6 أسباب تدفع للتحرش الجنسي

بينما تسيرين في طريقك للعمل، يقترب منكِ أحدهم يلمس أو يصفع أسفل ظهرك في حركة مباغتة ثم يبتعد مسرعاً، في الوقت نفسه، يبادر أحد ركاب الحافلة التي تستقلها جارتك إلى ملامسة جسدها بطريقة فجة ويوجه إليها الجميع اللوم عند ثورتها إليه. وفي نهاية اليوم، تبكي إليك شقيقتك الصغرى لأن أحد زملائها في العمل تحرش بها أثناء تواجدهما في المؤسسة التي يعملان بها.

يخبركم الجميع أنه كان عليكن توخي الحذر أكثر في تحركاتكن وتعاملاتكن مع الغير حتى لا تفسحن المجال لأحد للتحرش بكن، مع إشارات صريحة أن ملابسكن لم تكن غالباً محتشمة بالقدر الكافي.

في واقع الأمر، لا توجد علاقة مباشرة- أو غير مباشرة- لكل ما سبق بالدوافع الحقيقية التي دفعت هؤلاء المتحرشين وغيرهم إلى الإقدام على جريمتهم، إذ لا تنطلق جريمة التحرش الجنسي بأي حال من الأحوال من أمور تتعلق بالضحية، وإنما بعدة دوافع تدفع المتحرش للقيام بفعلته، وعلى رأسها:

1.     إثبات القوة: البدنية والمدنية على الضحية، إثباتاً لشعور ذاتي مفتقد بالذكورة والرجولة. في كثير من الأحيان، تنتطلق هذه الرغبة في إثبات القوة من ميول عدوانية ناتجة عن قصور في شخصية المعتدي أو قهر تعرض له مسبقاً.

2.     التقدير المتدني للذات: وانعدام الثقة بالنفس، فيرغب المعتدي في احكام سيطرته وهيمنته على شخص أضعف منه ليبدو أكثر قوة وتفوقاً.

3.     الرغبة في الإذلال: للضحية، إن كان يشعر بتفوقها الشخصي أو العملي عليه، فيسعى إلى زعزعة ثقتها بنفسها وتشويه صورتها ونجاحها.

4.     ميول جنسية مرضية: حيث يجد المعتدي متعة في الحصول على استمتاعه الجنسي بالقوة ودون رضا الطرف الآخر.

5.     المعتقدات الاجتماعية المشوهة عن الجنس: نتيجة للثقافات المجتمعية التي تدعم كون "الإناث يتمنعن دوماً وهن راغبات" أو أن كل النساء يستمتعن بفرض القوة عليهم، وهو ما تدعمه أيضاً الأفلام الإباحية، إذ تقلل من شأن المرأة وتقدمها باستمرار كأداة للمتعة يستخدمها الرجل لمتعته الخاصة فقط.

6.     غياب الردع: المجتمعي أو الرسمي فيما يتعلق بجرائم التحرش الجنسي، فقلما تجد الضحية أي مساندة من أفراد أسرتها أو شهود العيان، فلا تلجأ إلى تحرير شكوى رسمية للمطالبة بحقها.

لا تتهاوني في المطالبة بحقك إن تعرضتي للتحرش الجنسي، فهي جريمة بحقك وأنتِ ضحية لها، وتجاهلها يتيح المجال للمزيد من جرائم الاعتداء الجنسي.