المحتوى الرئيسى

بقايا زوج.. مدمن يعرض زوجته لطالبي المتعة الحرام

02/15 21:14

عندما يغزو الطمع النفس البشرية يتلاعب بها ويختلط الحلال بالحرام، وتعمى العين عن رؤية الحق والشرف ويدخل الضمير فى سبات عميق لتتغلب عليه النفس الشريرة، عندما يكون بريق المال أهم من صون الكرامة والعرض.

حلمت «منى» بالفارس الذى يتزوجها، مثل باقى البنات، ورسمت فى ذهنها صورة له كالبطل فى الأفلام الأجنبية الذى يحميها من أى خطر ويفاجئها بالهدايا والفسح الرومانسية بدون مناسبة، ويحضر لها الورد مع الشيكولاتة التى تحبها، ويجلس بجوارها أثناء تعبها ويحضر لها الطعام إلى أن تسترد صحتها، يجعلها تبتسم طوال الوقت فهو يراعى مشاعرها ولا تخرج منه كلمة تجرحها، كريماً معها فى مشاعره وأمواله يضعها بين يدها بكل ثقة، بهذه الصورة رسمت «منى» صورة فارس أحلامها الذى ستتزوجه ولنتوافق على أى شخص لن يحمل هذه المواصفات حتى إذا ظلت بلا زواج طول حياتها.

لكن تأتى الرياح بما لا تشتهى السفن، حيث توفى والدها فى حادث أثناء سفرهما لرحلة استجمام فى طريق العين السخنة، وجدت الجميع فى هذا الموقف يحاول مواساتها والوقوف بجانبها، ولكن بعد شهور، الكل انشغل بحياته وتناسى «منى» التى أصبحت فى ليلة وضحاها بلا أم ولا أب، وأصبحت مطمع شباب المنطقة، لما تتمتع به من جمال هادئ جذاب، بالإضافة إلى الثروة التى تركها لها والداها، وجلست كثيراً فى الليل وحيدة تبكى لفقدان والديها وتركها تشعر بالوحدة والخوف ويتملكها شعور بعدم الأمان.. تصلى وتطلب أن يرزقها الله بعريس يصونها ويؤنس وحدتها وتؤسس أسرة تعوضها عن فقدان أهلها.

وفى أحد الأيام أثناء عملها فى شركة إعلانات، جاء لها صاحب مطعم يطلب منها عمل حملة إعلانية لمطعمه الجديد، وهنا بدأ يخرج شعاع الإعجاب ليربط بينهما وتطور إلى علاقة حب خلال مقابلات العمل، وفى إحدى الليالى الممطرة وجدت اتصالاً منه يفاجئها بطلب الزواج قائلاً: لم أشعر بالوحدة وأن شيئاً ينقصنى إلا بعدما تعرفت عليك وشعرت بأنك أنت من يكلمنى رغم أننى كنت أرفض فكرة الزواج لكن لا أعرف ماذا فعلتِ بقلبى الذى أصبح ينبض بك.. صورتك أصبحت لا تفارق خيالى وصوتك وكلامك أتخيله فى كل موقف.. أشعر بأننى أصبحت أسير إليك دون أن أدرى وفى هذه الليلة شعرت بأن وجودك سيملأ منزلى بالدفء والحياة.. أتمنى أن توافقى ولن أتركك دون أن توافقى وسأفعل المستحيل حتى أجعلك سعيدة.. أنت حتى فى أحلامى لم تتركينى، وتأتين لى فى كل أحلامى.

بصوت أنثوى رقيق ترد بخجل: أنا أشعر بحبك.. لكن الزواج حاجة كبيرة جداً.. لا أستطيع أن أرد عليك الآن، لأننى أحتاج لوقت طويل حتى أستطيع أن أتخذ قراراً فى هذا المشروع الضخم.. أنا سأنتظرك مهما طال الانتظار، فأنا لن أتزوج غيرك.. اعتادت يومياً على مكالمة منه ولم تعلم هل أصبحت تحبه أم اعتادت على وجوده فى حياتها ولكن حسمت هذه الحيرة بقرار زواجها منه حتى تهرب من مشاعر الوحدة التى تحاصرها وتحصن نفسها من مطامع الناس.

تعالت الزغاريد ودقت الطبول تزف العروسين «منى» و«أمير» ليدخلا إلى عش الزوجية للإعلان عن حياة جديدة تودع فيها إحساس الوحدة، وعاش الزوجان أياماً جميلة وسافرا لقضاء شهر العسل والاستمتاع بالرحلات البحرية والحفلات البدوية والتقطا الصور التذكارية لهما والتى جسدت اللحظات الرومانسية بينهما، ليعودا إلى الحياة العملية والتى كانت سبباً فى مشاكل كثيرة بينهما، حيث تعرض الزوج إلى ضغوطات فى العمل بعد عامين من الزواج، وحاول أن يهرب منها باستخدام المخدرات حتى يتوه عقله بعيداً عن هموم ومشاكل الواقع، وتعرض إلى الإفلاس وباع محلاته إلا أنه استمر فى طريق الإدمان، ولم يجد سوى أموال زوجته حتى ينفق

حاولت «منى» مراراً وتكراراً أن تقف بجانبه وتعالجه من هذا السم إلا أن إرادته كانت ضعيفة، والإدمان سيطر عليه بشكل كامل وتعرض لانتكاسات كثيرة أثناء علاجه، ولم يرغب فى أن يستكمل العلاج وطلب من زوجته أن توفر له المال بأى ثمن وإلا سيكون العقاب طردها من شقته، حيث لم يكن لها ملجأ آخر وهددها بحرمانها من ابنتها والتى كانت نقطة ضعفها وعندما اعترضت وصرخت فى وجهه «حرام عليك انت اخدت كل فلوسى، وميراثى صرفته على مزاجك دلوقتى عايز ترمينى فى الشارع وتحرمنى من بنتى، حسبى الله ونعم الوكيل».

لم تجد «منى» سوى يده تلقنها عدة لكمات على وجهها صارخاً «إنت بتحسبِنى عليا وبتذلينى بفلوسك»، ليجرها من ملابسها ويلقيها خارج الشقة قائلاً: لما تجبيلى فلوس تمن مبيتك فى الشقة تبقى تدخلى».

لم تجد أحداً فى هذا الوقت من الليل غير جارتها التى فتحت لها شقتها واحتضنتها وقضت ليلتها عندها وفى الصباح الباكر توجهت إلى مقر عملها وطلبت سلفة لمرورها بأزمة مالية ولم تكن الأولى، فتم رفضها حتى تسدد الأخيرة، فذهبت إلى أحد زملائها فى العمل وطلبت منه مبلغاً مالياً إلا أنه حاول أن يستغلها وطلب منها أن يقابلها ولمحت فى عينيه نظرات الشهوة، فانصرفت خاوية اليدين، ولم تجد سوى أحد العملاء لديها وطلبت منه مبلغاً مالياً لكنه كان أسوأ من زميلها فى العمل، حيث صارحها مباشرة بأنه كان ينتظر أن تكلمه لأنه يعلم ظروفها وسيعطيها ما تريد ولكنه يرغب فى قضاء سهرة حمراء معها، فأغلقت الهاتف فى وجهه وظلت تبكى طول الطريق وهى تفكر فى ابنتها كيف تقضى ليلتها مع هذا المدمن المتوحش، وأسرعت إلى شقتها لتجد الباب مفتوحاً وزوجها ممدد على الأرض عقب تناوله جرعة كبيرة من المخدرات، دخلت لغرفة ابنتها التى هرولت عليها واحتضنت والدتها قائلة: وحشتينى يا ماما أنا زعلانة من بابا خالص بابا وحش.. لتبكى الأم أنت كمان وحشتينى. ليسترد الأب وعيه صارخاً فى زوجته: «فين الفلوس.. أنا قلت لك مش هتدخلى الشقة غير لما تجيبى تمن مبيتك فيها، لتطلب منه مهلة إلا أنه رفض وعندما صرحت له بعدم وجود أى أحد يريد أن يسلفها إلا بمقابل جسدها فتهلل فرحاً قائلاً: ايه ده يعنى جسمك ده جايب سعر.. بعيه وهاتيلى فلوس وإلا مش هتشوفى بنتك تانى وهخليكى تنامى فى الشارع.

أهم أخبار حوادث

Comments

عاجل