رئيس الجامعة الإسلامية العالمية لـ'صدى البلد': يدرس لدينا 62 ألف طالب.. باكستان دعمتنا بـ26 مليون دولار لمشاريع علمية وإسكانية.. ونحارب الفكر المتطرف ببرامج جديدة
رئيس الجامعة الإسلامية العالمية: باكستان وافقت على دعم الجامعة بـ26 مليون دولار لمشاريع علمية وإسكانية الجامعة استقبلت 62 ألف طلب للالتحاق بها لدينا أكثر من 3500 منحة دراسية لـ 42 دولة نحارب الفكر المتطرف من خلال برامج الجامعة وخطب الجمعة لدينا طلاب من35 جنسية أجنبية مؤتمر "دور الجامعات الإسلامية في تأصيل ونشر العقيدة" أبريل المقبل
قال الدكتور أحمد بن يوسف الدريويش رئيس الجامعة الإسلامية العالمية في إسلام آباد، إن الجامعة وقعت العديد من مذكرات التفاهم مع الجامعات الإسلامية الأخرى على رأسها جامعة الأزهر، مشيرا إلى أن هناك بعثة أزهرية من أعضاء هيئة التدريس من الخبراء والفنيين والمختصين، وذوي الخبرات والاستشارات العلمية مكونة من 25 أستاذا من الأزهر لهم مكانتهم وتقديرهم.
وأوضح رئيس الجامعة الإسلامية العالمية، خلال حواره، أن الحكومة الباكستانية وافقت على مشروع دعم الجامعة بـ26 مليون دولار لتمويل مشاريع علمية وإسكانية، الأمر الذي يدل على ثقة الحكومة في الجامعة، مضيفا أن الجامعة تخطط لإنشاء مسجد جامع في الحرم الجامعي، وإنشاء كلية العلوم الطبية والصحية ومستشفى تعليمي بمساحة 100 سرير.. وإلى نص الحوار:
ماذا قدمت الجامعة الإسلامية لنصرة القدس؟
نحن أول من نظم ندوة بعد قرار دونالد ترامب الذي يسعى من خلاله لتهويد القدس بـ 48 ساعة، تناولت القدس التاريخ والمكانة والسيادة، وتحدثنا عن دور السعودية وباكستان ومصر في نصرة القضية الفلسطينية، وحضر الندوة 200 عالم من مختلف العالم الإسلامي، وكان من توصياتها إقامة مؤتمر عالمي عن القدس، بالتنسيق مع الجامعات في الدول العربية والإسلامية.
أما قرار ترامب فمرفوض شرعًا وعقلًا ونظامًا وقانونًا، وستبقى القدس عربية إسلامية، ويجب أن نعمل ونأخذ توصيات المؤتمر، وأن نكون متوحدين تجاه المؤتمر.
كان لدينا لقاءات كثيرة للخروج بوثيقة موحدة حول إدانة الإرهاب والعمليات الانتحارية، وبيان الحكم الشرعي في مرتكبيها واستطعنا أن يكون في القصر الجمهوري بباكستان وحضره ألف وثمانمائة من العلماء، وأعلنا وثيقة تدين الإرهاب، وهي ثاني وثيقة بعد استقرار باكستان يجتمع عليها كل الطوائف.
الجامعة خلال السنوات الماضية نظمت400 فاعلية ومؤتمر عالمي ومحلي وإقليمي، مما يدل على أن هناك حراكا علميا وبحثيا كبيرا جدًا، والجامعة وقعت 70 مذكرة تفاهم بين مختلف الدول العربية والأجنبية منها بروتوكولات في مصر والسعودية واندونيسيا واستراليا وأمريكا.
ما رأيك في قرار زيارة القدس؟
الكل يتمنى أن يزور القدس، لكنه تحت الاحتلال، والأمر يحتاج إلى دراسته شرعا وقانونيا.
كم عدد الطلاب الذين التحقوا بالجامعة العام الدراسي الحالي؟
الجامعة استقبلت 62 ألف طلب للالتحاق بها واخترنا منهم 4000 بعد المقابلات، وقبل أن أتولى رئاسة الجامعة منذ 5 سنوات كان ينضم للجامعة 12 ألف طالب فقط، لدينا الآن أكثر من 3500 منح دراسية لـ 42 دولة بالعالم من إفريقيا وآسيا وأوروبا.
والجامعة لا تدرس التخصصات الشرعية فقط، لكن هناك تخصصات أخرى مثل الهندسة والإعلام وعلوم الحاسب الآلي والعلوم الإدارية والطب قريبًا.
أنشئت الجامعة الإسلامية العالمية في إسلام آباد (باكستان) في بداية القرن الخامس عشر غرة المحرم 1401هـ الموافق 11 نوفمبر 1980م استجابة لتطلعات الأمة الإسلامية في إعداد الكوادر المسلمة المؤهّلة لقيادة الأمة لتؤدي دورها الريادي في سائر فروع المعرفة لتهيئة الأمة وتنميتها تنمية فكرية وخلقية وعقلية واجتماعية واقتصادية وتقنية، على ضوء القيم والمبادئ الإسلامية.
وبدأت الجامعة مسيرتها بكلية الشريعة والقانون مع تسعة طلاب، وتلتها ثلاث كليات أخرى هي: كلية أصول الدين، وكلية اللغة العربية، وكلية الاقتصاد الإسلامي، وتوجد حاليا بالجامعة تسع كليات تحتوي على 41 قسما تضم حوالي 23 ألف طالب وطالبة، إضافة إلى خمسة معاهد للبحث العلمي والتدريب والتربية، وقد حققت الجامعة خلال ما يزيد على ثلاثين عاما إنجازات ضخمة وازدهارا وتقدما ملموسا في شتى المجالات من ناحية، كما أنها شهدت نوعا من التعثر والضعف في بعض المجالات من ناحية أخرى كأي عمل بشري.
وتشمل الجامعة 9 كليات و39 قسما و6 اكاديميات تقدم 131 برنامجا أكاديميا يدرس فيه ما يقرب من 35 ألف طالب وطالبة وفدوا من أكثر من 50 بلدًا.
ما أبرز الجنسيات التي تدرس في الجامعة؟
الصين ثم إندونيسيا، وتايلاند، وسيريلانكا وماليزيا، وتركيا، والسعودية، وفلسطين وغيرها من الدول.
هل هناك علماء تستعينون بهم من جامعة الأزهر؟
لدينا بعثة أزهرية مكونة من 25 أستاذا من الأزهر لهم مكانتهم وتقديرهم.
من الداعم الأول للجامعة الإسلامية العالمية؟
مجموعة من الدول العربية والاسلامية وليست دولة واحدة .
أي الدول العربية التي يدرس طلابها داخل الجامعة؟
من مصر وفلسطين والسعودية وغيرها.
ما أقدم الكليات داخل الجامعة؟
كلية الشريعة والقانون ثم كلية أصول الدين، أنشئت بعد عام واحد من إنشاء الجامعة وتعتبر من أقدم الكليات وتخرج منها عدد كبير من الوافدين من الولايات المتحدة، والصين وتركيا وافغانستان، واندونيسيا وماليزيا، وتهدف الكلية إلى المحافظة على كتاب الله والأصول الإسلامية بتخريج طلاب متخصصين في التفسير والحديث، والعقيدة والدعوة والأديان وفيها أقسام علوم القرآن والحديث والفلسفة والسيرة.
ما أوجه التعاون مع الحكومة الباكستانية؟
منذ قدومي للجامعة فتحت آفاق التعاون وأشكر الحكومة الباكستانية لأنها وافقت على مشروع دعم الجامعة بـ26 مليون دولار لتمويل مشاريع علمية واسكانية الأمر الذي يدل على ثقة الحكومة في الجامعة.
المقرر الدراسي يجب أن يكون في كل الجامعات الإسلامية العالمية ونحن في حاجة لهذا، فشباب الحاضر والمستقبل لابد أن يفهموا هذه القضية وأن يتفهم الأبناء أيضا ذلك حتى تتحرر القدس.
ما دور الجامعة في نصرة العقيدة الإسلامية؟
هذه مهمة أساسية في الجامعة وركزنا على جانب محاربة الفكر المتطرف والإرهاب، وقدمت 40 بحثا شخصيا تركز على هذا الأمر، ولدينا عدد من المؤتمرات آخرها كان "الإعلام ودوره في محاربة الفكر المتطرف"، ونسعى من خلال برامجنا وخطب الجمعة إلى تحسين الفكر المعتدل ومحاربة الفكر المتطرف.
ما رسالتكم للشباب لحمايتهم من التطرف والإرهاب؟
أدعو شباب العالم الإسلامي الى الاعتصام بكتاب الله وسنة رسوله، والتفقه في الدين، وأن يكون الشاب متدينا عن فقه وليس عن حفظ النصوص فقط لكن لا بد أن يفهم الفهم الدقيق والارتباط بالعلماء والربانيين بعيدا عن من يفتون فتاوى شاذة وأن يأخذوا العلم من مصدره، وأن يسعوا إلى ما ينفعهم في فراغهم، ومراجعة القرارات والمناهج وعلى الإعلام أن يكون منصفا تجاه قضايا الأمة، ونريد من العالم أن يعي طبيعة المسلم.
ما أوجه التعاون لدى الجامعة مع الجامعات الإسلامية الأخرى؟
الجامعة لديها العديد من البروتوكولات مع الجامعات الإسلامية على رأسها، جامعة الأزهر والجامعة لها دعم خاص من شيخ الأزهر ولها مكانة خاصة من حيث الاهتمام والرعاية ، وشيخ الازهر كان عميدا لكلية أصول الدين في الجامعة الإسلامية العالمية في التسعينيات، ويدعم الجامعة بأعضاء هيئة التدريس من الخبراء والفنيين والمختصين، ودعم من خلال الخبرات العلمية والاستشارات العلمية ووضع الخطط الاستراتيجية، والاستفادة منها.
عدد الجنسيات التي تدرس في الجامعة؟
35 جنسية تدرس في الجامعة، ومن الدول العربية السودان، وفلسطين، واليمن، والجزائر، والسعودية، وهناك أيضا باكستان والصين وأفغانستان.
الجامعة تعقد مؤتمرًا في أبريل المقبل.. حدثنا عن تفاصيله؟
نعم .. نعقد المؤتمر العلمي الأول بعنوان " دور الجامعات الإسلامية في تأصيل ونشر العقيدة الصحيحة وأثر ذلك في وحدة الأمة"، وتنظمه الجامعة بالتعاون مع جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية وهيئة التعليم العالي بجمهورية باكستان، ويضم علماء من 40 دولة منها مصر والمملكة العربية السعودية.
Comments