المحتوى الرئيسى

«استقالة ديسالين».. مزيد من الوقت الضائع أم فرصة لمصر في «سد النهضة»؟

02/18 19:04

تطورات متلاحقة تشهدها إثيوبيا منذ استقالة رئيس الوزراء الإثيوبى هيالى ديسالين -الخميس الماضي- من منصبه، بعد الاحتجاجات والاعتصامات التى شهدتها أديس أبابا، للمطالبة بالإفراج عن معتقلين سياسيين، وتحولت لأعمال عنف فى بعض المناطق.

خبراء أكدوا أن الاستقالة هى جزء من حيلة جديدة من الجانب الإثيوبى، لضياع مزيد من الوقت، لتحقيق نسب تنفيذية أعلى فى سد النهضة، والدليل تأجيل الاجتماع الثلاثى الذى كان مقررًا أن تستضيفه الخرطوم الأسبوع المقبل، وآخرون يروّجون لقدرتنا على استغلال الأزمة لصالحنا.

السودان: تأجيل الاجتماع الثلاثى لأجل غير مسمى

قال المتحدث باسم وزارة الخارجية، قريب الله الخضر، السبت، إن تأجيل الاجتماع جاء استجابة لطلب من الجانب الإثيوبى.

وأضاف الخضر، فى تصريحات نقلها عنه موقع سودان تربيون، أن الاجتماع الثلاثى الذى كان سينعقد فى مستوييه الفنى والوزارى يومى 24 و25 من فبراير الجارى، تأجل إلى موعد لاحق يتم التوافق عليه بين الدول الثلاث.

وكانت الحكومة الإثيوبية قد فرضت حالة الطوارئ فى 2016 مع اتساع نطاق الاضطرابات فى مناطقة واسعة من البلاد واقترابها من العاصمة أديس أبابا، إذ تسمح حالة الطوارئ لقوات الجيش بالتعاون مع الأمن فى قمع الاحتجاجات.

وأسفرت المواجهات بين المحتجين وقوات الجيش والأمن عن مقتل ما يزيد على ألف شخص واعتقال حوالى 22 ألفا آخرين.

وتباينت مطالب المحتجين، لكن أغلبها تركز على استمرار تدهور الأوضاع المعيشية للمواطنين فى وقت تقول فيه الحكومة إن برنامجها للإصلاح الاقتصادى سيعود بالفائدة على المواطن العادى، وفى بعض مراحل الاحتجاجات قام المتظاهرون بتدمير مشروعات استثمارات أجنبية، خاصة استثمارات تركية.

وفى أغسطس العام الماضى رفعت الحكومة حالة الطوارئ وأفرجت مؤخرًا عن بعض المعتقلين خاصة بعض قيادات المعارضة.

هريدي: يجب أن تحترم إثيوبيا تعهداتها

أكد السفير حسين هريدى مساعد وزير الخارجية الأسبق أنه من السابق لأوانه معرفة ما إذا كانت ستؤثر استقالة رئيس الوزراء الإثيوبى، سلبًا أم إيجابًا، على المفاوضات الدائرة بين الجانبين المصرى - الإثيوبى، مستبعدًا أن تتسبب الاستقالة فى تراجع إثيوبيا عن التزاماتها التى وقعت عليها فى حكومة ديسالين.

وأوضح هريدى أن اتفاق إعلان المبادئ بين مصر وإثيوبيا والسودان، تم توقيعه بين الدول الثلاث وليس أشخاصًا، ويجب أن تحترمه الدول الموّقعة، كما أن مشروع سد النهضة يتعلق بالدولة الإثيوبية، وليس بشخص ديسالين.

واختتم هريدى حديثه قائلاً: «لا داعى لاستباق الأحداث، وكل ما نتمناه هو الاستقرار والأمن لإثيوبيا حكومة وشعبًا».

الطويل: إثيوبيا تُضيع مزيدًا من الوقت

وقالت الدكتورة أمانى الطويل، مدير البرنامج الإفريقى بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن الجانب الإثيوبى سيستغل استقالة ديسالين كذريعة لتضييع مزيد من الوقت، وفرض الأمر الواقع على مصر بشأن بناء وتنفيذ نسب أكبر من سد النهضة، مضيفة أن إثيوبيا دائمًا ما تبحث عن ذرائع ومبررات للاتجار فى الوقت واستخدامه لصالحها.

وأشارت الطويل إلى أنه تضييع للوقت حتى يتم الإعلان عن تشكيل حكومة جديدة، ولا ندرى إن كان وزير الرى الإثيوبى الحالى مستمر فى منصبه أم لا، مؤكدة أن هذا التغيير ليس فى صالح مصر، بل سيفرض علينا مزيدًا من الانتظار، ويظل هو سيد الموقف.

وعن مدى استغلال هذا الموقف لصالحنا، قالت مدير البرنامج الإفريقى بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، كيف نستغله إيجابيًا فى الوقت الذى يغيب فيه الجانب الإثيوبى عن المفاوضات؟!

الخارجية المصرية ترد على تأجيل الاجتماع

قال المتحدث الرسمى باسم وزارة الخارجية المصرية، المستشار أحمد أبو زيد، إن الوزارة تلقت إخطارا، بتأجيل الاجتماع الوزارى الثلاثى الخاص بسد النهضة، بناء على طلب من إثيوبيا للجانب السودانى.

وأضاف أبو زيد، وفق ما أوردته وكالة (سبوتنك) للأنباء، أنه مع إدراكنا للظروف التى ربما دفعت إثيوبيا لطلب تأجيل الاجتماع، والتى نأمل أن تزول فى أقرب فرصة، إلا أننا نتطلع لأن يتم الالتزام بالإطار الزمنى الذى حدده القادة لحسم الخلافات الفنية القائمة، لا سيما أن قضية سد النهضة تمس مصالح شعوب الدول الثلاث.

وأضاف: "التنفيذ الدقيق لتكليفات القادة، يقضى باعتبار مصالح شعوب الدول الثلاث مصلحة لدولة واحدة وشعب واحد، الأمر الذى يقتضى التحرك العاجل للتوصل إلى حلول تحفظ مصالح الجميع".

رسلان: ستحدث مرونة فى المفاوضات

«استقالة ديسالين ستؤثر بشكل غير مباشر على مفاوضات سد النهضة، لتكون أكثر مرونة» هذا ما قاله الدكتور هانى رسلان رئيس وحدة دراسات حوض النيل بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، شارحًا مقصده: «الفترة الحالية تشهد تركيزًا من القيادات فى إثيوبيا على ترتيب البيت من الداخل، وتثبيت السلطة الجديدة، وهو ما سينعكس على المفاوضات مع مصر، خاصة أن المطالب المصرية ليست صعبة التنفيذ».

وأضاف رسلان، أن الجماعة التى رجحت كفتها هى القوميون التغراى، وهؤلاء لا يهتمون بالمشروعات الكبرى، وإنما تركيزهم سينصب على تحقيق تسويات مع القوى الأخرى لضمان استدامة بقائهم فى مناصبهم.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل