المحتوى الرئيسى

«الخروج الكبير».. الحقيقة والوهم في قضية طرد الإخوان من السودان

02/18 21:00

كشفت مصادر مطلعة، عن أن الحكومة السودانية منحت القيادات الإخوانية الهاربين من مصر، المقيمين على أراضيها مهلة قصيرة لمغادرة البلاد، وإلا سيتم القبض عليهم وتسليمهم إلى القاهرة.

وأكدت المصادر، أن قيادات الإخوان وجدوا ملاذًا آمنًا فى السودان عقب عزل محمد مرسى، إذ تمكن العشرات منهم من التسلل إلى السودان، واتخذوا منه مركزًا للتخطيط وتدريب العناصر المسلحة.

وقالت إن الحكومة السودانية ترغب فى تحسين العلاقات مع مصر خلال الفترة المقبلة، بحسم ملف قيادات الإخوان الموجودين على أراضيها، وخروجهم منها بشكل نهائى، مشيرة إلى أن قيادات الإخوان أصدروا أوامر عامة لأعضاء الجماعة الإرهابية بالاستعداد للرحيل من السودان خلال فترة وجيزة، مشيرة إلى أنهم فى انتظار توجيهات بأماكن وجهتهم الجديدة.

قيادات «الإرهابية» تستعد للمغادرة.. وسط انقسامات بين جبهتى عزت وكمال

أوضحت المصادر أن من أبرز القيادات التى ستخرج من السودان خلال الفترة المقبلة، محمد الحلوجى، والذى يعد مسئول الإخوان فى السودان، وهو من جبهة محمود عزت، ومناهض بشدة لجبهة محمد كمال، الذى قتل خلال مواجهات مع قوات الأمن.

وتابعت المصادر أن «الحلوجى» هو المسيطر على قيادات وشباب الإخوان فى السودان، ويستقبل الشباب الهاربين عبر الحدود إلى السودان، وتسكينهم فى مقرات تابعة للجماعة.

وأضافت المصادر، أن من بين القيادات أيضًا التى ستخرج من السودان أحمدى قاسم، القيادى الإخوانى البارز بمحافظة الفيوم، فضلًا عن أعضاء مجلس الشورى الإخوانى، ومنهم صلاح الدين مدنى، ومحمد الشريف، القيادى البارز الذى تم القبض عليه من قبل الأمن السودانى ثم أفرج عنه بعد تدخل «الحلوجى»، بالإضافة إلى مصطفى الشربتلى.

وكانت الجماعة الإرهابية، قد أعطت الضوء الأخضر لعناصرها خاصة الشباب، بالتوجه إلى السودان، عقب عزل «مرسى»، ومنهم القيادى حسين عبدالعال، الذى يشرف على استصلاح المئات من الأفدنة الزراعية لدعم وتمويل الجماعة.

وعقب تلقى التنظيم الإخوانى ضربات متعددة، عاد محمود حسين إلى الأضواء، ومعه العجوز محمود عزت، وقررا السيطرة على الجماعة، إلا أن جبهة الشباب رفضت الانصياع، وكان منهم طلاب الإخوان فى السودان، فقرر «عزت» عدم الإنفاق عليهم، فتشرد أغلبهم، فمنهم من عاد للانضمام إلى المجموعات المسلحة التى أنشأها محمد كمال، وبعضهم فرّ إلى سوريا.

وقبل مقتل «كمال»، فى مواجهات مع قوات الأمن، حاول الاستفادة من طاقات الشباب الإخوانى بالسودان، وبدأ يكلف أغلبهم بالدخول إلى مصر، وتخزين السلاح، وشن عمليات نوعية.

وشهد السودان تصاعد الخلافات بين جبهتى الإخوان، إذ أجرى جناح محمد كمال انتخابات لمجلس شورى الإخوان، وهى جبهة مناهضة لمحمود عزت، وجرى انتخاب ٤٠ عضوًا، حسب ما أعلنه عزالدين دويدار، القيادى الإخوانى الهارب فى السودان والمحسوب على تيار الشباب.

وكتب «دويدار»، عبر حسابه على «فيسبوك» حينها: «تمت انتخابات مجلس شورى القطر للإخوان المصريين فى السودان.. وبنسبة حضور كبيرة تم انتخاب مجلس شورى من ٤٠ عضوًا وسيتم انتخاب المكتب التنفيذى، ليلحق بالمكتب التنفيذى لتركيا تحت مظلة المكتب العام المنتخب للإخوان بالداخل».

تركيا والصومال وماليزيا على رأس جهات الجماعة المقبلة

قالت مصادر، إن عملية طرد الإخوان من الأراضى السودانية، جاءت بسبب نشاط تلك العناصر على أراضيها بما يهدد الأمن القومى السودانى، مشيرة إلى طرد القيادى الإخوانى ياسر حسانين، من السودان العام الماضى، بعد ضبطه فى عملية تدريب لشباب الإخوان بأحد المعسكرات على أراضيه، بهدف تنفيذ عمليات تستهدف قوات الجيش والشرطة المصرية.

وأكدت المصادر، أن قيادات الجماعة طلبوا وقتًا للمغادرة لترتيب أوضاعهم وتحديد وجهات انتقالهم، مشيرة إلى أن قبرص وتركيا وأوغندا وماليزيا والصومال، أبرز الدول التى سيتوجه إليها قيادات الجماعة. وأشارت المصادر إلى أن المئات من شباب الإخوان يدرسون بمدارس وجامعات سودانية، منذ فرارهم عقب الإطاحة بمحمد مرسى، الأمر الذى يتحجج به قيادات الجماعة لترتيب أوضاعهم.

بدوره، اعتبر الكاتب والمحلل السياسى عضو الحزب الاتحادى السودانى، غالب طيفور، إمهال السلطات السودانية قيادات جماعة الإخوان «المصرية الإرهابية» فرصة أخيرة لمغادرة البلاد، جزءًا من مقررات الاجتماع الرباعى بين وزيرى خارجية ورئيسى مخابرات مصر والسودان، الذى عقد أخيرًا فى القاهرة.

وقال «طيفور»، لـ«الدستور»، إن هناك أمورًا مهمة ناقشها الاجتماع الرباعى، من بينها تواجد الإخوان المسلمين المصريين فى السودان، فى المقابل تواجد المعارضين السودانيين فى مصر، مضيفًا أن مصر والسودان يحاول كل منهما بسط سيطرته على الدولة، وهذا حق مشروع لحماية الوطن.

فيما كشف الصحفى والناشط السودانى عبدالواحد إبراهيم، عن أن هيئة الإرشاد التابعة لجماعة الإخوان الإرهابية، الموجودة فى تركيا، قد طلبت من أعضاء الجماعة المقيمين فى الخرطوم، الاستجابة لأمر الحكومة السودانية ومغادرة أراضيها.

وأضاف «عبدالواحد»، لـ«الدستور»، أن هيئة الإرشاد الإخوانية خصصت لعناصرها فى السودان أماكن جديدة، فى ماليزيا وتركيا وقطر وبريطانيا، على أن تكون إنجلترا ملجأ القيادات العليا، مشيرًا إلى أن عدد عناصر الإخوان فى السودان ضخم جدًا، ومن بينهم مستثمرون وطلاب دراسات عليا.

وأشار «عبدالواحد»، إلى أنه وفق مصادره الخاصة المقربة من السلطة السودانية، تأكد من صحة الخبر، ومن أن القاهرة والخرطوم، تتجهان لخفض التوتر بينهما إلى أقل حد ممكن.

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل