المحتوى الرئيسى

الشهوة المقدسة.. الهوس الجنسي وحكمة الأزهر الشريف - صوت الأمة

02/19 05:31

ربما كانت الآية الكريمة في سورة النساء التي تُشرع  تعدد الزوجات للرجل المسلم، مثار جدل في أوسطاء دينية وفقهية، خصوصاً في المجتمعات النسوية التي تُطالب بمساواة الرجل بالمرأة ومنع تعدد الزوجات على غرار ما تم في تونس السهر الماضي حينما ألغت السلطات التونسية تعدد الزوجات للرجل المسلم هناك.

لكن هذا الوضع الجدلي لتعدد الزوجات لم يكن وليد العصر الحالي وإنما كانت هناك كتابات وأبحاث وفتاوى لأئمة ومذاهب فقهية تُفسر وتحلل تعدد الزوجات طبقاً للآية الكريمة "وإن خفتم ألا تقسطوا في اليتامى فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة أو ما ملكت أيمانكم ذلك أدنى ألا تعولوا".

الدين الإسلامي أحل تعدد الزوجات ولكن بشروط، فإن لم يكن الرجل يملك هذه الشروط فلا يحق له التعدد، وكانت أهم هذه الشروط هو العدل، استنادا لنص الآية الكريمة في سورة النساء "فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة".

فكرة تعدد الزوجات يهتم بها كثيراً أعضاء تيارات الإسلام السياسي وخصوصاً السلفيين منهم، فعدد لا بأس به من شيوخ الفضائيات الدينية وقيادات التيار السلفي متزوجون بأربعة حسبما يروا أن الشرع قد أحل لهم ذلك، قليلاً ما تجد شيخ سلفي متزوج امرأة واحدة.

الشهر الماضي طالب أحد الشيوخ المحسوبين على التيار السلفي والمعروف بفتاويه الشاذة، سامح عبد الحميد الحكومة بتشجيع الفتيات على قبول فكرة تعدد الزوجات لحل مشكلة العنوسة، مبينًا أن هناك الكثير من رجال الأعمال الميسورين الذين يستطيعون الزواج بأكثر من واحدة والإنفاق على أكثر من بيت.

نظرة السلفيين لفكرة تعدد الزواج فتحت أبواباً كثيرة حول علاقتهم بالجنس عموماً والمرأة وهل يؤمنون بحقوق المرأة أم إنها في نظرهم مجرد وعاء لإشباع رغبات جنسية مكبوتة، خصوصاً أن هناك خطبة دينية لأحد كبار السلفيين محمد حسين يعقوب يتحدث فيها عن الحور العين في الجنة وكأنه يتحرش بسبب مصطلحاته التي عبرت بشكل كبير عن رؤية هذا التيار وأتباعه لفكرة الجنس.

الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر كانت له رؤية دينية لفكرة تعدد الزوجات، وأكد إن هناك ظاهرة فوضى تعدد الزواج، وفوضى الطلاق أيضا، وما ينشأ عن هذه الظاهرة من عنت يلحق بزوجة أو أكثر، وتشريد يدمر حياة الأطفال، وضياع يسلمهم إلى التمرد والإجرام.

وقال خلال كلمته بالجلسة الافتتاحية لمؤتمر الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم تحت عنوان "التأهيل العلمي والإفتائي لأئمة المساجد للأقليات المسلمة" والتي عُقدت في أكتوبر من العام الماضي: أبادر بالقول بأنني لا أدعو إلى تشريعات تلغى حق التعدد، بل أرفض أي تشريع يصدم أو يهدم تشريعات القرآن الكريم أو السنة المطهرة، أو يمسهما من قريب أو بعيد؛ وذلك كى أقطع الطريق على المزايدين والمتصيدين كلمة هنا أو هناك، يقطعونها عن سياقها؛ ليتربحوا بها ويتكسبوا من ورائها.

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل