المحتوى الرئيسى

زكى رستم | المصري اليوم

02/19 07:39

ما زال الأستاذ محمد غنيم يواصل إرسال مقالاته الممتعة عن شخصيات محبوبة، لا أستطيع مقاومة نشرها.

«زكى رستم» ابن الباشوات، وأحد أعظم الفنانين فى العالم بأسره. وليس هذا رأيى الخاص، وإنما هو اختيار مجلة «بارى ماتش» الفرنسية له باعتباره واحدا من أعظم عشرة ممثلين فى العالم بأسره. ووصفته مجلة لايف الأمريكية أيضا بأنه أعظم ممثلى الشرق.

«زكى رستم» الفنان الفذ وعبقرى مدرسة الاندماج فى الشخصية، والذى كان قادرًا على إصابة جميع العاملين معه من طاقم الممثلين والعاملين بالذهول من عبقرية اندماجه فى الشخصية التى يؤديها.

وكان من المعتاد أن ينتزع عاصفة من التصفيق فى البلاتوه من جميع الفنانين والعاملين معه بعد الانتهاء من أداء دوره!، وكانت مشكلة زكى رستم التى لا حل لها أنه (يسرق الكاميرا). وهو تعبير فى الوسط السينمائى يعنى أنه يخطف الكاميرا بأدائه الفذ من كل من يقف أمامه مهما كانت موهبته ووسامته، لذلك كان البعض يتحاشى الوقوف أمامه حتى لا يخسفه حضور زكى رستم الطاغى.

والغريب أنه رغم تقمصه الفذ للشخصية التى يقوم بأدائها إلا أنه كان ينسى كل ما يتعلق بها بمجرد خروجه من البلاتوه ويعود شخصا عاديا تماما، وكأنه لا يمت بأى صلة للدور الذى كان يؤديه منذ لحظات!.

كان زكى رستم، شأنه شأن العباقرة جميعا، غريب الأطوار فى حياته الشخصية، فقد كان ينفر من حياة الوسط الفنى من سهرات وحفلات ومجاملات وعلاقات عامة. وكان يميل إلى العزلة ولم يكن له من أصدقاء سوى الفنان الكبير «سليمان نجيب»، والذى كان مثله «ابن باشوات» نسبا وفنا جميلا. وأما صديقه الآخر فكان الفنان القدير (عبد الوارث عسر).

عاش زكى رستم أعزب وحيدا، لم يتزوج أبدا، وكان يقول لمن ينصحونه بالزواج، سيما شقيقاته اللواتى ألححن عليه حين تقدم به العمر أن يتزوج من ترعاه وتؤنس وحدته: «أنا مش عاوز أظلم بنات الناس معايا. أنا عارف نفسى عصبى وعشرتى صعبة ومفيش واحدة تقدر تستحملنى».

وكان صادقا تماما فيما قال وأمينا مع نفسه، وبقى وحيدا فى شقته الواقعة فى عمارة «يعقوبيان» لا يؤنس وحدته سوى خادم قضى فى خدمته سنوات طويلة وكلب وولف اعتاد أن يصحبه معه فى جولاته.

وأما وقته فقد كان يقضيه فى القراءة بالعربية والإنجليزية والفرنسية التى أجادها جميعا!.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل