المحتوى الرئيسى

أستاذ تاريخ معاصر: «سليم الأول» قتل آلاف المصريين ولم يمتنع عن قتلهم حتى وهم يحتمون بالمساجد

02/14 11:02

دعا الدكتور محمد صبرى الدالى، أستاذ التاريخ المعاصر وعضو لجنة التسميات بمحافظة القاهرة، إلى مراجعة أسماء الشوارع والأماكن التى تحمل أسماء محتلين لمصر وتغييرها على الفور، مؤكداً أنه تقدم بطلب لتغيير اسم شارع «سليم الأول» بنطاق حى الزيتون، ووافقت لجنة التسميات بمحافظة القاهرة بالإجماع من باب تصحيح الأوضاع،. وإلى نص الحوار..

متى طلبت تغيير اسم شارع سليم الأول بالزيتون؟

- تقدمت بالمقترح منذ 3 شهور بصفتى عضواً فى لجنة التسميات بمحافظة القاهرة، وكل أعضاء اللجنة وعلى رأسهم المهندس عاطف عبدالحميد، محافظ القاهرة، أبدوا اهتمامهم بهذا الأمر وطلبوا منى إعداد مذكرة.

د. صبرى الدالى: طلبت تغيير اسم الشارع إلى «على بك الكبير» بسبب مآثره.. بصرف النظر عن أنه من المماليك

ولماذا طلبت تغيير اسم الشارع؟

- لا بد من توعية المواطنين، فالسلطان سليم الأول ارتكب كوارث بحق المصريين، قتل عشرات الآلاف منهم، ولم يكن فتحاً عثمانياً، بل احتلالاً، ومن الوعى التاريخى أن نسمى الأشياء بأسمائها، حيث قاد سليم الأول جيشه وحارب مصر وهزم الجيش المصرى، ما أدى إلى نتائج فى غاية الخطورة لأنه حلّ الجيش المصرى، كما حوّل مصر من إمبراطورية تضم الحجاز والشام واليمن إلى إمارة تابعة للدولة العثمانية فى يناير 1517 ونال من استقلال الدولة، ولم يكتفِ بذلك، بل جمع العمال المهرة والحرفيين وأرسلهم إلى إسطنبول، ومن كوارثه أيضاً أنه قتل السلطان طومان باى، الذى يُعد أبرز من واجهوا حكم سليم الأول وقاوموه وهو الذى أنصف أهالى مصر، وتركه معلقاً 3 أيام حتى بدأت الطيور تنهش جثته.

ومتى تم إطلاق اسم «سليم الأول» على أحد شوارعنا؟

- تم إطلاق هذا الاسم على الشارع فى النصف الثانى من القرن الـ19 فى عهد خلفاء محمد على، وكان الأمر مرتبطاً بإنشاء منطقة العباسية والزيتون، ولكن بعدما أصبحت مصر دولة مستقلة أصبح من الواجب تغيير هذا الاسم وتوعية المواطنين بحقيقة الرجل الذى قتل عشرات الآلاف، حتى إن احتماءهم بالمساجد لم يمنعه من قتلهم.

بماذا ترد على من يرون أن مصر شهدت «فتحاً عثمانياً» وليس احتلالاً؟

- أكدتُ أن مصر كان بها احتلال عثمانى وليس فتحاً كما يروج البعض، ومنذ 20 عاماً فى رسائلى العلمية أكدت ذلك، ولكن لم يستمع إلىّ أحد، فالدولة العثمانية لم تقم بحماية مصر، ومصر احتُلت مرتين أثناء حكم العثمانيين من فرنسا وإنجلترا.

لكن لماذا أثير مطلب تغيير الاسم فى هذا التوقيت، وهل له علاقة بالأزمة المصرية التركية؟

- طلبت ذلك بمناسبة مرور 500 سنة على الاحتلال العثمانى لمصر، ولا يجب أن نحتفى بتلك الكارثة، وإنما لا بد من تصحيح الأوضاع، وجاء تغيير اسم الشارع على هوى المواطنين، وتقدمت بالمذكرة خلال اجتماع لجنة التسميات بالمحافظة، وهى تنعقد بشكل غير دورى، وأعضاء اللجنة وافقوا بالإجماع على تغيير الاسم، وكان هناك تعاون فى هذا الصدد، وليس هناك أى علاقة بين مطلب تغيير الاسم والظروف السياسية، فهناك عشرات الأسماء التركية تطلق على شوارع وأماكن وقرى ومدن ولا يتم الاقتراب منها، ولا توجد أى نية لتغييرها، وهذا أكبر دليل على أننا لا نسيّس الأمور، فمثلاً توجد ترعة المحمودية، ومركز المحمودية بالبحيرة، وقرية المحمودية بالإسكندرية، وهى تسميات منسوبة للسلطان العثمانى محمود الثانى، ونحن لا نسيّس الأمور، لكن لا يليق الاحتفاء بالاستعمار، فمن قاد الاستعمار لا نحتفى به ولا بد من توعية المواطنين بذلك.

لا بد من تغيير أسماء الشوارع والأماكن التى تحمل أسماء محتلين.. وعلينا التأنى فى الاختيارات البديلة

ولكن هناك شوارع كثيرة تحمل أسماء أجانب وغيرهم.

- نعم هناك شوارع تحمل أسماء أجنبية كثيرة باعتبارنا مجتمعاً متعدداً وقابلاً للآخر، فهناك أسماء عرب ومغاربة وأتراك وفرنسيين ويونانيين وبريطانيين ومماليك وغيرهم.

هل اقترحت الاسم البديل لشارع سليم الأول؟

- نعم، اقترحت تعديل اسم الشارع ليحمل اسم «على بك الكبير»، بعيداً عن أنه شخصية مملوكية، فإن له الكثير من المآثر، فقد أعاد الجيش المصرى بعد 250 عاماً من حله إبان الاحتلال العثمانى وهزم العثمانيين، ومنع قدوم الولاة الأتراك إلى القاهرة، كما أوقف إرسال الأموال المقررة سنوياً على مصر إلى الدولة العثمانية، ونجح فى السيطرة على أحوال مصر فى الوجهين البحرى والقبلى، وأن يقضى على الفتن هناك، ولم يكتفِ على بك الكبير بذلك بل نجح فى ضمّ الحجاز وقتها إلى مصر، ولُقّب بـ«خادم الحرمين الشريفين وسلطان مصر وخاقان البحرين»، وذُكر اسمه ولقبه على منابر المساجد فى الحجاز كلها.

ولكن هناك رفضاً لفكرة تسمية الشوارع بأسماء محتلين.

- أفرّق هنا بين من جاء ليخدم بلادنا وبين محتل غاصب يهدم البلاد وينال من شعبها، والشعب المصرى «فرّاز» أى له قدرة على الفرز بين خصومه ومحبيه، ونحن نقبل الآخر طالما يتعايش مع أبناء الشعب، ورفضنا من يريد احتلالنا وتحويل البلاد إلى إحدى المستعمرات التابعة له.

هل هناك أسس ومعايير لاختيار أسماء الشوارع والقرى والمدن؟

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل