المحتوى الرئيسى

طارق سعد يكتب: "أيها الخير.. كم من الجرائم ترتكب باسمك"! - القاهرة 24

02/19 19:44

ليس هناك أسوأ من أن تكون واجهتك “الخير” لتمارس من خلفه كل ما يحلو لك فتصنع منه لنفسك حصانة حتى لا يقترب منك أحد أو يحاسبك، فيظل عنوانك دائماً “فاعل خير” وتُعقد الألسنة فى مواجهتك.

أن تكون مثيراً للجدل فى غايتك وهدفك كمن يمشي على حبل رفيع معلقاً فى الهواء فقط لينال دهشة الناظرين وتصفيقهم وانبهارهم من هذا الفعل الـ”بهلوانى” والذى قد يدفع بك للوقوع على جذور الرقبة ووقتها ستتحمل مسئوليتك كاملة خاصة أنه لم يطلبه منك أحد.

هذا ما لا تستطيع أن تستوعبه “ريهام سعيد” المتمسكة بلقب المذيعة غصباً واقتداراً ضاربة بمحتوى برنامجها الوحيد عرض كل حوائط الأعراف والقيم والتقاليد ومع ذلك وماشاءالله وبلا حسد تزداد إصراراً على استكمال طريقها المحبب مع كل حفرة عميقة تضع نفسها فيها فهى دائمة الافتخار بأنها لا تهتم برأى أحد ولا حتى المشاهد المسكين الذى وقع فى براثن هذا المحتوى البرامجى “مجازاً” قاطعة لأية مناقشة فى هذا الموضوع بـ “أنا ريهام سعيد” ربما تأثراً بأداء الراحل “نور الشريف” فى شخصية “سعد الدالى”!

ما أقدمت عليه المذكورة بتوريط معدة برنامجها الشابة ومعها المصور فى قضية اختطاف أطفال والمتاجرة بهم لصناعة تقرير عن الواقعة لـ “عمل حلقة مفرقعة” هو جريمة مكتملة الأركان فما قامت به أولاً كان بتحرك شخصى بعيداً عن أعين الأمن والتنسيق معهم فى مخالفة صريحة وصارخة لقواعد المهنة ومنها ثانياً بخيانة الأمانة فى الحفاظ على طاقم عملها الذى ضحت بهم وقذفتهم فى النار مقابل “شوو” شخصى وعندما جاءت “الطوبة فى المعطوبة” تخلت عنهم “ريهام سعيد” واختفت صاحبة البرنامج والفكرة والمذيعة ورئيسة التحرير ليتم القبض على المعدة الشابة والمراسلة –بكالوريوس الإعلام – والمصور وحبسهما مع المجرمين ليبحث الجميع عن “ريهام سعيد” بمن فيهم الأمن نفسه فيجدها “خلعت”!

هربت “ريهام سعيد” من مسئوليتها وأغلقت هواتفها وحذفت كل ما يخص الحلقة من صفحاتها ولا يستطيع أحد الوصول إليها … الأخطر كان تناقل أخبار عن سفرها خارج البلاد … ما هذا؟! هل وصلنا لهذا المستوى؟! هل هذا هو الإعلام الذى تكلفت الدولة بتأسيسه وإنشاء كلية متخصصة فى جامعتها العريقة لتدريسه وتعددت من أجله الجامعات الخاصة؟! هل هذه هى الرسالة التى يحملها الإعلام للمتلقى من الشعب المصرى أولاً والعربى ثانياً فى ظل السماوات المفتوحة؟! هل هذه هى القيم والقدوة والنموذج الذى يُقدم للمشاهد؟!

الحقيقة وفى ظل تفاصيل هذه المهزلة الإعلامية لم تكن خيانة الأمانة فقط فى توريط طاقم العمل فى جريمة والهروب من المسئولية ولكنها أيضاً خيانة لثقة منحتها القناة المحتضنة لـ “ريهام” وبرنامجها بعدما خصصوا لها مقعداً مميزاً فيها وأعطوها حصانة غير مبررة لنجد أنفسنا أمام علامة تعجب كبيرة ومجسمة … لماذا لا تتخلص هذه القناة من مصدر إزعاج مستمر وصل لحد التشويه خاصة أن ملاكها وإدارتها من الإعلاميين القلائل المشهود لهم بالحرفية والمهنية والخبرة الكفيلة بحسم أمورهم والحفاظ على شاشتهم من “التعليم عليها” من الجمهور خاصة أن مسلسل أزمات “ريهام سعيد” وما تقدمه من خطايا تحت مظلة فقرة الخير هو عرض مستمر بين جن وعفاريت واتهامات بفبركة وموضوعات غريبة وتعيد العقول إلى الوراء وعلى رأس هذه الأزمات كانت قضية “فتاة المول” الشهيرة والتى بسببها اضطرت القناة لإيقافها بعد ضغط الرأى العام وانسحاب الرعاة من برنامجها لتشتد المعركة وتظل “ريهام” خارج الشاشة دائمة التهديد لتعود لمكانها رافضة الاعتذار فى تحد واضح للجمهور وإدارة القناة التى فاجئت الجميع بعد كل ذلك بإعادتها لشاشتها مرة أخرى مسحوباً منها مصدر قوتها من رعاة وإعلانات … وعلى غرار “مستر إكس” تعود “ميس إكس” بعفو من إدارة القناة فى حلقة مفقودة مازال البحث عنها جارياً!

أعتقد أن القناة المحترمة والمشهود لرؤوسها بذلك ليست فى حاجة ملحة لهذا المحتوى على شاشتها والذى يصيبها بكل أنواع سهام النقد والتجريح بشكل دائم فما تقدمه من تنوع برامجى يستطيع أن يمنحها مكانة مستقرة فى المنافسة بين القنوات والتى قد لا تنتبه الإدارة إلى أن ما يحدث على الجانب الآخر يخصم من رصيد كبير صنعته لدى المشاهد ليس لتقديمها هذه النوعية فقط ولكن للسكوت عن هذه الـ “خطايا” بدون مبرر مقنع خاصة أن ذلك قد بنى قناعة لدى المشاهد أن صاحبة “خطايا الخير” هى مركز قوة داخل القناة!

إذا كانت الأزمة فى مستحقات فتستطيع الإدارة المحترمة جدولتها بشكل قانونى يحفظ لجميع الأطراف حقوقهم فى سبيل الحفاظ على بناء إعلامى  أخذ من الجهد والفكر والإنفاق سنوات ليعتلى مكانة مميزة أما بالنسبة لعمل الخير فهناك عدد من الإعلاميين الذين يتمتعون بالـ “كاريزما” المناسبة لهذه النوعية البرامجية ويستطيعون تحقيق نجاحاً بمصداقيتهم ربما يفوق ما تصورت إدارة القناة أنها حصدته من “خطايا الخير” التى استمرت على شاشتها لسنوات محققة أعلى نسبة أزمات وإساءة لإطار تقديم فعل الخير نفسه وإلا تخرج علينا الإدارة ببيان رسمى تعلن فيه أن المذكورة خارج السيطرة وتقدم لنا السبب!

فتاة إعلامية شابة فى مقتبل العمر تواجه تجربة الحبس مع مجرمات بعد هروب رئيستها فى العمل المسئولة والمخططة الأصيلة للواقعة بل وإنكار معرفتها بها من الأساس … لا نحتاج لنجتهد فى تخيل الوضع الذى ستواجهه والوضع النفسى لها فى هذا المرور المفاجئ وبعده …. فقط نحتاج للمخرج “خالد يوسف” ليخرج لنا تفاصيل هذا المشهد المظلم للنور.

الوضع الراهن أصبح فى منتهى السوء فى وقت نبحث فيه عن إصلاح الخطاب الإعلامى وتوجهاته وعلى الجميع أن يتحمل مسئوليته فى هذا المفترق التاريخى حتى لا تكون الخسائر أكثر فداحة.

كانت تستطيع “ريهام سعيد” أن تجلس فى مقعد مختلف تماماً قد يحتاج مزيداً من المجهود والأدوات لتحقيق هدفه ولكنها اختارت الطريق الأسهل من رؤيتها ليخدم الصورة التى رسمتها واستراحت لها فى حدود إمكانياتها.

أخيراً وفى سؤال حقيقى ومباشر من وحى أداءها الشهير ………………….

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل