أن أغمض عينيه وصف أفضل مباراة في مسيرته الكروية، بنهائي نسخة 2009 أمام فيردر بريمن الألماني، حيث كانت نتيجة مذهلة للفريق وللاعبين والجماهير والمدينة.

النادي لم يفقد قوته بالرغم من بيع عدد كبير من اللاعبين الذين أصبحوا مؤثرين في القارة الأوروبية، وأخرهم أليكس تيكسيرا، ودوجلاس كوستا، والعديد من اللاعبين الذين فضلوا الرحيل لأندية ومازال النادي يقم نجومًا كبيرة للكرة الأوروبية، مثل تايسون وبيرنارد وفريد في الفريق الحالي والتي تتنمى العديد من الفريق ضمهم بعد كأس العالم 2018.

وأصبح بيع اللاعبين هو المصدر الأساسي لضمان استمرار النادي حيث يمثل 70% من مصادر النادي المالية، مما يساعد على تلبية معايير اللعب النظيف المالية من الاتحاد الاوروبي.

لكن السؤال الذي يطرح نفسه لماذا بقي داريو سرنا في شاختار رغم ويلات الحرب الأوكرانية؟

أجاب القائد البالغ 36 عام سابقً في تصريحات تعود قبل الماضي قبل خوض لقاء إشبيلية في نصف نهائي الدوري الأوروبي 2015: “لقد عرفت معنى الحرب من خلال الحرب في كرواتيا، وأصبحت شاختار تمثل لي الكثير فلست ذلك الشخص الذي يترك أهله في وقت الشدة، رغم العروض التي جاءت لي من تشيلسي الإنجليزي وبايرن ميونيخ وبروسيا دورتموند الألمانيان، لكني أود العودة للمدينة الجميلة التي كانت تعد مدينة للمستقبل، واتمنى العودة من أجل النهاية السعيدة، أود الركوع وتقبيل الشارع".

في الوقت السلم أي قبل الحرب الطريق من دنبرو إلي دونيستك ساعتين لكن مع نقاط التفتيش الوقت يزداد ليصل إلى الضعف، ونتيجة العلاقات المتينة بين الرئيس التنفيذي “بيكيلن” والمدير الفني “ميرسيا لوتشسكو” المدير الفني السابق للفريق، والقائد “سرنا”، من أجل انقاذ النادي والأكاديمية في المدينة الأم، الآن يعد الدونباس أرينا هو المركز الرئيسي للأشخاص الذين مازالوا عالقين بالمدينة والذي يبلغ عددهم من النادي 550 من أصل 1000 شخص يعمل بالنادي، عن طريق امدادات الرئيس “أحمدوف” التي تصل إلى 15 مليون يورو بالشهر الواحد.

هناك العديد من أندية الدرجة الأولي الأوكرانية تحاول المساعدة ولكن لن تصل لمقدار إمدادات شاختار الذي يرسل أسبوعياً 25 مقطورة محملة بالأغذية والدواء من أجل سكان المدينة، وذلك نظراً لخفض الدعم من الحكومة الأوكرانية منذ نوفمبر 2014، التي يسيطر علي عليها الروسيون، لتصبح قوافل النادي هو طوق النجاة للعالقين وشريان الحياة للمدينة.

المدينة التي أصبحت هالكة بيوتها وأهلها المتواجدين بها أصبح النادي الذي كان مصدر سعادة لهم بلقاء واحد في الأسبوع، أصبح أكثر من مجرد نادي بالنسبة للبقية المتواجدة في المدينة.

علي الرغم من نفور الرعاة والمعلنين عن النادي الغربي، وذلك بعد أن انتقل النادي من اللعب من دونيستك إلي لفيف ومن ثم خاركييف، لكن المهم أن يبقي النادي علي قيد الحياة، ما صعب الأمور هو أن انتقل النادي إلي ميدان منافسه التقليدي “دينامو كييف” كما أن الاتحاد الأوروبي من أجل السلامة طلب أن يختار النادي أي من مدينتي لفيف أو كييف من أجل المشاركة الأوروبية بالرغم من قرب مدينة خاركييف بالنسبة لمدينة دونيستك، لفيف بمعنى أنه كان خيارا مناسبا. على مدى السنوات ال 100 الماضية، كان لفيف جزءاً من النمسا وبولندا والاتحاد السوفيتي والآن أوكرانيا، أنها مدينة للاجئين

الحلم هو أن يعود اللاعبين والجماهير للعب على أرضية ملعب دونباس أرينا، فالنادي احتفل بعيد ميلاده الثمانين في فندق أوبرا بكييف، حيث تأسس عام 1936 كناد للعمال المناجم من حقول الفحم دونباس حيث كانت تابعة للاتحاد السوفيتي.

باكيلن نائب الرئيس: “نحن نعتقد أننا سوف نعود إلى دونباس أرينا، لأنه إذا لم نفعل ذلك، فإنه لا معنى للمتابعة، إذا قلتم لي الآن أن هناك أي فرصة، ولن نعود، أعتقد أننا سوف نغلق النادي، ولكن علينا أن نعود، دونيستك هي وطننا".

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل