المحتوى الرئيسى

وجدى زين الدين يكتب: بين صوت المدفع وصوت صندوق الاقتراع

02/19 18:34

خلال أسبوع كامل تحقق إنجاز كامل للقوات المسلحة فى الحرب على الإرهاب، وتدمير أوكار التطرف. واستطاعت وسائل الإعلام المختلفة، ومن بينها صحيفة «الوفد» أن تنقل للرأى العام جهد وعطاء وطاقة ووطنية ومسئولية رجال الجيش والشرطة فى هذه الحرب المقدسة، على اعتبار أن الشعب هو صاحب الحق الأصيل فى الحصول على الحقيقة، وعلى اعتبار أن عملية «سيناء 2018»، هى عملية عسكرية سوف يتوقف عندها التاريخ طويلاً.

 وكان ولا يزال لصحيفة «الوفد» شرف المشاركة فى تسليط الضوء على إعادة تذكير المواطنين بأمجاد القوات المسلحة واستعادة الوعى بوسائط المعرفة.

وخلال هذا الأسبوع المنصرم، شاركت صحيفة «الوفد» بعمل متفرد وهو استعادة الإرادة الوطنية بوسائل العقل والمنطق من خلال البحث القيم الذى قدمه لمصر الفقيه الكبير المستشار الجليل الدكتور محمد عبدالوهاب خفاجى، نائب رئيس مجلس الدولة، وانفردت بنشره «الوفد» على مدار ستة أيام. فلقد استطاع المستشار خفاجى، أن يوظف العلم والفكر والمصطلحات الجافة لتتحول إلى مادة بسيطة يستوعبها متواضعو الثقافة والتعليم، ما جعلهم يستقبلون الكلمات بكل الإقبال، بعد أن استنهض البحث بينهم روح الوطنية وروح المرحلة التى يتطلبها الوطن. ومع هذا لم يخل البحث المنشور من وقاره العلمى، حتى يكاد يخيل للقارئ والمتابع نتيجة ترتيب الأفكار وتبويبها وإظهار معانيها ومضامينها، أن الفصلة فى الجملة لها موضوع ومعنى ومغزى.

وإذا كانت معركة «سيناء 2018» قد خرجت من مجرى الحوادث على الجبهة إلى مستند تاريخى نادر يروى بغير تذويق لمحات من الحقيقة عن أيام حاسمة فى التاريخ المصرى من أجل القضاء على الإرهاب وأهله.. كان على الجانب الآخر فكر فقهى نابع من العلامة محمد خفاجى الذى يتدفق علماً ووطنية، يجعل من بحثه عن ضرورة المشاركة فى الانتخابات الرئاسية شريطاً تسجيلياً، يستلهم القارئ من بحثه الفرصة للدرس والتفكير، ويجعل من تجارب نشرت مطلباً ضرورياً لكل مواطن، لأن الأمم الكبرى تحيا لكى تتذكر، والأصح أن تتذكر لكى تحيا؛ لأن نسيان التجارب السابقة هو الموت أو درجة من درجاته، فى حين أن إيفاد الناس بحقوقهم الدستورية يعتبر تذكراً باليقظة الوطنية، واليقظة عموماً حالة من عودة الوعى وقد تكون تمهيداً لفكر ربما يتحول إلى فعل يصنع ويصيغ الإرادة المصرية.

وإذا كانت يوميات «سيناء 2018» هى السند التاريخى لصورة ميدان العمليات وخلفياتها السياسية والأمنية وقدسية ونبل هدفها وفقاً للأصول المعمول بها فى جيوش العالم المتمدين فى العمليات، فإن البحث العميق البسيط فى عرضه هو نوع أيضاً من نبل الفكر الذى يساهم بكل الإيمان لكى يضع المواطن البسيط الذى لا يشارك فى المعركة لكى يساهم فى هذا الهدف النبيل الذى تؤرخه القوات المسلحة من خلال الوجه الآخر، ضمن المسئولية العامة للمواطن وهو صندوق الاقتراع.

ويكاد يكون الوفد هو الحزب الوحيد الذى يضم فى مؤسساته مركزاً للدراسات الوطنية، وهو جزء من المنظومة الحزبية وليس مركزاً للدراسات الوفدية فقط، لكنه يخاطب

وهذا يدفعنى إلى مخاطبة الهيئة العامة للاستعلامات ورئيسها الدكتور ضياء رشوان، وهو باحث مستنير أن يقوم بطبع هذا البحث القيم، خاصة أن الفترة الزمنية مناسبة جداً ومواتية لكى يطبع هذا البحث، ويترجم إلى عدد من اللغات، ويرسل إلى مقار الاقتراع خارج مصر للمصريين الذين باعدت بينهم وبيننا مسافات لكنها لم تباعد بيننا وبينهم المسئوليات. كما أننى أطالب الفنانة الدكتورة إيناس عبدالدايم، وزير الثقافة، فى سبيل بناء مناخ ثقافى جديد فى حياة المواطن وتزويده بآليات جديدة وطباعة هذا البحث ونشره وتوزيعه على المراكز الثقافية فى دول العالم، ولها من المؤسسات وهى الهيئة العامة للكتاب أو صندوق التنمية الثقافية وهى من أولى مسئولياته تنمية الفكر القومى العام.

وهناك فارق بين منظومة الرواية فى ساحة القتال ومنظومة الرواية فى مساهمة البحث العلمى ولكن «الوفد» حقق الالتقاء بين الرواية والدراية والتصوير والتصور.

 إن هذه الدراسة التى تفردت «الوفد» بنشرها عدة أيام غير مسبوقة فى تاريخ ساحة العمل الوطنى وفى التغطية الصحفية أيضاً لهى خارطة الطريق المنهجية لممارسة المواطن دوره الفاعل فى استخدام حقه الدستورى للوصول إلى طريق الثقة والأمل، فقد خاطب البحث المواطن بأسلوب رفيع وهندسة قانونية فى كل موقع، فقد خاطب الشباب والمرأة والأحزاب والفلاح والبسطاء والقوى العاملة والإعلام والفن والرياضة والنخبة والقوى الوطنية، مطالباً بأن يتحمل كل منهم مسئولية الضمير فى بناء الوطن، وأثبتت الدراسة أن ثمة فارقاً بين منهج الأصوات الانتقامية والأصوات الانتقائية والأصوات الانفعالية والأصوات الانتقادية فكانت بحق هى رؤية مستنيرة لفلسفة إصلاح الإصلاحات.

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل