المحتوى الرئيسى

المستفيدون من سيارات «تحيا مصر»: «بنبيع بأسعار أقل من السوق.. وبنكسب أكتر»

02/16 10:28

قضى 3 أعوام من عمره يعمل فى محل بقالة صغير بصحبة والده، وبجوار المحل فرشة خضار تساعدهما فى تحسين دخل الأسرة، لكن «محمد إبراهيم» الشاب الذى أتم عامه الثلاثين، حاول البحث عن فرصة توفر له دخلاً أكبر يساعده فى خطوة الزواج التى يقبل عليه، «دخلنا من المحل كان يا دوب بيكفى الأسرة، لكن أنا هفتح بيت جديد وكان لازم أشوف مشروع أو فرصة عمل تانية»، يتحدث «محمد» الذى علم بمبادرة صندوق تحيا مصر لتوفير سيارة نقل مبردة، وهى المبادرة المعروفة بـ«الأسواق المتنقلة» التى أطلقها الصندوق منذ نحو عامين، اطلع الشاب على شروط المبادرة، ثم عرض الفكرة على اثنين من زملائه، فوافقا، وبدأ ثلاثتهم خطوات الحصول على السيارة التى كانت بمثابة مشروعهم الخاص الذى يحلمون بالنجاح فيه. منتصف العام الماضى، بدأ «محمد» بصحبة زميليه رحلة إنهاء الأوراق للحصول على السيارة التى تحمل شعار «تحيا مصر»، وفى شهر أكتوبر الماضى تسلم الثلاثة «سيارة العمر»، بحسب وصفهم، ضمن الدفعة الرابعة من سيارات النقل المبردة حمولة 5 أطنان، التى شملت 70 سيارة لعدد 210 مستفيدين، فى إطار تنفيذ مشروع إنشاء شركات النقل المبرد للشباب، الذى يتم تنفيذه بالتعاون بين الصندوق ووزارة التموين والتجارة الداخلية ووزارة التضامن الاجتماعى، ووزارة الصحة، بالتنسيق مع المحافظات وجهاز تنمية المشروعات المتوسطة والصغيرة والمتناهية الصغر، نزولاً على توجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسى بزيادة المنافذ السلعية ودعماً للشباب والعمل على تمكينهم اقتصادياً، وخُصص رأسمال للدفعات الأولى من المشروع بلغ 85 مليون جنيه، ويشمل نطاقاً جغرافياً يمتد لنحو 22 محافظة، هى: «القاهرة، الجيزة، القليوبية، الإسكندرية، الإسماعيلية، بورسعيد، شمال سيناء، البحيرة، كفرالشيخ، المنيا، بنى سويف، السويس، الدقهلية، المنوفية، دمياط، الشرقية، الغربية، الأقصر، أسيوط، الفيوم، قنا، سوهاج».

«محمد» شارك صديقيه للحصول على «السيارة المثلجة»: «بتساعدنى إنى أفتح بيتى».. و«على»: «بقينا مش ملاحقين على البيع وقسمنا الشغل لورديتين»

يضيف «محمد» بعد نحو 4 أشهر من انطلاق مشروعه الجديد: «إحنا لسه بنقول يا هادى، الحمد لله الأمور ماشية كويس وفيه ربح معقول بيطلع لكل واحد مننا إحنا التلاتة، بجانب الأقساط اللى بنقوم بتسديدها علشان نكمل الجزء المتبقى من تمن السيارة»، بلغ إجمالى ثمن السيارة التى حصل عليها «محمد» وزميلاه فى المشروع 206 آلاف جنيه، قاموا بسداد مبلغ 51.500 جنيه عند التسلم بنسبة 25% من القيمة الإجمالية، على أن يتم تمويل باقى ثمن السيارة والبالغ 154.500 ألف جنيه بقرض مباشر من جهاز تنمية المشروعات المتوسطة والصغيرة والمتناهية الصغر لمدة 6 سنوات، بعد منح العملاء فترة سماح قدرها شهر واحد لا يتم فيها سداد أى مبالغ ويتم سداد باقى ثمن السيارة بموجب 71 قسطاً شهرياً متساوى القيمة، يتابع الشاب الثلاثينى الذى من المقرر أن يقيم حفل زفافه منتصف العام الحالى: «ربنا يقدرنا ويرزقنا ونقدر نسدد الأقساط ونطلع مكسب كويس يفتح بيوتنا ويخلينا قادرين إننا نكمل ونبيع أكتر فى أماكن مختلفة»، النقطة الأساسية التى اختارها «محمد» كانت بالقرب من منزله بميدان المطرية بالقاهرة، يتردد عليه عشرات المواطنين يومياً، لا سيما الساعات الأولى من الصباح، أغلبهم ربات بيوت يقمن بشراء احتياجات المنزل من سيارته.

سيارة «تلاجة» كما يسميها أصحابها، باتت وسيلة لتحقيق غرضين، أولهما توفير فرص عمل لمئات الشباب، وثانيهما طرح كميات أكبر من البضائع فى الأسواق بأسعار أقل تكلفة، «على وعلاء وسامح» ثلاثة أصدقاء آخرون تشاركوا فى الحصول على سيارة لبيع المواد الغذائية المثلجة فى مدينة كرداسة بالجيزة، ساهم ثلاثتهم فى دفع المقدم قبل عام، ويواظبون حالياً على دفع الأقسام المتبقية، ومع زيادة الإقبال ونفاد أغلب المواد الغذائية لديهم فى ساعات قليلة قرروا تقسيم العمل إلى وردتين صباحاً ومساءً وضخ كميات مضاعفة من البضاعة وتوفير فرصة عمل لشخص رابع مقابل أجر شهرى، يقول «على» الذى يبلغ 32 عاماً، الأكبر سناً بين شريكيه: «كنا فى الأول خايفين الموضوع يفشل وماننجحش وفلوسنا تروح على الأرض ونبيع السيارة بالخسارة بعد سداد أقساطها، لكن الحمد لله فى أقل من سنة بقينا مش ملاحقين واتعاقدنا مع أحد منافذ وزارة التموين لزيادة كميات المواد الغذائية التى نحصل عليها، وقسمنا نفسنا لورديتين واتفقنا مع شخص رابع بقى شغال معانا لكنه مش شريك فى العربية، بياخد أجره الشهرى مننا»، لمزيد من الأرباح بدأ الأصدقاء الثلاثة التفكير فى الحصول على سيارة أخرى، لكن شروط المبادرة لا تسمح بذلك، ففكروا فى إنشاء «سوبر ماركت» إلى جانب السيارة، إلا أنهم لم يبدأوا بعد فى تنفيذ تلك الخطوة، يقول «علاء» ذو الـ28 عاماً: «فكرة المشروع بقت فى دماغنا، لأننا عايزين نطور نفسنا أكتر، غالباً هنستنى تمر نصف مدة الأقسام ونبدأ فى تنفيذ مشروعنا علشان نتوسع»، يضع «علاء» وزملاؤه مدة تتراوح من عام إلى عام ونصف العام للبدء فى تنفيذ الخطوة الجديدة. إلى جانب الشباب الذين قرروا شراء السيارة المثلجة لتكون «مشروعهم الخاص» الذى يبدأون رحلتهم من خلاله، لم يتوافر لآخرين فرصة شراء السيارة، لكن توافرت لهم فرصة العمل على سيارات بيع مواد غذائية تملكها وزارة التموين أو المحافظات، من بين هؤلاء «حسن عبدالله» الشاب العشرينى الذى حصل على فرصة عمل على إحدى السيارات التابعة لمحافظة القليوبية، فيقوم ببيع اللحوم والفراخ المجمدة والخضر وبعض أنواع الفاكهة على مدار وردية يومية تمتد لـ8 ساعات من الثامنة صباحاً حتى الرابعة عصراً، مقابل 1600 جنيه شهرياً، يقول «حسن»: «ببيع على عربية المحافظة أحسن ما أقعد فى بيتى، الشغل مش عيب، وأنا ببيع حاجات الناس محتاجاها، كان نفسى أقدر أحصل على عربية لكن مش معايا أى مبلغ مالى شايله على جنب، أنا على باب الله واتنقلت بين أكتر من شغلانة واستقريت هنا على عربية المحافظة»، يفكر «حسن» فى وظيفة أخرى خلال الوقت المتبقى من يومه لتحسين دخله، خاصة أن ورديته تنتهى الرابعة عصراً ويكون لديه ساعات طويلة يقضيها فى منزله أو مع زملائه، يضيف: «بحاول أشوف شغلانة تانية بالليل علشان أحسن دخلى، خاصة إنى عايش مع والدتى وأخواتى ومفيش مصدر دخل آخر باستثناء أخويا الأصغر منى بيشتغل فى مطعم وجبات جاهزة».

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل