المحتوى الرئيسى

بعدما كان محرما في زمن "داعش".. الموصل تحتفل بعيد الحب

02/14 19:26

بعدما كان الاحتفال بعيد الحب في الموصل حرامًا وجريمة عقابها الإعدام بأحكام تنظيم "داعش"، يصر أهالي ثاني أكبر مدن البلاد اليوم على تغيير رمز اللون الأحمر من الدم إلى الفرح.

تؤكد الشابة رفل فتحي، 22 عامًا، التي جاءت إلى السوق لشراء دمية حمراء وورود، وابتسمت حين سؤلت إذا ما كانت لحبيبها، أنها تريد "توجيه رسالة إلى العالم بأن الموصل تغيرت".

وتضيف الطالبة الجامعية التي كانت ترتدي عباءة سوداء ستبدلها مساء لارتداء ثياب العيد أن المدينة "أصبحت بخلاف ما كانت تعيشه أيام داعش من تشدد وتقييد للحريات. أنا على قناعة بأن غالبية الأهالي سيحتفلون بهذه المناسبة".

وأعلنت القوات العراقية في العاشر من يوليو الماضي استعادة مدينة الموصل بعد تسعة أشهر من المعارك الدامية قبل ان تفرض سيطرتها نهاية أغسطس على كامل محافظة نينوى.

ولم تمنع الأمطار والطقس البارد الناس من ارتياد الأسواق والمحال التجارية في الجزء الشرقي من المدينة، الذي اصطبغ باللون الأحمر للدمى والورود والبالونات على شكل قلوب، وسط انهماك الباعة بإعداد الهدايا داخل متاجرهم.

يقول قصي مال الله، 50 عامًا، في متجره في شرق الموصل، إن "هناك حركة كبيرة، الغالبية تأتي لشراء الورود لأن أسعارها في متناول اليد. أكثر الزبائن هم من النساء والفتيات".

من جهته، يشير أحمد سيف الدين حسن (42 عاما)، صاحب أحد تلك المحال في منطقة المثنى الذي ازدحم بالزبائن إلى أن "هناك إقبالا كبيرا على شراء هدايا عيد الحب التي نصنعها هنا بأيدينا وبابتكاراتنا".

ويضيف "كنا نعمل في هذا المجال عند بداية دخول داعش للموصل لكن بالخفاء، كنا نبيع الورود داخل أكياس سوداء حتى لا يفتضح أمرنا ويعاقبنا عناصر داعش".

ويتابع "بعد ذلك، توقفنا نهائيا عن البيع، بعدما أصبح الإعدام عقوبة من يبيع أو يحتفل بعيد الحب".

لكن اليوم، يبيع حسن الازهار والهدايا على الملأ، بعدما عادت المدينة نسبيا إلى سابق عهدها، فصارت الساحات التي كانت مكانا لتنفيذ أحكام الإعدام، مزارا للطامحين إلى نشر مفاهيم الحب.

في سوق النبي يونس التجاري، تجمهر عدد من الشبان ورقصوا على وقع أنغام آلات موسيقية تعزف أغان موصلية.

يقول الناشط المدني محمد معن زكريا (28 عاما) إن "هذه أول مرة نحتفل فيها هكذا، المدينة بحاجة للفرح والسعادة".

ويضيف "في النبي يونس كان داعش يقوم باعتقالات وإعدامات، والآن صارت سوقا للفرح".

ولكن رغم ذلك، يخفي بعض الناس مظاهر الفرح، حرصا على مشاعر ذوى الضحايا الذين قتل أبناؤهم وأفراد عائلاتهم في ظل حكم الجهاديين أو خلال المعارك لاستعادة المدينة.

يقول الشاب هشام حمدون (28 عاما) إن "الدمار الكبير الذي لحق بالبنى التحتية في محافظة نينوى، ومقتل الآلاف من أبناء المحافظة جعل البعض يحتفل بعيد الحب بشكل غير علني".

لكن رغم ذلك، يعتبر حسن أن "علينا محاربة أفكار داعش وبقايا آثاره، على كل شخص من أبناء الموصل شراء وردة حمراء".

ورغم عودة الحياة تدريجيا إلى الضفة الشرقية من المدينة، لا يزال الجزء الغربي منها حيث المدينة القديمة، يفتقد لمقومات الحياة، بعدما صار أطلالا وتلالا من الدمار بفعل العمليات العسكرية.

وكانت منطقة الموصل الغنية بالنفط تعتبر مركزا تجاريا كبيرا يقع على مفترق شبكة طرق سريعة في شمال العراق تربط العراق بسوريا غربا وبتركيا شمالا. لكنها كانت بشكل عام معارضة لحكومة بغداد منذ سقوط نظام صدام حسين في أعقاب الغزو الأميركي في العام 2003.

أهم أخبار منوعات

Comments

عاجل