المحتوى الرئيسى

وقفة فقهية| ما حُكم قراءة القرآن كل عام للمُتوفى كل عام فيما يعرف بــ "الختمة" ؟ | أسايطة

02/18 11:04

الرئيسيه » أخر الأخبار » وقفة فقهية| ما حُكم قراءة القرآن كل عام للمُتوفى كل عام فيما يعرف بــ “الختمة” ؟

تقدم “الأسايطة”، إجابات فتاوى لقرائها الأعزاء وما يشغل بالهم في أمور الدين والدنيا، ويجسي عليها نخبة من علماء الأزهر والوعظ والأوقاف بأسيوط، ويسأل مواطن من قرية جحدم بمركز منفلوط فيقول: توفي أبي، ونقوم كل عام في ذكري وفاته بالاجتماع لقراءة القرآن الكريم كاملًا مع بعض الأصدقاء، على أن نتناول الغاء معًا بعد الانتهاء من القراءة والدعاء له… فما حكم ذلك العمل، وهل يصل ثواب هذه القراءة له؟ نرجو التوضيح والإفادة.

ويجيب على هذا السؤال الشيخ هاني صلاح الدين علي، إمام وخطيب ومدرس بمديرية الأوقاف بأسيوط، فيقول: الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: نقول للسائل الكريم وبالله التوفيق: إن قراءة القرآن وجعل ثواب القراءة للميت جائز شرعًا، ويصل الثواب للميت وينتفع به – إن شاء الله – ويستدل على ذلك بالأدلة الواردة في انتفاع الميت بعمل الحي في باب العبادات منها ما رواه الشيخان من حديث عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّهُ قَالَ: (كَانَ الْفَضْلُ بْنُ عَبَّاسٍ رَدِيفَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَجَاءَتْهُ امْرَأَةٌ مِنْ خَثْعَمَ تَسْتَفْتِيهِ، فَجَعَلَ الْفَضْلُ يَنْظُرُ إِلَيْهَا وَتَنْظُرُ إِلَيْهِ، فَجَعَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَصْرِفُ وَجْهَ الْفَضْلِ إِلَى الشِّقِّ الْآخَرِ، قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ فَرِيضَةَ اللهِ عَلَى عِبَادِهِ فِي الْحَجِّ، أَدْرَكَتْ أَبِي شَيْخًا كَبِيرًا لَا يَسْتَطِيعُ أَنْ يَثْبُتَ عَلَى الرَّاحِلَةِ، أفحج عَنْهُ؟ قَالَ: نعم).

ومنها ما رواه أبوداود من ابن عباس – رضي الله عنهما: (أن رجلاً قال: يا رسولَ اللهِ إن أُمَّه تُوفّيَتْ، أفينفعها إن تصدقتُ عنها؟ قال: نعم).

ومنها: ما رواه أبو داود من حديث عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم -قال لعمرو بن العاص: (إِنَّهُ لَوْ كَانَ مُسْلِمًا فَأَعْتَقْتُمْ عَنْهُ أَوْ تَصَدَّقْتُمْ عَنْهُ أَوْ حَجَجْتُمْ عَنْهُ بَلَغَهُ ذَلِكَ).

ومنها: ما رواه ابن ماجة من حديث ابْنِ بُرَيْدَة َعَنْ أَبِيهِ، قَالَ: (جَاءَتْ امْرَأَةٌ إِلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -فَقَالَتْ: يا رسول الله، إِنَّ أُمِّي مَاتَتْ وَعَلَيْهَا صَوْمٌ، أَفَأَصُومُ عَنْهَا؟ قَالَ: نعم).

فدلت هذه الأحاديث على وصول ثواب قراءة القرآن للميت إذ لا فرق بين انتفاعه بالصوم والحج وانتفاعه بقراءة القرآن.

قال ابن قدامة: “وأي قربة فعلها وجعل ثوابها للميت المسلم نفعه ذلك إن شاء الله”. ثم قال بعد أن ساق هذه الأحاديث التي ذكرناها آنفًا: “وهذه أحاديث صحاح، وفيها دلالة على انتفاع الميت بسائر القرب؛ لأن الصوم والحج والدعاء والاستغفار عبادات بدنية، وقد أوصل الله نفعها إلى الميت فكذلك ما سواها” المغني 2/ 423.

وقال ابن القيم: “وأما قراءة القرآن وإهداؤها له تطوعًا بغير أجرة فهذا يصل إليه كما يصل ثواب الصوم” الروح، ص: 142.

خلاصة القول فلا بأس بقراءة القرآن خالصًا لوجه الله بغير أجر ووهب ثوابها للميت ويصله الثواب بفضل الله تعالى، وهو مذهب جمهور أهل العلم من الحنفية والحنابلة ومتأخري المالكية واختيار الإمام النووي.

قال الشيخ الدردير: “الْمُتَأَخِّرُونُ عَلَى أَنَّهُ لَا بَأْسَ بِقِرَاءَةِ الْقُرْآنِ وَالذِّكْرِ وَجَعْلِ ثَوَابِهِ لِلْمَيِّتِ وَيَحْصُلُ لَهُ الْأَجْرُ إنْ شَاءَ اللَّه”.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل