المحتوى الرئيسى

بعد سنوات من التوتر.. تركيا تتوسل الود الألماني

02/15 17:31

تشهد العلاقات الألمانية التركية توترًا وتراجعًا على خلفية ملفات أمنية وسياسية أدت إلى حالة من الفتور، فالعلاقات بين البلدين خاصة في عهد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لم تشهد أيا من الاستقرار.. ووسط هذا التوتر بدأ المسؤولون الأتراك يتوددون إلى الجانب الألماني من خلال دعوات يطالبون من خلفها بالصفح وطي سنوات الخلاف.

استبق رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم، لقائه اليوم الخميس بالمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل بالدعوة لفتح صفحة جديدة في العلاقات بين البلدين، وقال في تعليقه على علاقات بلاده مع ألمانيا خلال مقابلة أجرتها معه القناة التلفزيونية الألمانية الأولى: "اعتقد أنه حان الوقت لفتح صفحة جديدة".

وأشار رئيس الوزراء التركي، الذي يزور برلين للمشاركة في المؤتمر الـ53 للأمن في ميونخ، إلى أنه سيلتقي المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل الخميس، وسيبحثان القضايا التي تهم البلدين، مضيفا: "دعونا نفتح صفحة جديدة، وننسى الماضي، وننظر إلى المستقبل ونوسع العلاقات".

هذه ليست المرة الأولى التي تدعو فيها أنقرة لفتح صفحة جديدة من العلاقات مع برلين، فخلال الأسبوع الماضي، أكد المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم قالن تطلع الحكومة إلى "فتح صفحة جديدة في العلاقات التركية الألمانية"، مرجعا هذا إلى الجهود الدبلوماسية المبذولة وتشكيل ائتلاف حكومي جديد في برلين.

وقال قالن للصحفيين في أنقرة: "نتوقع من الحكومة الألمانية القادمة أن تقوم بخطوات، إدراكا لأهمية تركيا كحليف، ومحورية دورها كدولة، في المنطقة"، حسبما نقلت وكالة الأنباء الألمانية.

وشدد على ضرورة عدم التضحية بالعلاقات الاقتصادية والثقافية "في مقابل حسابات سياسية قصيرة الأجل".

وربما تأتي مساعي تركيا نظرا لأن برلين شريكا تجاريا كبيرا لأنقرة، كما يعيش في ألمانيا الملايين من ذوي الأصول التركية، ويبدو أن سعي تركيا في محو الخلافات مع ألمانيا من أجل التقدم خطوة في تحقيق حلمها للوصول إلى الاتحاد الأوروبي ، يأتي في وقت تدفع فيه تركيا مرة آخرى من أجل السماح لمواطنيها بدخول الاتحاد الأوروبي دون تأشيرات.

تأتي هذه الدعوات التركية بعد منعطفات حادة مرت بها العلاقات بين البلدين، إذ سبق لوزير الخارجية الألماني زيجمار غابرييل، أن أعلن عن مراجعة برلين لسياستها مع تركيا، وعلى وجه الخصوص الحد من التعاون الاقتصادي والاستثمار.

وقال الوزير الألماني: "إن الذي يرفض خدمة مئات الآلاف من المسؤولين والجنود والقضاة، ويسجن عشرات الآلاف من الناس بما في ذلك النواب والصحفيين والمدافعين عن حقوق الإنسان، ويقوم بمصادرة الممتلكات، ناهيك عن إغلاق المئات من وسائل الإعلام، واتهام عشرات الشركات الألمانية بشكل عشوائي بدعم الإرهابيين، ويدعو إلى إعادة عقوبة الإعدام، من الواضح أنه يريد أن يدفع بعجلة التاريخ إلى الوراء".

وأضاف غابرييل، لقد غيرت أنقرة القيم الأوروبية والمبادئ التي تأسست عليها منظمة حلف شمال الأطلسي.. وعلى الرغم من تعدد اللقاءات التي أجراها وزيرا خارجية البلدين إلا أن ذلك لم يسهم في حل الأزمات المتفاقمة في العلاقات بين البلدين.

بدأ تراجع العلاقات الألمانية التركية في يونيو 2016، عندما وصف البرلمان الألماني أحداث 1915 بـ"الإبادة" ضد الأرمن، الأمر الذي ردت عليه تركيا بإصدار قرارٍ يمنع وصول النواب والمسؤولين الألمان إلى قاعدة لحلف شمال الأطلسي في إنجرليك بولاية أضنة.

ومن نقاط الخلاف بين البلدين، عدم اهتمام برلين بالأسماء التي سلمتها لها أنقرة، وتضم لائحة مطلوبين من جماعة "جولن" الإرهابية، كما يعتبر منح ألمانيا حق اللجوء لبعض ضباط محاولة الانقلاب الفاشلة في تركيا يوليو 2016، أحد أسباب الخلافات الأمنية بين الجانبين.

كما فاقم من تدهور العلاقات بين البلدين، قرار السلطات الألمانية منع وزراء ونواب أتراك، من ممارسة الدعاية الإعلامية قبيل استفتاء التعديلات الدستورية الذي أجرته تركيا العام الماضي.

أدت تصريحات أردوغان التي هاجم خلالها ميركل ومسؤولين ألمان مرات عدة، إلى التسبب في مزيد من التوتر في العلاقات بين البلدين، ففي إحدى تصريحاته قال الرئيس الإخواني: "أقول لميركل: إذا كنت غير قادرة حتى على تحمل العلاقات الحالية بين تركيا والاتحاد الأوروبي، إذن، تحلي بالشجاعة وأعلني ذلك".

كما دعا أردوغان في أغسطس الماضي، الأتراك في ألمانيا، للتصويت ضد ميركل وحلفائها، قائلا: "إن حزب المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل وحلفاءه أعداء لتركيا وأدعو الناخبين الأتراك في ألمانيا إلى عدم التصويت لهم في انتخابات الشهر المقبل".

وأضاف أردوغان وفقا لوكالة "رويترز": "أدعو كل أبناء بلدي في ألمانيا: حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي والحزب الديمقراطي الاشتراكي وحزب الخضر جميعها أعداء لتركيا. أدعموا الأحزاب السياسية التي ليست في عداوة مع تركيا".

كما كان لإلقاء السلطات التركية القبض على الصحفي الألماني التركي الأصل "دنيز يوجيل" منذ عام، وذلك للاشتباه بمشاركته في نشاط يمارسه تنظيم إرهابي وسوء استخدام المعلومات ونشر الفكر الإرهابي ، تداعيات خطيرة على العلاقات.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل