المحتوى الرئيسى

مع افتتاح كنيسة باسمهم.. ذوي "أقباط ليبيا": النهاردة عيد وننتظر الرفات

02/15 14:57

في 15 فبراير 2015، على ساحل مدينة سرت الليبية، ذبح أعضاء "داعش" الإرهابي، بدم بارد 20 قبطيًا مصريًا، في مقطع فيديو بثه التنظيم بعنوان "رسالة موقعة بالدماء إلى أمة الصليب"، ظهر به تلطخ مياه البحر بلون الدم، عقب ذلك الحادث الإجرامي، قبل أن تقتص لهم القوات الجوية المصرية.

وتمر اليوم الذكرى الثالثة لذلك الحادث، وتواصلت "الوطن" مع أهالي شهداء أقباط ليبيا؛ بالتزامن مع أول احتفال رسمي بعيد شهداء "نيروز" العصر الحديث الذي حدده المجمع المقدس للكنيسة القبطية الأرثوذكسية العام الماضي.

إحياء شعائر الحادث لم يكن أشبه بجنازة على الإطلاق بالنسبة لذوي الشهداء، وإنما بمثابة "عيدا" لانتقالهم إلى السماء وبذ أرواحهم في سبيل الوطن، بالنسبة لعماد سليمان شقيق الشهيد ماجد سليمان، حيث يحرصون على تبادل التهاني والدعاء لهم.

 كاتدرائية "شهداء الإيمان" بقرية العور التابعة لمركز سمالوط شمال محافظة المنيا، كانت الحدث الأكبر بالذكرى الثالثة، لكونها مسقط رأس العدد الأكبر من شهداء ليبيا، حيث إنه في الساعات الأولى من صباح اليوم، قصدها جميع الأهالي والزوار لأداء صلاة القداس الإلهي، بحسب سليمان، موضحا أنه سيتم افتتاحها رسميا مع العيد القومي للمحافظة في 15 مارس المقبل.

وقال شقيق الشهيد "ماجد" إنه توافد على الكاتدرائية اليوم عدد ضخم لحضور أول صلاة جنازة بها، حيث دعا الأنبا بفنوتيوس، مطران سمالوط وتوابعها للأقباط الأرثوذكس، للشهداء، موضحًا أنه لم يحدث جديد فيما يخص رفات الضحايا.

"العدد لا يحصى وكان أكبر من اللي صلوا الجنازة وقتها، لدرجة أن الحوش كمان كان مليان".. هكذا وصف مكين ذكي والد الشهيد ميلاد، الذكرى الثالثة لشهداء أقباط ليبيا، مؤكدًا أنها جرت وسط تأمينات أمنية قوية، وأنها كانت بحضور العديد من أبناء القرى المجاورة والمحافظة والشخصيات البارزة بها، بالإضافة إلى مشاركة عدد من مسلمي قرية "العور" أيضًا في إحياء الذكرى.

ظلت ذكرى نجله "ميلاد" ترافقه طوال الأعوام الثلاثة طوال الوقت، بحسب قول "مكين"، والتي زادتها قوة مشهد الكنيسة المكتظة بالعديدون اليوم، مضيفًا أنه مازال في انتظار وصول الرفات بعد تقديمهم عينات منذ أكثر من 3 أشهر، إلا أنه لم يتم تحديدها والإعلان عنها حتى الآن، حيث تجري بالتنسيق مع مطران سمالوط، الذي جهز مكانا مخصصا لهم داخل الكاتدرائية.

مسافة تبعُد 2 كيلو قطعها مكاري نجاتي، شقيق الشهيد لوقا نجاتي، أحد شهداء الأقباط في ليبيا، وأسرته للحاق بافتتاح الكنيسة في الخامسة صباحا، يشعر بأن أخيه يرافقه فلم يتركه منذ أن رحل وزاد الارتباط بالغائب أكثر، فاختلطت المشاعر وقت الافتتاح "فرحان بالمكان اللي اتعمل باسمهم وزعلان أن أخويا سندي وضهري اللي كان معايا فجأة مبقاش هنا".

لم يفقد مكاري أخيه لوقا في هذه الحادثة فقط فقد فقده ابن عمه أيضا عصام بدار، وهم من قرية أخرى بالمنيا، حيث استشهد 7 من 6 قرى منفصلة إلا أن العدد الأكبر وهو 13 من قرية العور محل تدشين الكنيسة.

"منظر الكنيسة اللي شوفناه يفرح"، زاد على ذلك الإحساس لدى مكاري شعور الفرحة الذي طغى على الحاضرين وليس جميعهم من أهالي الشهداء، وصورة أخيه التي حين رآها استشعر وجوده وسطهم وكأنه كان هنا بالأمس، إلا أن مكاري كان ينتظر أن تكون الفرحة فرحتين بحضور جثامين الشهداء، مطالبًا الدولة بالكشف عن أسباب تأخر عودة الرفات منذ الإعلان عن العثور عليها لمدة تصل إلى 3 شهور مضت.

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل