المحتوى الرئيسى

خبراء يكشفون كيف انتقل شباب «الإخوان» إلى صفوف «داعش»

02/18 14:05

تزامنا مع العملية الشاملة للجيش المصري في سيناء "سيناء 2018"، نشر تنظيم داعش فيلما تسجيليا لعمليات مسلحة ضد عناصر وأفراد القوات المسلحة في سيناء يقوم بها مسلحون ومن بينهم عمر إبراهيم الديب، ابن القيادي الإخواني الهارب إلى ماليزيا ليعلن قيامه بعمليات مسلحة ضد قوات وعناصر الجيش في سيناء.

وأعلن عن تصفيته ضمن خلية إرهابية في سبتمبر الماضي (خلية أرض اللواء).. الديب ليس الأول بل سبقه طالب هندسة القاهرة محمد مجدي الضلعي ابن كفر الشيخ الذي انضم لداعش وتولى منصب أمير الحسبة في ولاية سيناء التابعة لداعش، وصاحب فتوى قتل المصلين في مساجد الصوفية، وعليه وقعت تفجيرات مسجد الروضة.

الفيديو الأخير للتنظيم كذب جماعة الإخوان في مزاعم اختفاء الديب والضلعي قسريا عبر انضمامهما لداعش وتبني أعمال عنف مسلحة في سيناء، خبراء وقيادات بالجماعات الإسلامية كشفوا لـ"التحرير" كيف تستقطب داعش شباب الإخوان لتنفيذ عمليات إرهابية؟

علق الدكتور ناجح إبراهيم، القيادى السابق بالجماعة الإسلامية، على الواقعة حول انضمام شباب جماعة الإخوان إلى تنظيم داعش وفى مقدمتهم عمر إبراهيم الديب، بالتأكيد أن الأمر اختلف كثيرا قبل الثورة عن مرحلة ما بعد الثورة، فقبل نشوب ثورة الخامس والعشرين من يناير كان لكل فصيل إسلامي هيكل تنظيمي يدير الحركة وبالتالى لا يسمح الهيكل التنظيمي لأفراد الفصيل بالانخراط مع أى فصيل إسلامى آخر، وكذلك الدولة ترفض ذلك، فلا يقبل أن ينفتح أحد من الجماعة الإسلامية على غيره من الإخوان، أما بعد الثورة فالكل انفتح على الآخر وذلك من خلال المليونيات المشتركة وتجمعات التحرير.

وأضاف ناجح إبراهيم أن تلك التحركات والفاعليات الميدانية المشتركة جعلت الأبواب مفتوحة بين مختلف الفصائل، فانضم شباب من السلفية إلى التكفير، ومن السلفية إلى "حازمون"، ومن الإخوان إلى "حازمون"، ومن التكفير إلى الجماعات الأخرى، ومن "حازمون" إلى "أنصار بيت المقدس"، وتنظيم داعش.

وأوضح إبراهيم أن هناك الكثير من العوامل التى ساعدت فى تلاقى الأفكار بين تلك الكيانات، مثل خطاب رابعة الذى حول أشخاص عادية إلى تكفيريين، فالخطاب التكفيرى والحربى جمعهم فى بوتقة واحدة، فذلك الخطاب أدى إلى تغلغل الفكر التكفيرى الحربى فى نفوس كثير من الشباب العادى، وبالتالى أصبح لدى قطاع عريض من الشباب أن المواجهة الدامية واجبة بناء على الخطاب التكفيرى برابعة.

وتابع: "ثم جاء فض ميدان رابعة الذى اتسم بالعنف والقوة وأشرس من المطلوب، وبالتالى انخرط تيار من الشباب إلى دائرة الفكر التكفيرى ومن أعتاب التكفير إلى التفجير سواء من خلال تنظيمات إرهابية مثل لواء الثورة وحسم وداعش، وذلك نتيجة للخطاب التكفيرى، هذا الشاب يمثل نموذجا رافضا للاتجاه السلمى، وتولدت عنده الرغبة فى الانتقام، خاصة أن الإخوان نفسها فقدت السيطرة على قواعدها، وخطأ الدولة أنها لم تترك العقلاء من الجماعة خارج السجون من أجل إحكام القبضة على شباب الجماعة، فضلا عن أن الأحكام المشددة التى صدرت فى حق قيادات الإخوان جعلت هؤلاء الشباب يفقدون الأمل فى أى عمل سلمي، وعدم وجود قادة خارج السجون تحول بينهم وبين العنف والتكفير".

وحول ما إذ كان انضمام بعض الشباب التابعين لجماعة الإخوان لداعش يتطلب أن تتجه الجماعة للمراجعة الفكرية، أكد ناجح قائلا: "ليست تلك الحادثة الأولى التى استوجبت من الإخوان ضرورة التحلي بالمراجعة الفكرية، فقد سبق ذلك العمل أحداث كبرى كانت تستوجب ضرورة المراجعة أمثال تصدى الجماعة للحكم وعدم القدرة على إدارة البلاد، وفشلها فى الإدارة، التفكير فى اعتصام رابعة، وخطاب رابعة والنهضة، وكذلك فى المقابل كان يتعين على الدولة أن تترك العقلاء من الجماعة خارج السجون من أجل إحياء السلمية بين صفوف شباب الإخوان".

وعن إدارة الجماعة، قال: "الجماعة ممزقة، وبالتالى إدارتها ممزقة بين العديد من الأطراف سواء فى بريطانيا أو فى تركيا أو قطر، وفى السجون، الأمر الذى يصعب معه وجود قيادة قادرة على لم شمل الجماعة، وإحكام السيطرة على الشباب، فأصبح كل شاب إخواني يتحرك وفقا لرغبته الشخصية، وفى الغالب يهيمن على الجميع الانتقام والعنف".

أكد نبيل نعيم، الجهادى السابق، أن هناك قنوات اتصال مفتوحة بين تلك التنظيمات الإرهابية وفى مقدمتهم تنظيم داعش وبين فئة من الشباب من تيار الإخوان وحازمون، خاصة أن ذلك الفصيل تبنى العنف فى حركات محلية مثل لواء الثورة وحسم.

وأضاف نعيم أن الاتصال بداعش والانضمام إلى التنظيم متاح، خاصة فى العراق وسوريا، فمجرد أن يذهب الشاب إلى سوريا والعراق وكذلك ليبيا عند محيط جبل درنة، يصبح فى قبضة داعش، وبالتالى الانضمام للتنظيم متاح عبر تلك المناطق.

وتابع: "انخراط شباب من قبل الإخوان وجماعة حازمون لداعش سواء فى ثوب التنظيم نفسه، أو من خلال الخلايا التابعة للتنظيم، أمر طبيعى لمسلسل العنف والتطرف الذى احتضنته الجماعة عقب نشوب ثورة الثلاثين من يونيو، والتعلل بالشرعية، خاصة أن الجماعة تجاهلت الواقع وأقنعت الشباب عقب نشوب الثورة بأن ما حدث ينال من الشرعية، على خلاف الواقع بأنها ثورة وإرادة شعب، الأمر الذى جعل بعض الشباب من الجماعة يتجه وبقوة للانضمام لداعش من أجل الدفاع عن الشرعية ومرسى".

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل