المحتوى الرئيسى

المخرج أحمد سالم.. طيار قتلته رصاصة أسمهان

02/20 16:22

يحل صوته مثل الكروان فى ساعات الصباح الأولى، ينطلق من أثير الإذاعة المصرية بعبارته الخالدة: "هنا القاهرة"، التي قدمها بصوتها الرصين ليجذب مئات من المستمعين إلى الإذاعة المصرية.

إبداع جعله يتنقل بين أكثر من مهنة، دون أن تتملكه موهبة بعينها، تأثر بروح الطيار المغامر الذى لا يهاب المخاطر، بل يقتحم الصعب في أى فضاء، طوع ذكاءه وإبداعه لمزاجه الشخصي دون أن تتحكم فيه موهبة واحدة أو تسيطر على اختياراته لفترة طويلة، هضمها جميعا بذاته، وخلق أسطورته الخاصة في خياراته التي تنوعت كفنان شامل بين الإذاعة والإخراج والطيران.

عنما تصبح روحك حرة تتنقل مثل الفراشة بين بساتين مختلفة ذات روائح مغايرة. هذا هو حال الطيار والإذاعي والمخرج أحمد سالم الذي تتزامن ذكراه اليوم لتعيد لنا صفحات من الماضي تعانق زمن الفن الجميل.

التعدد في المواهب كانت سمة غالبة على روح المخرج أحمد سالم، الذي وصفه الإذاعي الكبيرطارق حبيب بأنه "مدرسة استفادت منها السينما والإذاعة على حد سواء.

بدايته التي عانقت دراسة الطيران بدأها من إنجلترا، حيث درس فيها هندسة الطيران، وفور التخرج يبدأ في السفر بطائرته الخاصة. يتعرض لعدد كبير من الحوادث التي كادت أن تودي بحياته، ليقرر بعد فترة أن يتركها ليبدأ مغامرة جديدة في الإذاعة المصرية، التي قدم بصوته جملته الشهيرة:" هنا القاهرة"، لتستمر مسيرته في القسم العربي بالإذاعة المصرية عام 1932.

ولكنه سرعان ما يترك التمثيل، ليتجه إلى الإخراج، فأخرج عددا من الأفلام من بينها فيلم "الماضى المجهول" الذي جمعه بالفنانة ليلى مراد، وحينها أراد "سالم" أن يبيع 50 فدانا من أراضيه المملوكة لينتج الفيلم، المستوحى فكرته من قصة الدكتور «شاركو» الفرنسية، الذي قام ببطولته وإخراجه أيضا.

كما أنشا شركة مصر للتمثيل والسينما، وبنى ستوديو مصر على نمط أحدث وقدم باكورة إنتاج ستوديو مصر فيلم وداد لأم كلثوم وأحمد علام، وفي سنة 1938أنتج فيلما باسم "لاشين"، الذى أثار ضجة كبرى وأثار حفيظة القصر الملكي لأن فيه حركة شعبية ثورية ضد الحاكم المستبد، وهو ما عكسته نهايته، فطلبوا من أحمد سالم تعديل السيناريو والحوار على أن تكون النهاية لصالح الحاكم الذي لم يكن يعلم ما يدور ضد الرعية، لكنه رفض وقدم استقالته من كل هذه المناصب لتمسكه برأيه وأنه لا تعديل في السيناريو ولا نهاية للفيلم.

وكعادة المغامرالذى يحمل روح طائر، قفز"سالم" من كل تلك المناصب ، ويؤسس شركة أفلام باسمه تحت اسم "نفرتيتي" واستأجر لها مقرا في شارع أبو السباع "جواد حسني حاليا" فوق بنك موجيري الشهير في ذلك الوقت، وجمع له عددا من الفنانين والفنيين صغار السن طموحين وأقدم على أول إنتاج له فيلم "أجنحة الصحراء" وكتب هو السيناريو والحوار وقام بالإخراج وبطولة الفيلم وصوره جوليا دي لوكا وفاركاش، وشارك بطولة الفيلم راقية إبراهيم وأنور وجدي وحسين صدقي وعباس فارس وروحية خالد ومحسن سرحان.

أما حياته الغرامية فكانت تتراقص على روح المغامر في اختياره للنساء اللاتي ارتبط بهن، حيث تزوج كلا من تحية كاريوكا وأمينة البارودي.

أما زواجه من أسمهان فكان له قصة مأساوية، أدت إلى أن يلقى مصرعه على يديها، على إثر خناقة جمعت بينها وبينه بسبب الغيرة، بعد عودته يوما متأخرة إلى بيتها، فقام بإطلاق الرصاصة على وجهها، فأبلغت خادمتها الشرطة التى جاءت فأصابته فى صدره، ليتعالج منها، ثم يعاود التعب من جديد لفشل العملية ويتوفى على إثرها

وإنضم إلى قائمة من أغرم بهن الفنان أحمد سالم وتزوجها، الفنانة مديحة يسري، وعندما سألوه: لماذا تحب تلك السمراء؟"

قال :"أري كأن نهر النيل يمر من عينيها الى قدميها.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل