المحتوى الرئيسى

السفير جلال الرشيدى مندوب مصر الدائم بالأمم المتحدة الأسبق لـ «الوفد»: مصر ساهمت فى فرض العزلة الدولية على قرار نقل سفارة أمريكا إلى القدس

02/14 22:11

حوار - ممدوح دسوقي - تصوير - رشدى أحمد

 «السيسى» رسخ استقلالية القرار المصرى برفض أى وصاية خارجية

 الكونجرس يستخدم ملف حقوق الإنسان أكليشيهات عندما يراد استخدامها

 قطر تستخدم أموالها فى التخفيف من الأزمات مع الأفراد والجماعات والدول

تصويت 128 دولة ضد قرار نقل السفارة الأمريكية إلى القدس هز هيبة أمريكا وترامب

قال السفير جلال الرشيدى مندوب مصر الدائم بالأمم المتحدة الأسبق: إن العلاقات المصرية - الأمريكية شهدت فترات تقارب وتباعد فى عهد الرئيس أوباما، وخلال ترشح «ترامب» بالرئاسة وصف «السيسى» بالشخص البارع وغير العادى وتعهد بأنه سيكون صديقاً وفياً لمصر، ولكنه غيَّر موقفه بعد وصوله إلى السلطة.

وأكد «الرشيدى» أن تصويت 128 دولة ضد قرار نقل السفارة الأمريكية إلى القدس هز هيبة أمريكا فى الخارج وهيبة ترامب فى داخل أمريكا.. مؤكداً أن مصر ساهمت فى فرض العزلة الدولية على قرار أمريكا بنقل سافرتها إلى القدس.

وأشار مندوب مصر الأسبق بالأمم المتحدة إلى أن دول العالم تتعامل مع أمريكا للاستفادة منها أو لاتقاء شرها وأذاها، وفى ذات الوقت أمريكا تعرف لو أن مصر سقطت فإن الفوضى ستعم فى الشرق الأوسط.

وأضاف أنه بالرغم من أن إسرائيل هى الدولة الوحيدة فى العالم التى لم يقترب الإرهاب منها، إلا أنها تحاول استفزاز أمريكا لضرب إيران ولكن مصر ترفض تدميرها.

- العلاقات المصرية - الأمريكية مرت بفترات صعود وهبوط أو تقارب وتباعد فى الفترة الحالية، مع أنه خلال ترشح «ترامب» قال تصريحات جيدة بالنسبة لمصر، والبعض قال: إنه رجل أعمال قادم من خارج المؤسسة الأمريكية أى لم يكن عضواً فى الكونجرس أو محافظاً لأى من الولايات، ومع أن التصريحات تختلف عن الأفعال، إلا أن «ترامب» يحاول تغيير هذه الصورة محاولاً تنفيذ التصريحات التى قالها فى حملته الانتخابية، لكن المشكلة أنه وصف بعض الدول العربية بأنها «بقرة حلوب»!! والمفترض أن تحصل أمريكا منها على 50٪ من إيرادات البترول، وأيضاً أكد ضرورة وجود مقابل للحماية الأمريكية لهذه الدول.

- نعم.. وعندما تقابل «ترامب» مع «السيسى» لأول مرة قيل إنه يوجد نوع من التفاعل الكيميائى بينهما، وأيضاً «ترامب» قال: إن السيسى شخص بارع وغير عادى، وقال لو تم انتخابى ستجد مصر أننى صديق وفي، ولكن بعد ذلك المواقف تغيرت بسبب الضغوط التى مورست عليه.

- توجد ضغوط كثيرة على ترامب من الكونجرس، ومن الحزب الجمهورى الذى ينتمى إليه، وضغوط من الحزب الديمقراطى المنافس له، بالإضافة إلى الضغوط الإسرائيلية واللوبى الصهيونى فى طلبات معينة خاصة أن أحد المليارديرات اليهود دفع مبالغ كبيرة جداً فى حملة ترامب الانتخابية، ثم ضغوط المشاكل فى الإدارة الأمريكية، حيث ظل فترة حتى يستكمل جميع وزاراته، ثم كان لديه مجموعة عمل تخلص منهم بعد أن انقلبوا عليه، بالإضافة إلى ما يدور حول أن روسيا ساعدته فى الانتخابات وقامت بعمل قرصنة على البريد الالكترونى لـ«هيلارى كلينتون» وما زال هذا الأمر لدى المدعى العام ليبحثه، وكل هذه الأمور تشكل عوامل ضغط عليه، ولهذا هو يعتمد على أهل الثقة ويبعد أهل الخبرة، لأنه أرسل زوج ابنته مع رئيس الأركان إلى العراق ثم أرسله إلى إسرائيل فى مهام خاصة.

- هذا جعله يتعامل كرجل أعمال، والدليل على هذا أنه جمع مجموعة من الرؤساء العرب والأفارقة والإسلاميين فى قمة الرياض بدلاً من أن يذهب إليهم، واستطاع أن يبرم صفقات مع السعودية وحصل منها على 400 مليون دولار، وأيضاً عقد صفقات مع الإمارات، وبعد أن تحدث عن قطر بالسلب بأنها ترعى الإرهاب، فسارعت قطر على عقد صفقات مع أمريكا لأنها تستخدم أموالاً فى التخفيف من حدة الأمور مع الأفراد أو الجماعات والدول، ومع أنها دولة صغيرة فدفعت 25 بليون دولار لشراء طائرات وبالطبع هى رشوة أكثر منها صفقة.

- نعم.. مع الأخذ فى الاعتبار أن أمريكا دولة كبرى سياسياً واقتصادياً وعسكرياً وأمنياً، وكل دولة تسعى لأن يكون معها علاقات طيبة ومعقولة حتى تستطيع الاستفادة منها أو تتقى شرها وأذاها، ولكن 30 يونية قلبت كل الموازين، والسيسى عمل على استقلال القرار المصرى والسعى لوجود علاقات طبية لمن يمد يده إلينا، وهذا جعل أمريكا وهى دولة عظمى يهمها أن يكون تحت عباءتها العديد من الدول التى تنفذ ما تريده، وهذا ما جعل «أوباما» يستشاط غضباً وكره مصر والسيسى واتخذ قراره العجيب جداً بأنه قام بتعليق عودة طائرات الأباتشى التى تم عمل صيانة لها وطائرات أخرى مصر تعاقدات عليها، لكنه وجد أن أسلوبه غير مؤثر مع مصر لأنها اتجهت إلى روسيا وفرنسا وحصلت منهما على أسلحة.

- تصريحات ترامب أظهرت للإدارة المصرية أنه رجل لا يمكن الاعتماد عليه، وأصبحت مصر حذرة فى التعامل مع الإدارة الأمريكية الجديدة، لأن ما يدور فى ذهن ترامب يريد تنفيذه حتى لو بقرارات عشوائية بعيداً عن الاستراتيجيات التى تم دراستها.

- أمريكا لها مصالح استراتيجية فى المنطقة أهمها الحفاظ على مصالحها الاقتصادية والعسكرية فى مواجهة إيران وروسيا وهى تعتبر نفسها رجل البوليس الدولى فى المنطقة لتأمين خطوط الملاحة، ثم إنها تعتبر إسرائيل هى الدولة التى تدافع عن المصالح الأمريكية، وتحاول منع مصر من النهوض وتحقيق تنمية شاملة وفى ذات الوقت تحافظ عليها من السقوط حتى لا تعم الفوضى فى المنطقة، وتظل مصر في حاجة إلى المعونات والقروض، وتحاول أن تجعل دول المنطقة تقف فى صف واحد وتديره أمريكا.

- أولاً مصر تسعى لتحقيق مصالح الشعب المصرى واستقراره وأمنه، وتضمن استقرار المنطقة والحفاظ على تماسك الدولة الوطنية، والرئيس السيسى رفض أى وصاية خارجية على سياسات مصر، وسعى لأن يكون لمصر علاقات طيبة ومتوازنة مع دول العالم للوقوف ضد الإرهاب الذى يعيق التنمية.

- طبعاً.. وعندما تتغير الظروف مصر تغير من أدواتها التى تستخدمها، وقد يكون من خلال التعامل مع الدولة ذاتها أو من خلال التكتلات والتحالفات، وبالطبع يهم مصر أن تعود إلى الدوائر الأفريقية والإسلامية والعربية، والرئيس السيسى يحاول تعديل السياسات ويعيد بشكل أو بآخر أو بصياغة أخرى من الناحية السياسية إحياء كتلة عدم الانحياز.

- أهم شىء أن السفير «عمرو أبو العطا» كان رئيس اللجنة الخاصة بمكافحة الإرهاب ورأس لجنتين أخريين منها لجنة أفريقية، ومصر سعت لإقناع الدول التى لم تكن مقتنعة بخطورة الإرهاب الذى يهدد العالم كله بخلاف إسرائيل فهى الدولة الوحيدة فى العالم التى لم يقترب الإرهاب منها، ثم إن مصر اهتمت بالتعاون والتبادل التجارى والثقافى مع دول أفريقيا، وظهر هذا بنتائج زيارة الرئيس الإريترى، والتى كانت رد فعل لزيارة الرئيس التركى إلى السودان، وبالطبع السودان مشكور أعطى له جزيرة سواكن مجاناً ودون تحديد مدة زمنية، وهى على البحر الأحمر الذى يهدد باب المندب.

- مصر غاضبة جداً لأن القضية الفلسطينية من أولويات السياسة الخارجية فى الخارج، وجزء من الفوضى فى المنطقة العربية نتيجة لعدم حل القضية الفلسطينية، مما يعطى فرصة للتطرف أن يكون له دور فى تهييج الجماهير، وبالتالى فإن قرار ترامب ألقى بظلاله على العلاقات المصرية - الأمريكية، وأثر على الموقف المصرى الذى كان يجمع الفرقاء لنبذ الخلافات حتى يتفاوضوا مع إسرائيل يداً واحدة، ولكن ترامب لم يكن سياسياً لأنه ينظر للقضية الفلسطينية بمنظار آخر، مع أنه قال: إنه يريد أن يدخل التاريخ بحل القضية الفلسطينية، وأنه يوافق على حل الدولتين، وبعد ذلك قال إن إسرائيل لا توافق على هذا الحل.

- هذا التهديد كان استكباراً واستعلاءً وغطرسة أمريكية فى بالتعامل مع الأمم المتحدة، لأنها منبر دولى، ثم إن أمريكا هددت بأنها ستقلل من حصتها وإنفاقها المالى فى

- هذا صحيح.. لكن قبل تقديم مصر مشروع القرار فى مجلس الأمن كان الكونجرس الأمريكى يناقش موضوع اقتطاع 800 مليون دولار من المساعدات الأمريكية لمصر، ثم إن مصر تعتبر مصالحها مع أمريكا أو مع أى دولة أخرى تتحقق إذا كان هناك تجاوب إيجابي مع الطرف الآخر، وهذا دليل على أن مصر ترفض أية وصاية على سياستها، وأنها تتحرك من منطلق مصالحها الداخلية والعربية والإقليمية.

- مصر ساهمت فى فرض العزلة الدولية على القرار الأمريكى بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس وترامب لن يرجع فى قراره بحجة أنه لا أحد يملى عليه أين يذهب بسفارته، ونحن نقول له اذهب بسفارتك فى أى مكان، لكنك اتخذت قرارك ضد قرار دولى كانت أمريكا موافقة عليه فى 1948، بأن القدس أرض محتلة، ولكن مصر لم تتخذ قراراً ضد أمريكا بمفردها بل هناك 128 دولة اتخذت قرارها ضد أمريكا فى الأمم المتحدة، ومصر كانت ضمن هذا التوجه، ثم إن بريطانيا ذاتها أعلنت أن القدس عاصمة للدولتين.

- معظم الباحثين فى مراكز الأبحاث الأمريكية يهود وإذا لم يكونوا يهوداً، فتوجد رأسمالية كبيرة جداً تمول هذه المراكز سواء من داخل أمريكا أو خارجها، وهؤلاء يعتبرون مصر عصية وتحاول أن يكون لها قيمة، وهذه حقيقة لأن مصر بالفعل دولة ذات قيمة تاريخية وحضارية لدرجة أن الأصدقاء يحسدونها، وبعض الأشقاء يحقدون عليها بما لديها من نهر النيل وتراث وأدب وعقول مفكرة وبحران كبيران فى الشمال البحر الأبيض المتوسط والشرق البحر الأحمر، وحضارة فرعونية وآثار قبطية وإسلامية.

- المؤسسة الأمريكية تغيرت لأن ترامب يعتقد أنه الرجل الأول فى أمريكا ولا يعترف بشكل كبير بالأفراد التى تعاونه حتى الأفراد الذين أتى هو بهم مثل وزراء الدفاع والخارجية والأمن القومى ثم أعلن أن ترامب سيستغنى عنهم، وترامب يرى أن قراره دائماً هو القرار الصحيح، وقليلاً ما يتراجع عنه بعد أن تمارس عليه الضغوط.

- ترامب لا يتراجع عن قراره إلا أمام الكونجرس فقط، لأن الكونجرس به أعضاء جمهوريون من حزبه، وقد تراجع عن قراره بشأن تعديل اتفاق إيران النووى فقالوا له: هذا قرار دولى وليس قراراً أمريكياً ويوجد 6 دول وقعت عليه وسجل فى الأمم المتحدة، وتمت الموافقة عليه، فيرد عليهم بأنه أسوأ قرار اتخذته أمريكا وأوباما لم يكن يفهم شيئاً.

- الرئيس السيسى رجل ذكى وهو عندما عمل فى أجهزة المخابرات تدرب على أن يكون غير انفعالى، ولذلك هو يتعامل مع الأمور بشكل هادئ ومتوازن، ولهذا عندما تحدث عن علاقة مصر مع أمريكا خلال فترة أوباما، وصفها بأنها علاقات غير دافئة ولم يقول إنها علاقات باردة، حتى علاقتنا مع إثيوبيا يحاول أن يجعلها متوازنة، ولم يقل مثلما قال «مبارك» سنضرب السد بالطائرات، وعلى مدى ثلاث سنوات يحاول أن تسير المفاوضات فى سيرها الطبيعى إلى أقصى درجة، وبهذه السياسة المتوازنة يتعامل مع ترامب ومع أى دولة فى العالم مع الأخذ فى الاعتبار أن جميع الظروف المحيطة بمصر وبالدولة التى يتعامل معها.

- المعونة الأمريكية لمصر معونة اقتصادية وعسكرية، والجزء الاقتصادى تقلص تماماً وأصبح أقل من 200 مليون دولار بعد أن كانت أكثر من 800 مليون دولار، أما المعونة العسكرية فأمريكا ذاتها تستفيد منها من استمرارها، لأنها تسوق الأسلحة الأمريكية وتشغل الخبراء والفنيين، ونتيجة لهذه المعونة تتواجد علاقات مع مصر على المستويات العليا والمتوسطة، ليتناقشوا ويتدارسوا، ثم إنه يوجد تعاون فى مناورات النجم الساطع والأمريكان يستفيدون منها كما تستفيد مصر من هذه المعونة وإلا كانوا ألغوها من زمان.

- الخارجية والكونجرس يتحدثان عن حقوق الإنسان والأقليات مع أن أقباط مصر ليسوا أقليات، ولكنهم يتحدثون عن ذلك نتيجة لوصول تقارير إليهم فى مراكز أبحاث تابعة لهم وتوصياتهم واضحة، ثم إن 70٪ من أعضاء الكونجرس ممولون فى حملاتهم الانتخابية من يهود أو منظمات يهودية، وهذه المنظمات راسخة وقوية مثل منظمة «إيباك» ثم توجد أمور يحاولون فرضها على مصر بالتعاون مع الـ CIA، وأعضاء الكونجرس يحاولون إحراج مصر حتى يضمنوا تمويلهم فى الانتخابات القادمة.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل