المحتوى الرئيسى

سيريل رامافوزا «المناضل الثري».. رئيسًا لجنوب أفريقيا

02/15 19:40

يعد سيريل رامافوزا، الرئيس الجديد لجنوب أفريقي، سياسيًا بارزًا في الوسط السياسي بجنوب أفريقيا، حيث شغل سابقًا منصب "نائب الرئيس" جاكوب زوما منذ 2014، وكان يعد واحداً من المقربين من «أيقونة» النضال الأفريقي، الراحل نيلسون مانديلا.

يرصد "اليوم الجديد" أهم المحطات السياسية للرئيس الجنوب الأفريقي الجديد:

يتمتع رامافوزا بقدرات تفاوضية لافتة أهلته ليكون خبيرًا استراتيجيًا، قاد التفاوض باسم حزب "المؤتمر الوطني الأفريقي"، أثناء انتقال جنوب أفريقيا من مرحلة الفصل العنصري إلى الديمقراطية، ولقد لعب الرجل دورًا حاسمًا ومحوريًا، إلى جانب رفيقه المحامي رولف ماير، في مفاوضات جنوب أفريقيا الشاقة لإنهاء «الفصل العنصري» سلميًا، وفي قيادة البلاد إلى أول انتخابات ديمقراطية حقيقية في أبريل 1994.

ولد ماتاميلا سيريل رامافوزا في ثوهوياندو بأقصى شمال إقليم الليمبوبو في شمال جنوب أفريقيا، يوم 17 نوفمبر1952، وكان الولد الثاني من بين ثلاثة أشقاء لأبيهم رجل الشرطة المتقاعد صمويل رامافوزا، ونشأ من ثم في ضاحية سويتو الشعبية السوداء على أطراف مدينة جوهانسبورغ، كبرى مدن جنوب أفريقيا، ودرس في مدارسها وأنهى المرحلة الابتدائية بمدرسة تشيليدزي، والمتوسطة في مدرسة سيكانو نتواني، وأنهى دراسته الثانوية في مدرسة سيباسا، ثم تسجل بعد ذلك لدراسة القانون في جامعة الشمال – تورفلوب عام 1972.

ومنذ دخوله الجامعة، انخرط الطالب الشاب الطموح في النشاط السياسي الطلابي، فانتمى لمنظمة "طلاب جنوب أفريقيا" المعروفة بـ(ساسو)، ثم تنظيم "تجمع الطلاب السود"، ما تسبب في سجنه ووضعه في الحبس الانفرادي لمدة 11 شهراً في 1974، تحت مظلة قانون مكافحة الإرهاب.

واعتقل رامافوزا لمدة ستة أشهر مرة أخرى في 1976، في أعقاب اضطرابات عمالية عنيفة شهدتها ضاحية سويتو، وبعد إطلاق سراحه اختار أن يعمل كاتبًا في أحد مكاتب المحاماة في جوهانسبورغ، ومواصلة دراسته عن طريق المراسلة مع جامعة جنوب أفريقيا التي حصل منها على الإجازة في القانون عام 1981.

وبعد نيله لدرجته الجامعية، عمل رامافوزا مستشارًا قانونيًا لـ"المجلس الوطني لنقابات العمال". ثم أسهم بشكل كبير في إنشاء نقابة "اتحاد عمال المناجم" عام 1982، غير أن سلطة الفصل العنصري ألقت القبض عليه لدوره في تأسيس هذا الاتحاد، ووجهت له اتهامات بتنظيم أو التخطيط للمشاركة، في اجتماعات غير مشروعة.

في ديسمبر 1982، تم اختيار رامافوزا أول سكرتير للاتحاد الوطني لعمال المناجم، اعترافًا بفضله ودوره في الإعداد لتكوين الاتحاد، وظل محتفظًا بهذا المنصب، حتى استقالته منه، وذلك في أعقاب انتخابه أمينًا عامًا لحزب «المؤتمر الوطني الأفريقي»، في يونيو 1991، ويذكر أنه أثناء قيادته الاتحاد الوطني لعمال المناجم، اتسع نفوذ هذا الاتحاد وارتفعت عضويته من 6 آلاف عضو عند تأسيسه، إلى 330 ألفاً في 1992، وبذلك سيطر الاتحاد على نصف عدد القوى العاملة السوداء في صناعة التعدين، وخلال وجوده أمينًا عامًا، قاد رامافوزا مع رئيس الاتحاد جيمس موتلاتسي ونائبه إيليا باراي، عمال المناجم في واحد من أكبر الإضرابات في تاريخ دولة جنوب أفريقيا. كذلك شغل رامافوزا، منصب رئيس اللجنة الوطنية التي نسقت ترتيبات الإفراج عن الزعيم الراحل نيلسون مانديلا، ونظمت المهرجانات التي احتفت به، إضافة إلى عضويته في اللجنة الدولية لاستقبال مانديلا.

ترأس سيريل رامافوزا فريق التفاوض عن المؤتمر الوطني الأفريقي في 1991، أثناء مباحثات إنهاء الفصل العنصري مع حكومة الحزب الوطني، ثم انتخب عضوًا في البرلمان في أول انتخابات ديمقراطية كاملة عام 1994، ثم رئيسًا للهيئة الدستورية. ويحفظ له تاريخ الدولة دوره البارز في تكوين حكومة الوحدة الوطنية التي أنهت الفصل العنصري.

إلا أن رامافوزا، رغم سيرته ونضاله، خسر السباق الرئاسي ضد منافسه الأقوى ثابو مبيكي، السياسي اللامع وابن المناضل القديم غوفان مبيكي (رفيق مسيرة مانديلا)، فاستقال من مناصبه السياسية في يناير 1997 وتفرغ للعمل في القطاع الخاص، فعمل مديراً لـ "شركة أفريقيا الجديدة للاستثمارات المحدودة."

مع هذا انتخب رامافوزا مرة أخرى في ديسمبر 2007 لعضوية اللجنة التنفيذية الوطنية لـ"المؤتمر الوطني الأفريقي"، ودفعت قدراته السياسية والنضالية اللافتة القيادي البارز في الحزب ديريك هانيكوم الطلب منه الترشح لرئاسة الحزب بقوله: "نحن بحاجة إلى زعماء من عيار الرفيق سيريل، أعلم جيدًا أنه مجيد في الأعمال التجارية، لكني حقًا أتمنى أن يوظف ما حصل عليه من مال، في تكثيف حضوره للحصول على منصب أعلى."

وكان رامافوزا يرد على معجبيه عادة بمزحة، متى ما كان الحديث متعلقًا بتوليه منصبًا سياسيًا، وظل يلوح بعزوفه عن المناصب السياسية، إلى أن انتخب نائبًا للرئيس جاكوب زوما 17 ديسمبر 2012.

وفي الانتخابات الحزبية، حصل على أصوات قياسية أمام اثنين من منافسيه الأقوياء، ما أهله للفوز بمنصب نائب رئيس المؤتمر الوطني الأفريقي، وهو المنصب الذي ظل محتفظًا به، إلى أن انتخب أخيرًا في 18 ديسمبر2017، رئيسًا للحزب.

واجه رامافوزا في الانتخابات على منصب رئيس الحزب، منافسين وسياسيين بارزين وأقوياء في قيادة المؤتمر، من بينهم الدكتورة نكوسوزانا دلاميني زوما، الزوجة السابقة للرئيس جاكوب زوما والرئيسة السابقة لمفوضية الاتحاد الأفريقي والوزيرة السابقة للخارجية والداخلية والصحة، وباليكا مبيتي نائبة رئيس جنوب أفريقيا السابق ورئيسة مجلس الأمة الحالي. 

ولكنه وجد، في المقابل، دعماً قوياً من شخصيات بارزة داخل الحزب التاريخي متحمسة لتحسين صورته تحت قيادة كاريزمية، بعدما عانى في الفترة الأخيرة من النفور وتهم الفساد، وهذا بالإضافة إلى الدعم والثقل والزخم الذي يوفره له الاتحاد الوطني لعمال المناجم.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل