الشهوة المقدسة.. حب السلفيين لزواج القاصرات وتاريخ مخز في اغتيال البراءة - صوت الأمة

لنكاح الصغيرة في عقول المتطرفين دينيًا مكانة إن لم يكن فيها غيرها، فاستندوا إلى كتب وروايات، وأحلوا نكاح القاصرات ولهم في ذلك أسانيد وفتاوى وضعوها وتواتروها عن بعضهم البعض. 

"قالوا نكحت صغيرة فأجبتهم، أشهى المطي إلي ما لم يركب، كم بين حبة لؤلؤ مثقوبة، ثقبا وحبة لؤلؤ لم تثقب".. هذا ما نظمه الإمام الحافظ أبو بكر أحمد بن محمد بن إسحاق بن إبراهيم بن أسباط الهاشمي الجعفري، المشهور بابن السني، افتتانًا فى زواج القاصرات، أو على وجهة الدقة ركبوهن.

ويتمسك جموع الإسلاميين بثقافة المورث القبلى الذى شهدته نزول الرسالة السماوية دون أن يعيرون، التفافًا للمتغيرات الثقافية الأعراف وأحوال الناس، وأن ما كان سائغا في زمان قد يكون منكرا في غيره، وعليه وبالتالى فهم لا يحرمون حتى اللحظة الراهنة زواج القاصرات، بل يشجعون عليه، يقول ابن المنذر فى هذا الصدد: "أجمع كل من نحفظ عنه من أهل العلم، أن تزويج الأب ابنته البكر الصغيرة جائز، إذا زوجها من كفء.

ويشترط بعض الإسلاميين فى نكاح القاصرات أيضًا شرط الإطاقة فى هذا الصدد، يقول ابن عابدين الحنفي وَقَدْ صَرَّحُوا عِنْدَنَا بِأَنَّ الزَّوْجَةَ إذَا كَانَتْ صَغِيرَةً لَا تُطِيقُ الْوَطْءَ لَا تُسَلَّمُ إلَى الزَّوْجِ حَتَّى تُطِيقَ.

ويقول شهاب الدين الرملي الشافعي - في نهاية المحتاج إلى شرح المنهاج "فَلَوْ كَانَتْ صَغِيرَةً – أي الزوجة - لَا تَحْتَمِلُ الْوَطْءَ لَا يَجِبُ تَسْلِيمُهُ -التمكن منها- حَتَّى تُطِيقَهُ ".

فيما يجرم  القانون المصرى، فى المادة الخامسة فى فقرتها الأولى من القانون رقم 143 لسنة 1994 بشأن الأحوال المدنية والمعدل بالقانون رقم 126 لسنة 2008 "ألا يجوز توثيق عقد زواج لمن لم يبلغ من الجنسين 18 سنة ميلادية".

وسبق للداعية السلفي سامح عبدالحميد حمودة، إنه ليس هناك أي دليل شرعي على منع الفتاة الأقل من 16 سنة من الزواج، مشيرا إلى أن زواج الفتيات صغيرات السن مشروع بالقرآن الكريم والسنة النبوية والإجماع وعمل الصحابة، ثم عمل المسلمين من بعدهم، فقد تحدث القرآن عن زواج اليتيمات، وهذا يدل على الزواج قبل البلوغ، لأن اليتم ما كان قبل البلوغ؛ ولا يُوصف البالغ بأنه يتيم، وتزوج النبي صلى الله عليه وسلم عائشة وهي دون التاسعة، وقد أجمع العلماء على جواز تزويج الصغيرة، وأوضح ابن قدامة في "المغني" أنه لا خلاف في ذلك.