المحتوى الرئيسى

نشاط تضامني مع طارق رمضان يفجّر جدلاً في المغرب

02/15 22:42

ما يزال طارق رمضان، المُفكر الإسلامي المثير للجدل، محتجزاً في فرنسا إثر توجيه النيابة العامة له تهما تتعلّق بالاعتداء الجنسي. الاعتقال خلفّ نقاشاً كبيراً بين المتعاطفين مع المفكر وبين المناوئين له، إذ تجاوز الكثير منهم المسار القضائي، فبرأه البعض منهم بينما أدانه البعض الآخر، في وقت عبّر فيه آخرون عن ثقتهم في القضاء الفرنسي. لكن في المغرب، اختارت ست جمعيات شكلاً آخراً من التضامن.

الجمعيات الست أعلنت عن تنظيم "تظاهرة مفتوحة للتواصل مع الجمهور"، وذلك في إطار "المبادرة الوطنية للتضامن مع طارق رمضان".و ما يثير الاستغراب في الموضوع أن جمعية تحمل اسم "الجمعية المغربية للدفاع عن استقلالية القضاء" توجد ضمن المنظمين!

الجدل في مواقع التواصل الاجتماعي حول هذه التظاهرة انصب حول طبيعة المتدخلين المعلنة أسمائهم. والذي يتقدمهم حسن أوريد، المفكر المغربي الذي عمل سابقاً ناطقاً باسم القصر الملكي ومؤرخا للمملكة، وكذلك عبد العلي حامي الدين، عضو الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية الذي يقود الحكومة، والخبير في الاقتصاد الإسلامي عبد الرحمن لحلو.

المنشور الذي يدعو للتضامن مع رمضان والذي أصدره الجمعيات الستة.

ومن الهيئات التي انتقدت تنظيم هذا النشاط، هناك فيدرالية رابطة حقوق النساء، التي أدانت في بيان لمكتبها الوطني مثل هذه المبادرات، إذ قالت إن "هذا التضامن يعدّ محاولة لشرعنة ثقافة الاغتصاب، وللتأثير على العدالة خصوصاً وأن القضاء لم يقل كلمته في القضية بعد".

غير أن عدداً من الشخصيات التي أعلنت هذه الجمعيات عن حضورها للتضامن مع طارق رمضان، نفت أن تكون قد وافقت على الحضور، ومنها عبد العلي حامي الدين الذي كتب على حسابه بفيسبوك أنه كان قد أبدى موافقته المبدئية على الحضور في لقاء ذي طبيعة فكرية بصفته الأكاديمية، لكن لم تتم استشارته في وضع اسمه في ملصق للإعلان عن نشاط ذو طبيعة تضامنية مع المفكر المعروف طارق رمضان، لافتا أنه اعتذر عن المشاركة في هذا اللقاء بسبب التزامات شخصية.

كما نفى حسن أوريد، في تصريحات صحافية، أن يكون قد أعطى موافقته لحضورهذه التظاهرة، وصرّح أنه رفض دعوة المشرفين على النشاط، مبررا أنه لا يمكن له التعليق على قضية لا تزال معروضة رهن القضاء الفرنسي.

النقاش حول طارق رمضان في المغرب أعاد إلى الأذهان وقائع وقفة احتجاجية سابقة، كان متعاطفون مع المغني سعد لمجرد، قد نظموها في الدار البيضاء في نوفمبر/ تشرين الثاني 2016، بعد اعتقاله بأسابيع في باريس على خلفية تهم الاعتداء الجنسي وجهتها ضده شابة. وقد مكّن القضاء الفرنسي سعد لمجرد من الحرية المؤقتة بعد أشهر من اعتقاله، بيدَ أن المغني غير قادر على مغادرة التراب الفرنسي بما أن القضية ما تزال معروضة أمام القضاء.

وإذا كانت المبررات التي سيقت لأجل التضامن مع سعد لمجرد قد انطلقت من أن جهات معينة تحاول الانتقام من المغني الشاب وتدمير سمعته بما أنه حقق نجاحاً ساحقاً في فترة قصيرة نسبياً، فإن المبرّرات التي قدمها المتضامنون مع طارق رمضان انطلقت من "وقوع هذا الأخير ضحية اليمين المتطرف والحركات النسوية والمتطرّفين المعادين للإسلام وصحافة الإثارة".

سعد المجرد، أو "المعلم" كما هو معروف لدى الكثير من عشاق أغانيه يقضي يومه الثاني في مركز شرطة بباريس بتهمة محاولة اغتصاب. اعتقال المجرد، الذي واجه تهمة مشابه من قبل، أحدث تفاعلات كبيرة على مواقع التواصل الاجتماعي. (27.10.2016)

المتضامنون مع طارق رمضان ليسوا حبيسي المغرب، فقد تجاوز عدد التوقيعات في عريضة تضامنية معه 44 ألفا. ينشر أصحاب هذه العريضة من حين لآخر تحديثات تخصّ مسار القضية، من بينها ما قدمه محامو طارق رمضان من "وثيقة طيران" تثبت أنه لم يصل إلى مطار ليون يوم 9 أكتوبر/ تشرين الأول 2009، أي اليوم الذي قالت واحدة من المشتكيتين ضد رمضان بأنه التاريخ الذي وقع فيه الاغتصاب، إلّا مع الساعة السادسة و35 دقيقة مساءً، بينما ادعت المشتكية أن رمضان اغتصبها بعد الظهيرة في المدينة ذاتها.

 ورغم أن اعتقال رمضان جرى بداية الشهر الجاري، إلّا أن التفاعل مع قضيته لم ينته بعد، خاصة وأن محكمة الاستئناف في باريس، أعطت اليوم الخميس (15 شباط/ فبراير) الأمر بالقيام بفحص طبي لطارق رمضان، بما أنه لم يستطع حضور جلسة كانت مقررة اليوم، لأجل إثباث حقيقة تدهور وضعه الصحي، وهو مبرّر وضعه محامو رمضان لأجل طلب الإفراج المؤقت عن موّكلهم، متحدثين عن أنه مستعد لتسليم جواز سفره ووضع كفالة بقيمة 50 ألف يورو وارتداء السوار الإلكتروني لأجل رصد تحرّكاته، حتى  انتهاء التحقيقات.

جدير بالذكر، أن جامعة أكسفورد البريطانية، حيث يتخصص طارق رمضان في الدراسات الإسلامية المعاصرة، قد أعلنت حصول هذا الأخير على إجازة من الجامعة باتفاق متبادل معها على خلفية الاتهامات الموجهة إليه، لافتة أن هذه الاتهامات تسبب ألماً كبيراً ومفهوماً، وأن هدف الجامعة الأساسي هو سلامة طلابها وموظفيها، غير أنها استدركت القول إن هذه الإجازة لا تعني وجود افتراضات مسبقة أو اعتراف بالذنب.

خمسة أشهر قضاها النجم المغربي وراء القضبان في سجن فرنسي، بعد أن اتهمته فتاة فرنسية باغتصابها وضربها في أكتوبر من عام 2017، وقد حصل صاحب أغنية "لمعلم" على الإفراج المؤقت وقام بإنتاج أغنية جديدة لكن القضية مازالت تنظر أمام القضاء الفرنسي.

اتهم الممثل أنتوني راب الممثل كيفن سبيسي بالتحرش به عام 1986 عندما كان راب وقتها يبلغ من العمر 14 عاما. وقال سبيسي إنه لا يذكر الواقعة وقدم اعتذارا لكن الأصوات ارتفعت في هوليوود بضرورة معاقبة سبيسي وكان أول رد فعل هو رفع دوره من فيلم (أول ذا موني إن ذا ورلد) ،الذي اكتمل تصويره، وإعادة تصويره بممثل آخر.

اتهمت امرأة النجم الأمريكي مايكل دوجلاس بفعل تصرفات مخلة بالآداب وقالت إنه تحرش بها لفظيا مرارا وأتى بفعل غير لائق أمامها عندما كانت تعمل لديه في الثمانينات. وقالت إن دوجلاس استخدم مرارا ألفاظا خارجة وإن الأمر وصل إلى حد تحسسه أعضاءه التناسلية أمامها خلال اجتماع عمل في شقته في نيويورك عام 1989.

اتهمت ابنة وودي ألن بالتبني المخرج السينمائي الشهير بالتحرش بها قبل أكثر من 25 عاما. وقالت إن ألن لمس مناطق حساسة من جسدها عندما كانت في السابعة من العمر. ونفى ألن (82 عاما) مرارا الاتهام الذي وجه إليه في بادئ الأمر عام 1992 وتجدد مؤخرا مع حملة "مي تو".

واجه أفليك عدة اتهامات بالتحرش الجنسي في أعقاب حملة "مي تو" وفي مقدمتها اتهام الممثلة هيلاري بورتون التي اتهمت الممثل الأمريكي بالتحرش بها قبل 14 عاما، كما واجه الممثل الحاصل على الأوسكار اتهامات أخرى من نجمات وعاملات في صناعة السينما.

اتهمت امرأة الممثل الأمريكي الشهير داستن هوفمان بالتحرش بها جنسيا عندما كانت متدربة مراهقة في موقع تصوير فيلمه التلفزيوني (ديث أوف إيه سيلزمان) عام 1985. واعتذر الممثل في بيان له عن ذلك التصرف وقال إنه يحترم النساء وأن ذلك التصرف "لا يعبر عنه".

يعد مسلسل "عرض كوسبي" الشهير واحدا من أنجح المسلسلات الكوميدية في ثمانينيات القرن الماضي، لكن كوتسبي اشتهر أيضا بمسلسل الاتهامات الجنسية في السنوات الأخيرة، إذ يواجه تهما تتعلق بالاغتصاب والاعتداء الجنسي على خمسين امرأة ومايزال القضاء الأمريكي ينظر في هذه القضايا.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل