المحتوى الرئيسى

رحلة على ظهر ملك الموت.. هل قبض عزرائيل روح النبي إدريس؟ - صوت الأمة

02/19 21:59

"وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِدْرِيسَ ۚ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَّبِيًّا".. هكذا أشار الله عز وجل في سورة مريم إلى نبوة إدريس عليه السلام؛ حيث كان أول نبي مُنح النبوة عقب أدم وشيث عليهما السلام، وشرفُه الله تعالى برفعته له ربما مكانيًا أو معنويًا، فقد اختلفت الرؤى حول وفاته.

رأى بعض المفسرين أن النبي إدريس رُفع إلى السموات مثلما حدث مع عيسى عليه السلام، في حين لجأ أخرون إلى تفسير الرفعة التي سبق ذكرها كونها رفعة معنوية.

وطلما تحدثنا عن النبي إدريس، فلابد أن تطرق إلى نسبه واصله، فقد كان بن يارد بن مهلائيل حيث ينتهي نسبه إلى شيث بن آدم، وهو أحد أجداد نوح عليه السلام، وسمى في  العبرانين خنوخ، وفي العربية أخنوخ، وأطلق عليه إدريس لأنه كان كثير الدراسة لكتاب الله وأنزل الله تعالى عليه ثلاثين صحيفة دينية -حسبما ذكر حديث أبي ذر الزمخشري -، ويعتبر إدريس أول من خط بالقلم، وأول من خاط الثياب ولبس المخيط، وأول من نظر في علم النجوم والحساب وسيرها، وكان أول من أعطي النبوة من بني آدم،كما إنه دعى إلى وحدانية الله تعالى  عقب أدم عليه السلام وأمن به ألف إنسان.

واختلفت الرؤى أيضًا حول مولده في بابل، أم مصر لكن  الأولى الأصح،  حيث أخذ في أول عمره بعلم شيث بن آدم، ولمالا أشد عمره آتاه الله النبوة فنهي المفسدين من بني آدم عن مخالفتهم شريعة (آدم) و (شيث) وقلما ما أطاعوه، وخالفه جموع من الناس ، لهذا نوى  الرحل عنهم وأمر من أطاعه منهم بذلك فثقل عليهم الرحيل عن أوطانهم فقالوا له، وأين نجد إذا رحلنا مثل (بابل) فقال إذا هاجرنا رزقنا الله غيره، وخرج وخرجوا حتى وصلوا إلى أرض مصر فرأوا النيل فوقف على النيل وسبح الله، وأقام إدريس ومن معه بمصر يدعو الناس إلى الله وإلى مكارم الأخلاق، وكانت له مواعظ وآداب فقد دعا إلى دين الله منها «خير الدُنيا حسرة، وشرها ندم»، «السعيد من نظر إلى نفسه وشفاعته عند ربه أعماله الصالحة»،«الصبر مع الإيمان يورث الظفر».

تعددت التفسيرات بشأن وفاة إدريس عليه السلام، حيث أرجع كتاب التفسير الكبير  لقصص الأنبياء وتحديدًا القصة السادسة، كونها موضع تشريفه بالنبوه، ذاكرًا  علمه بأن " إدريس - عليه السلام - هو جد أبي نوح - عليه السلام - وهو نوح بن لمك بن متوشلخ بن ووصفه الله تعالى بأمور أولهما أنه كان صديقا، وثانيها  أنه كان نبيا وقد تقدم القول فيهما ، وثالثها رفعته وتكريمه  فقوله ( ورفعناه مكانا عليا )، لكن ذهبت بعض  الأراء إلى أنه من رفعة المنزلة كقوله تعالى لمحمد - صلى الله عليه وسلم - : ( ورفعنا لك ذكرك ) فإن الله تعالى شرفه بالنبوة ، وأنزل عليه ثلاثين صحيفة وهو أول من خط بالقلم ونظر في علم النجوم والحساب وأول من خاط الثياب ولبسها وكانوا يلبسون الجلود، لافتًا أن المراد به الرفعة في المكان إلى موضع عال،  لأن الرفعة المقرونة بالمكان تكون رفعة في المكان لا في الدرجة.

بيمنها ذهب تفسير الطبرى إلى  ذكر رواية  يونس بن عبد الأعلى بأن ابن عباس كعبا قال له : ما قول الله تعالى لإدريس ( ورفعناه مكانا عليا ) قال كعب : أما إدريس ، فإن الله أوحى إليه : إني رافع لك كل يوم مثل عمل جميع بني آدم ، فأحب أن تزداد عملا فأتاه خليل له من الملائكة ، فقال : إن الله أوحى إلي كذا وكذا، فكلم لي ملك الموت ، فليؤخرني حتى أزداد عملا فحمله بين جناحيه ، ثم صعد به إلى السماء; فلما كان في السماء الرابعة ، تلقاهم ملك الموت منحدرا ،  كما إنه أخاف ملك الموت ، فكلمه في الذي كلمه فيه إدريس ، فقال : وأين إدريس؟ فقال : هو ذا على ظهري ، قال ملك الموت : فالعجب بعثت أقبض روح إدريس في السماء الرابعة .

لكن الشيخ الشعراوى ذهب في حديثه عن إدريس عليه السلام إلى قول الله تعالى « واذكر في الكتاب إسماعيل إنه كان صادق الوعد وكان رسولا نبيا»، مفسرًا أن إسماعيل هو الجيل الخامس من أدم عليه  السلام، نافيًا خلاف العلماء حول نبوة إدريس، قائلًا "إن الله أكد على نبوته".

وذكر" الشعراوى" في تفسيره قصة إدريس إلى كونه أول من علمه الله أن يخيط الملابس، فقد كان الناس في سابق عهده يستخدمون جلود الماعز لإخفاء عوراتهم، كما أنه أول من تعلم غزل الصوف، وأول من راى النجوم، وخطى بالقلم.

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل