المحتوى الرئيسى

ما الذي ينتظر الفتاة غير المتزوجة في الجنة؟ - صوت الأمة

02/17 22:34

لا نكاد ننسى ذلك المشهد الذي تظهر فيه الممثل الشابة "زينه" في فيلم "بنتين من مصر": وهي تقول متسائلة "فيه سؤال هموت واعرف إجابته، مش الحور العين دي بتبقى مكافأة الرجالة الصابرين اللي أطاعوا ربنا طول حياتهم؟ إحنا بقا البنات والستات مكافأتنا إيه؟"، فأجابتها الفنانة صبا مبارك قائلة "مفيش حاجة اسمها حور عين للمرأة، بس الست الصالحة هتُبعث مع شريك حياتها"، فردت "زينه" "طب احنا بقى متجوزناش. هنبعث يعني لوحدنا؟ عشان يبقى هنا وفوق كمان؟".

ذلك السؤال الذي طرحتة الممثلة "زينه" هو سؤال جميع بنات جنسها، عبرت عنه في محاولة لمعرفة مصيرهن في الحياة البرزخية، في الجنة.

فجميع كتب التفاسير والسنن تحدثت عن الرجال وعما وعد الله تعالى لعباده من الرجال في الجنة، وعن الحور العين التي تنتظر الذكور، وعن الأزواج ومتعتهن الجنسية في الجنة، بينما لم تذكر مصير النساء في الجنة، فهل لهن الغلمان المخلدون أم لهن حور عين من الرجال، وهل في الجنة جنس أم تأويل مفسرين؟

تعد النزعة الجنسية لدى الإنسان غريزة فطرية، فطر عليها الإنسان في الدنيا بهدف التناسل والتوالد، فقد ربط الله تعالى العملية الجنسية لدى الإنسان بالتناسل وجعلها وسيلة لإعمار الكون والإنجاب والتناسل حفاظا على النظام الكوني، فاعتبار أن الجنس في الإنسان غريزة فطرية دنيوية بهدف التناسل ينفي وجودها في الحياة الأخرة في الجنة، لأنه ابتلاء من الله في الدنيا ليختبر الإيمان والصبر لعباده.

وعلى ضوء هذا الرأي فسر العلماء بأن الجنة ليس فيها جنس لأن الدواعي الجنسية تنعدم فيها، حيث أن الأعضاء التناسلية ستختفي في الآخرة، لأن الله وصفها بالسوأة، فقال تعالى "فلما ذاقا الشجرة بدت لهما سوآتهما وطفقا يخصفان عليهما من ورق الجنة" حيث ذهب بعض العلماء أن الله تعالى أخرج آدم وزوجه من الجنة إلى الأرض بسبب ظهور السوأتين بعد أكلهما من الشجرة، لأن الله عز وجل تاب عليهما، ولكن بسبب ظهور السوأتين لم يعودا مؤهلين للبقاء في الجنة فأخرجهما منها.

فالجنة لا جنس فيها لأن الأجهزة التناسلية للإنسان تختفي لأنه ليس في حاجة إليها في الجنة، كما ليس في حاجة إلى كل الغرائز الأخرى التي كانت له في الحياة الدنيا، كغريزة الخوف، وغريزة حب الشهوات وغيرها من الغرائز الدنيوية، فالجنة ليس فيها جنس وليس فيها خوف، بل تنعدم فيها الغرائز.

واعتبر العلماء أن الاستمتاع الجنسي في الجنة يكون  بالحور لما منحهم الله تعالى من حسن  الصورة والهيئة، والخلقة والخلق، معتبرين أنه استمتاع معنوي لا ندرك مداه بعقولنا الدنيوية، ولايمكن ان تجري قوانين الآخرة على قوانينا الدنيوية، فللدنيا شأنها وللآخرة شأنها.

ماذا أعد الله للنساء في الجنة؟

يقول الدكتور محمد حسن المهدي استاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر، بأن النداء القرآني في الغالب يشمل الرجال والنساء، دون تخصيص، فلم نجده يقول  يا أيها الرجال، وإنما يقول يا أيها الذين آمنو، ولم يقل يا أيها النساء، ولكنه قال أيها المؤمنون، مشيرا إلى أن الجنة أعدت للمؤمنين والمؤمنات ع لى السواء دون تفرقة، فيقول تعالى " وَمَن يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ مِن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَٰئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلَا يُظْلَمُونَ نَقِيرًا"، فهنا يشمل الرجال والنساء دون تخصيص.

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل