المحتوى الرئيسى

ضرس "الإله بوذا".. خبأته امرأة وتحتفل به سيريلانكا 6 أيام لطرد البؤس

02/18 19:12

ما أكثر المهرجانات والكرنفالات التي تقام في الهند احتفالًا وتمجيدًا للآلهة وكجزء من معتقداتهم وعادتهم وتقاليدهم، ففي جزيرة سيريلانكا يتم الاحتفال بكرنفال "الضرس الذهبي" العجيب للإله بوذا لمدة 6 أيام ويعتبرونه حامي الجزيرة والمحافظ عليها من الزوال.

وهناك اعتقاد سائد في سيريلانكا بأنهم يتسلقون إلى القمر ركوبًا على ظهور الفيلة ويقطعون 400 الف كيلو متر في ساعات قليلة، ويحدث هذا في أواخر شهر يوليو وأول شهر أغسطس، وتخصص هذه المناسبة السنوية لتمجيد الإله بوذا على شكل كرنفال فريد من نوعه يخرج فيه الناس للرقص أمام الإله ويطلقون الصيحات التى تكرمه.

يتألف الموكب الذي يسيرون فيه من 80 فيلا مجللة بالقماش النفيس تحيط بهم مجموعة من الموسيقيين والراقصين والمنشدين وحملة السياط والرايات والمشاعل ويجوب الموكب فى أنحاء مدن سيريلانكا، وتبلغ تكاليف المهرجان مايزيد على مليون جنيه إسترليني، وتعتبر الليالى الست من أجمل أيام الجزيرة، حسبما ذكر كتاب "أغرب عادات الشعوب وتقاليدها" لأديب أبي ضاهر.

يبدأ الكرنفال بتزيين رئيس الجزيرة "الضرس" وتغطتيته بمعطف محاك من الخيوط الذهبية والفضية وتلبيس نابيه بالنحاس وقوائمه بالخلاخيل المعدنية، ثم يسير الموكب في إطار هندسي حيث يتقدم فيل وحيد يمتضيه الرئيس فيحصل على عصا فضية، ثم تلحق به محموعة الأفيال الملكية وترتفع أصوات الطبول بإيقاعات مختلفة ويتقدم حملة الأعلام الذين يمثلون مختلف القطاعات، ويأتي الفيل الذي يحمل الضرس في آخر الموكب.

يظهر حملة المشاعل ويعلوا صوت المزامير والأبواق النصفية والصنوج، وتبلغ حماسة الناس أشدها ثم تنشأ لديهم حالة صمت مثيرة ثم صخب في إيقاع تبادلي ووسط حالات الصمت والصخب، ويتقدم الفيل الذي يحمل الضرس وعلى ظهره الهودج التي تلمع حجارته لكريمة تحت ضي القمر، وتظهر الفيلة في هذا الموقف تفهما كاملًا حيث تحرك قوائمها لتسير بشكل إيقاعي على أرض مفروشة بالسجاد أما رأسها فيظل منخفضًا أمام الرمز الذي ينحني أمامه سكان الجزيرة بأكملهم.

تعتبر الليلة السادسة هي أهم ليلة في الموكب حيث يتوجه المحتفلون إلى "دلادا ماليجو" وهو مكان يحتفلون فيه، ويضم الذخيرة النفيسة على الجزيرة وهو ضرس الإله بوذا الذى وضع داخل صندوق خاص على شكل زهرة اللوتس، ويحتل موقع هذا الصندوق رقم 7 من بين الصناديق المحلاة بالأحجار الكريمة، ويقع الاختيار على كبير الفيلة كي يتولى حمله ونقله إلى غرفة الاحتفال.

يحيط الخدم بحارس الضرس الذي يختتم الليالي الست وعيد الضرس إلى مكانه سالما، ويتم كشفه كل ليلة من الليالي الست أمام الناس الذين ترتفع شهقاتهم وهم يشاهدون هذه القطعة العظيمة، التي وصلت سيريلانكا في القرن الرابع، حيث تقول الأساطير أن امرأة خبأت الضرس في جلديتها وحملته معها من مدينة كالنجا في الهند بأمر من أحد الأمراء.

تبرع الكثيرون لبناء مكان يوضع فيه الضرس الذي ظل يدور في أماكن كثيرة داخل سيريلانكا لمدة قرنين حتى تم نقله أخيرًا إلى مدينة "كاندي" التي رأى أهلها أن الضرس طرد البؤس من مدينتهم فقرروا تتويجه ملكًا عليهم منذ القرن السادس عشر، واعتبروا أن فقدانه يعنى دمار الجزيرة بأسرها.

أهم أخبار منوعات

Comments

عاجل