المحتوى الرئيسى

من منزل ميت أبو الكوم إلى القصر الجمهوري.. قصص 6 مساكن أقام بها «السادات»

02/15 16:10

لم تكن النقلة المعيشية في حياة الرئيس الراحل أنور السادات بشيء يستوعبه العقل، والمؤكد أنها خلقت بداخله نوعًا من أنواع الصراع النفسي، كما قال الكاتب الراحل حسنين هيكل في كتابه "خريف الغضب"، فمن حياة الفقر في قرية ميت أبو الكوم بالمنوفية، وصولًا إلى حياة الترف في القصر الجمهوري، عدد من محطات الترقية داخل الطبقات الاجتماعية لم يكن يتوقع هو صعودها بتلك السرعة، ويظهر ذلك واضحًا في المنازل التي سكنها رئيس مصر الثالث، والتي نستعرضها لكم بالتفصيل في التقرير التالي..

منزل العائلة في ميت أبو الكوم

هنا أبصر أنور محمد محمد السادات نور الحياة، تحديدًا في يوم 25 ديسمبر من عام 1918، حيث بعث والده الذي كان يعمل حينها في السودان بأمه "ست البرين" حتى تضعه في مسقط رأسه بالمنوفية قرية ميت أبو الكوم، وبعد أن أتمت أمه رضاعته، تركته لجدته من والده التي تولت تربيته بصحبة إخوته الثلاث "طلعت، وعصمت، ونفيسة"، وعادت مرة أخرى لزوجها في السودان".

عاد والده من السودان، واستأجر شقة بالطابق الأول في منزل يتكون من طابقين عنوانه (1 شارع محمد بدر) بمنطقة كوبري القبة في القاهرة، وتزوج للمرة الثانية من سيدة تُدعى "فاطوم"، وبعد عام من زواجه، وتحديدًا في 1924، استدعى جميع من في منزل "ميت أبو الكوم" للعيش معه، فحضرت "ست البرين" بأبنائها الأربعة، وكذلك امرأة تدعى "أم محمد"، وهي التي تولت تربية "أنور" وكان لها عظيم الأثر في نفسه.

تكونت الشقة من 4 غرف للنوم، سكن رب الأسرة "محمد محمد السادات" مع زوجته "فاطوم" في غرفة وسكنت الأم في غرفة، بينما سكنت "ست البرين" الزوجة الأولى مع أبنائها الأربعة في غرفة، وتُركت الغرفة الأخيرة للضيوف، لكن ما لبث أن تزوج الأب "محمد السادات" من سيدة ثالثة تُدعى "أمينة الوروري" التي أنجبت له 9 أطفال "7 بنات وولدين"، ليصبح مجموع المقيمين في الشقة 18 فردًا من بينهم 13 طفلًا.

عاش أنور السادات مع أشقائه الـ12 في شقة واحدة، وهنا فقد الاهتمام الذي كان يتلقاه من جدته في منزل "ميت أبو الكوم"، فلم تسعه تلك الحياة المتكدسة إلا لمشاهدة أمه التى كانت تخدم الجميع وتعيش حياة أشبه بالعبودية، خلفًا لحياة والدها الذي كان في الأساس "عبدًا" اشتراه أحدهم من أواسط إفريقيا ليبيعه في مصر.

في شقة بأحد عقارات حي المنيل، تزوج  الضابط "أنور السادات" للمرة الثانية من جيهان صفوت رؤوف، وذلك بعد انفصاله عن زوجته الأولى ابنة عمدة "ميت أبو الكوم" إقبال ماضي التى أنجب منها 3 بنات هن "رؤية وراوية وكاميليا"، وكانت تلك الشقة ثالث مسكن ينتقل إليه "أنور السادات" في حياته، وهي المسكن نفسه الذي حضر إليه "جمال عبد الناصر" ليترك مع حارس العقار رسالة لزميله البكباشي أنور السادات في تنظيم الضباط الأحرار، يخطره فيها ببدء تنفيذ عملية التنظيم التي عرفت فيما بعد بثورة الضباط الأحرار في 23 يوليو 1952.

أثناء توليه منصب رئيس مجلس الأمة، كان أنور السادات قد اتخذ لنفسه "فيلا" متواضعة بمنطقة الهرم، ليسكن فيها مع زوجته "جيهان" وأبنائه الأربعة "لبنى ونهى وجيهان وجمال"، وفي تلك الفترة تلقى "السادات" أكبر صدمة في حياته.

الحكاية بدأت في عام 1958 حينما حضرت البريطانية "جلاديس" والدة "جيهان" للإقامة معها في "الفيلا"، فأحضر "السادات" هو الآخر والدته "ست البرين" للإقامة معه في نفس "الفيلا"، لكن الموازين رجحت في صالح الأم البريطانية، وكان على "ست البرين" مغادرة "الفيلا" والبحث عن سكن آخر، خاصة أنها لم يكن لها مكان في شقة "كوبري القبة".

استأجر أنور لوالدته شقة صغيرة في "القبة" حتى تسكن بها وحيدة، وفي يوم 12 ديسمبر من عام 1958 أثناء عودة أنور من بيت الرئيس جمال عبد الناصر، وجد نفسه قريبًا من شقة والدته ومرّ عليها لزيارتها فرحبت به بشدة، وسارعت لإعداد القهوة له، وبينما هي تقدمها له، قالت: "أنور.. خد مني الصينية"، ثم سقطت على الأرض وأسلمت روحها إلى بارئها، وكانت تلك الصدمة قاسية عليه، حتى إنها تسببت له في إصابة بأعصاب إحدى ساقيه، وهي الإصابة التي ظلت تؤثر على مشيته حتى أواخر أيامه.

الآن أصبح أنور السادات نائبًا لرئيس الجمهورية، ولم تعد فيلا "الهرم" لائقة به، وهو الأمر الذي كان يضيق به صدر زوجته "جيهان"، خاصة أن الرئيس يزورهما دائمًا في "فيلا" الهرم المتواضعة.

وبينما كان عبد الناصر في موسكو، ذهبت جيهان السادات تبحث بنفسها عن منزل آخر جدير بأن يسكنه نائب الرئيس، واكتشفت أن بالقرب من بيتهم في شارع الهرم قصرًا يمتلكه ضابط سابق اشتغل بالأعمال الحرة هو اللواء "الموجي"، وطلبت منه استئجار القصر لكنه رفض، فأصدر زوجها النائب أنور السادات قرارًا بوضع صاحب القصر تحت الحراسة.

أهم أخبار منوعات

Comments

عاجل