المحتوى الرئيسى

كل ما تحتاجون معرفته عن الجيت لاغ وغلاظته وحلوله

02/15 17:38

اضطراب الرحلات الجوية يعني الاستيقاظ المفاجئ في منتصف الليل، والشعور بالنعاس طوال النهار، وإرهاق شديد، والتغيّب عن المواعيد وعدم القدرة على التركيز على المهمات المطلوبة، وغيرها من الأمور التي قد تدوم بضعة أيام، مما يؤثر سلباً على تجربة السفر.

بمعزل عن الحقائب الثقيلة والانتظار الطويل في المطار حتى موعد إقلاع الطائرة، لا شيء يمكن أن يفسد متعة السفر إلا الوقوع في فخ الجيت لاغ.

إن ظاهرة الجيت لاغ التي تُعرف باللغة العربية بـ"اختلاف التوقيت" أو اضطراب الرحلات الجوية الطويلة، هي حالة فيزيولوجية تصيب بعض الأشخاص الذين يسافرون مسافات بعيدة، فهذا النوع من السفر الطويل والسريع عبر مناطق زمنية عديدة يولد لدى هؤلاء المسافرين الشعور بالتعب والإجهاد.

ولكن ما هو السبب العلمي لحدوث هذه الظاهرة؟

عند التنقل بين المناطق الزمنية، تكون الساعة البيولوجية للجسم خارجة عن التزامن مع وقت الوصول، مما يسبب لدى البعض اضطراباً في النمط الطبيعي للجسم وعدم القدرة على التكيّف مع الجدول الزمني الجديد.

أما المشكلة الأكبر فتكمن في مواعيد النوم: برغم أن الوقت قد تأخّر ويجب عليهم الخلود إلى النوم، فإن عقولهم نرفض الاستسلام للنوم بسب التضارب في الجدول الزمني وعدم التكيّف مع التوقيت الجديد، وهكذا يصبح النهار ليلاً والليل نهاراً لدى بعض الأفراد، الأمر الذي يسبب لهم أرقاً واضطرابات في النوم وخللاً في مواعيد تناول الطعام والعمل وممارسة عاداتهم الروتينية.

شارك غردالسفر شرقاً أكثر صعوبة من الطيران نحو الغرب الذي يعطي الأفراد المزيد من الوقت للتكيّف مع الجدول الزمني

شارك غردكلما كان الشخص أكبر في السن كانت أعراضه أشد واحتاج إلى وقت أطول لتكيّف الساعة البيولوجية لديه

يصيب"اختلاف التوقيت" جميع الأعمار، إذ إن الأطفال والرضع يمكن بدورهم أن يعانوا من هذه الأعراض، إنما بخلاف ما هو سائد، فإن طريقة التكيّف مع الجدول الزمني الجديد تكون لديهم أسرع من البالغين: كلما كان الشخص أكبر في السن كانت أعراضه أشد واحتاج إلى وقت أطول لتكيّف الساعة البيولوجية لديه.

هناك عدة مؤشرات تدل على أن الشخص يعاني من ظاهرة "اختلاف التوقيت"، ففي حين أن الأعراض تختلف من شخص إلى آخر، فإنها في الغالب تشمل التالي: اضطرابات في النوم، أرقاً، خمولاً، تعباً شديداً، صداعاً قوياً، صعوبة في التركيز، اكتئاباً بسيطاً، فقدان الشهية، دواراً، اضطرابات في الجهاز الهضمي، مثل الإسهال أو الإمساك، وغيرهما.

أما الشق الأخطر في الموضوع، فهو بروز بعض الأعراض الجدية التي تؤدي إلى أزمات صحية لا يمكن تجاهلها لدى الأشخاص الذين يتعرضون كثيراً لهذه الظاهرة، كاحتمال التعرض لأزمة قلبية، وازدياد مخاطر الإصابة بمرض السرطان وإحداث ضرر كبير للذاكرة.

يجهل البعض أن وجهة السفر تؤثر سلباً أم إيجاباً في حدوث الجيت لاغ، فالسفر مثلاً ضمن نفس المنطقة الزمنية لا يسبب اضطرابات فيزيولوجية، خاصةً أن الوقت يبقى على حاله، في حين أن السفر من الغرب إلى الشرق يسبب "خللاً" لدى غالبية الناس، كونهم "يخسرون" الوقت.

فعلى سبيل المثال، السفر من العاصمة واشنطن إلى مكة يفقد المسافرين ثماني ساعات، وبالتالي فإن وجبات الطعام، وأوقات النوم، وغيرها من العادات اليومية تنقلب "رأساً على عقب" بعد اختلاف المواعيد وتغير الجدول الزمني.

وعليه، يعتبر السفر شرقاً أكثر صعوبة من الطيران نحو الغرب الذي يوفر ساعات إضافية عند الوصول إلى المنطقة الزمنية الجديدة، مما يعطي الأفراد المزيد من الوقت للتكيّف مع الجدول الزمني الجديد.

يعتمد التعافي من الجيت لاغ على عدد المناطق الزمنية التي يتم عبورها أثناء السفر، إلا أنه في الإجمال يتطلب الأمر يوماً لكل منطقة زمنية تم عبورها، وبالطبع، كما أشرنا في السابق، يختلف تأقلم الجسم على الجدول الزمني الجديد وفق كل فرد وعمره.

وضع موقع "فوربس" بتصرف القراء بعض النصائح للقضاء على الجيت لاغ، منها:

أخذ قسط وافر من الراحة قبل الإقلاع، إذ من المهم أن تستعدوا بشكل صحيح لدورة النوم الخاصة بكم، وذلك من خلال التوجه إلى السرير قبل 6 ساعات على الأقل من موعد إقلاع الطائرة، ومن المفضل الخلود إلى النوم قبل موعدكم بساعة خلال الأيام القليلة التي تسبق سفركم إلى الشرق. أما في حال كنتم تتجهون إلى الغرب فيجب أن تتأخروا عن موعد النوم ساعة على الأقل.

وفي المطار، لا تبقوا جالسين في أماكنكم بل حاولوا أن تكونوا نشطاء من خلال السير والتسوق وتناول بعض الأطعمة الغنية بالمعادن مثل الخضار والفاكهة مع الابتعاد طبعاً عن المنبهات والمشروبات الغنية بالكافيين. وحاولوا أن تجلسوا بالقرب من النافذة لكي تستفيدوا من أشعة الشمس والضوء.

وفي الطائرة إن لم تساعدكم الحركة أم مشاهدة فيلمٍ ما والسماع إلى الموسيقى، فبإمكانكم اللجوء إلى الأدوية الطبيعية والمشتقة من الأعشاب التي تساعد على الاسترخاء والنوم مثل زيت اللافندر والميلاتونين والبيكنوغينول.

وعند الوصول إلى وجهتكم، اِحرصوا على الاستفادة من أشعة الشمس والسير في الهواء الطلق واكتشاف معالم المدينة، إضافة إلى أخذ "دوش" منعش والإكثار من شرب المياه لترطيب أجسامكم طوال الوقت. تنامون لاحقاً.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل