المحتوى الرئيسى

زيادة السلع والخدمات «العصا السحرية» لمواجهة التضخم

02/17 21:25

حوار - صلاح الدين عبدالله:

اقبل التحديات، لكى تتمكن من الشعور بطعم النصر، فخلف كل عزيمة دافع، وبقوة الدافع تقوى العزيمة، وهكذا الرجل قلاع الصخور فى قاموسه إنما حصون من ورق لمن يملك الإصرار، والوصول إلى الهدف.

محمد فتح الله العضو المنتدب لشركة بلوم مصر لتداول الأوراق المالية... له بصمة، وحروف من نور يحفرها فى كل مكان كتبته له الأقدار، هكذا مسيرته، فلسفته تبنى على أساس من يتحدى هو من يعيش، ولا تجعل العوائق توقف مسيرتك، وحاول التعامل معها، دروس تعلمها الرجل فى محطات مسيرته التى لم تكن مفروشة بالورد.

«لليل نهاية والضوء قادم لامحالة» قالها لى حينما قابلته العام قبل الماضى بعد أيام من التعويم، ابتسامة عريضة تبدت على وجهه.. ولسان حاله يذكرنى بما قاله.. بتواضع الواثقين بالنفس، استقبلنى الرجل عند مدخل غرفة مكتبه، مرحباً.

«تداعيات التعويم القاسية تتلاشى، وبات للمشهد الاقتصادى هوية» كانت أولي كلمات الرجل، جلسنا وبدأ مطمئناً... نعم بالماضى كان التفاؤل يغزل خيوطه، والآن اكتملت الصورة، مع تدفق الاستثمارات الأجنبية، حتى وإن كانت بدايتها استثمارات، فى أدوات الدين، ولكن الغوث دائماً يبدأ بقطرة، والقطرة فى استثمارات المحفظة، مؤشر لتدفقات الاستثمارات المباشرة.

«أتمنى ألا تلجأ الحكومة إلى زيادة معدلات الفائدة لمواجهة غول التضخم، ولكن زيادة الخدمات، والسلع هى العصا السحرية لتحقيق ذلك» من هنا كانت نقطة الحوار.

الرجل من هواة الجلوس على مقعد المراقبين، ليس بهدف «التنظير»، وإنما لرؤية المشهد بصورة شاملة ودقيقة، ليتمكن من معالجة الأخطاء، والوقوف على الداء، لذلك يشدد على أن زمن المعدلات غير الطبيعية لأسعار الفائدة، انتهى بهدف الحفاظ على التنافسية العالمية، لمصلحة استقطاب الاستثمار الأجنبى.

أقاطعه قائلاً: لكن المخاوف من استثمارات المحفظة تتصاعد بين وسط كبير من المراقبين.

يجيبنى أنها «مرحلة وقتية سوف تنتهى، وسوف تستبدل بالاستثمارات المباشرة، والتى تتطلب دعماً، من خلال العمل على خفض أسعار الفائدة، وها هى تتحقق بعد تخفيض العائد على الإيداع والإقراض 1%، وكذلك العمل على ضم القطاع غير الرسمى إلى الدولة، القادر على توفير إيرادات كبيرة لموازنة الدولة، حيث إنه غير مقبول أن يحقق العديد من أصحاب المهن، والمجالات مكاسب باهظة من أعمالهم دون دفع ما عليهم من مستحقات».

الرجل حريص على كل كلمة يتحدث بها، باعتبارها مسئولية، تبنى على الدقة، لذا يعتبر أن الشمول المالى، سوف يلعب دورا كبيرا فى الحد من «الكاش» بيد رجل الشارع، حيث إن التعامل النقدى فى اقتصاديات الدول الكبرى، غير موجود.

دور المجموعة الاقتصادية طوال الفترات الماضية مثار جدل بين المراقبين، لكن «فتح الله» له وجهة نظر خاصة فى هذا الصدد، إذ يعتبر المجموعة الاقتصادية لم تتمكن من الاستفادة بمقومات الاستثمار، ومميزات المناخ الاستثمارى، وقدرتها على تحديد خطة متكاملة، واضحة المعالم، تساهم فى استقطاب الاستثمارات الأجنبية، مما يساعد على تحرك الأداء الاقتصاد، خلال الفترة القادمة إلى الأفضل.

حينما سألته منذ عام عن تقييمه للسياسة النقدية والمالية، كان وقتها غير راضٍ، حيث كانت وجهة

الصبر وسياسة النفس الطويل، سمات يحظى بهما الرجل، عندما يتحدث عن مناخ الاستثمار، يشدد على تغيير الثقافة، وتعديل الفكر الإدارى للموظفين حتى تكون لديهم القدرة على العمل، وعدم تعقيد الإجراءات، من خلال البعثات والدورات الخارجية، حيث إن تطوير الفكر الإدارى يساهم فى تحقيق رفع معدلات الاستثمار.

على مدار الأشهر الماضية الجدل مثار بين الخبراء، عن موعد الطروحات الحكومية، ومدى تداعياتها، لكن «فتح الله» يعتبر أن الوقت مناسب لهذه الطروحات، نتيجة لشهية المستثمرين، الراغبة فى المزيد من مثل هذه الاكتتابات، خاصة مع تعديلات قانون سوق المال التى أتاحت لتعدد الأدوات الاستثمارية.

الرجل فى جعبته الكثير للقطاعات القادرة على دعم الاقتصاد خاصة فى الصناعات التحويلية والخدمية والمقاولات والمشروعات الصغيرة، باعتبارها القادرة على تحقيق أحلام رجل الشارع، بتوفير فرص العمل، باعتبارها مشروعات كثيفة العمالة.

القطاع الخاص يشغل حيزاً كبيراً من اهتمامات الرجل، حيث إنه الداعم الأول للقطاع، لكن أى خروج عن النص من القطاع والإضرار بالسوق، تتدخل الحكومة بتحذيراتها.

محطات واجهها فى حياته، كان أصعبها مرحلة مواجهة المخاطر واستمرت 8 سنوات، ثم محطة إثبات الذات المستمرة، ساهم الرجل فى تحقيق نجاحات فى كل شركة تولى إداراتها، بل وصل بها إلى الريادة، وهو يطمح دائمًا فى تقديم الجديد، وغير المتوقع، ويسعى مع مجلس الإدارة بشركة بلوم مصر فى تنفيذ استراتيجية طموحة، للشركة ليكون عام 2018 الانطلاقة الحقيقية للشركة على المستويين المحلى والإقليمى.

الرجل منذ توليه الشركة حدد استراتيجية لإعادة الهيكلة الادارية، والارتقاء بمستوى وكفاءة العاملين، والتوسع الجغرافى خلال الفترة القادمة بافتتاح فروع جديدة تصل إلى 9 فروع خلال 5 سنوات القادمة.

الشركة التى يصل رأسمالها إلى 170 مليون جنيه، يمثل نسبة الأفراد بها 70%، ويمثل نسبة المؤسسات 30%، يسعى الرجل مع مجلس الإدارة خلال الفترة القادمة إلى التوسع الإقليمى مع مطلع العام القادم مستهدفاً فى ذلك منطقة الخليج.

أهم أخبار اقتصاد

Comments

عاجل