المحتوى الرئيسى

رحلة العباءة السوداء.. من السترة إلى الحشمة "الساخنة" وتنحيف الخصر

02/13 14:55

كانت في الماضي رمزا للستر، ترتديها المرأة العربية وهي تدفع بجسدها بعيدا عن الأناقة التي تظهر تفاصيل الجسد، ثم سرعان ما تحولت إلى رمز للحشمة الساخنة، بل وصل الأمر إلى استغلالها كستار للتخفي وزيا رسميا لبنات الليل.

هذا هو حال رحلة العباءة السوداء التي أثارت جدلا كبيرا طيلة الفترات الماضية حول ظهورها من عدمها في التاريخ الإسلامي، حيث حسم الشيخ عبد الله بن محمد، عضو هيئة الديوان الملكي بالسعودية، الجدل الدائر حولها، وهو يؤكد في فتواه أن العباءة السوداء ليست من الإسلام، وأن أكثر من 90% من المسلمات الملتزمات في العالم الإسلامي لا يتردين العباءة، ولا يعرفن العباءات".

تتقاطع فتوى الشيخ السعودي، مع رحلة تطور العباءة التي ظهرت بالفعل قبل ظهور الإسلام.

وبالعودة إلى أول ظهور للعباءة السمراء نجد أن العباءة تواجدت منذ 4000 عام في الحضارة القديمة لبلاد بين النهرين، في وقت يرجع آخرون إلى ظهورها قبل الإسلام، حيث كانت ترتدي الجلباب الأسود، قبل أن يظهر الإسلام ويلزم النساء بالوقار.

لكن قبل الإسلام، كانت ترتبط العباءة بالمستوى الاجتماعى أكثر من كونها مرتبطة بالدين، فكانت السيدات الثريات هن فقط من يرتدين الحجاب والغطاء كعلامة مميزة للثراء وعدم حاجتهنّ إلى العمل.

من الملاية اللف للعباءة المصرية

أما في مصر فلم تظهرالعباءة السوداء في بدايتها بالشكل الذي تطورت إليه العباءة الخليجية، ولكن بداية ظهورها كان مرتبطا بالفتنة، حيث كنت تحرص النساء في مصر على لف العباءة السمراء القصيرة على جيدها لتظهر مفاتن قدمها، قبل أن تتسرب العباءة السمراء إلى مصر عبر الأسر المصرية العاملة في الخليج، لتبدأ في التسلل إلى المجتمع المصري.

ولكن شكل العباءة الخليجية لا يتشابه مع صورة العباءة المصرية التي تختلف بين الطبقات فى مصر، ففى الوقت الذى تقدم عليها الطبقات الثرية على ارتدائها بتحفظ شديد لتقصتر على المناسبات، لجأت الطبقة الوسطى إلى الاعتماد عليها بشكل كبير لارتدائها في الأفراح وعند النزول إلى الأسواق، لمقاومة ارتفاع أسعار الملابس الجاهزة، بالاعتماد عليها بشكل أساسي، وفى بعض الحواري الشعبية لجأت الفتيات إلى تضييق الخصر على المؤخرة لإظهار مفاتن المرأة، فيما استغلتها بعض الفتيات العاملات في الدعارة بارتدائها للهروب من ملاحقة المجتمع والتخفي وراءها للخروج ليلا.

تميزت العراق بظهورالعباءة، وأنها يرجع لها الفضل في تصديرها إلى المناطق المجاورة مثل سوريا وفلسطين وإيران.

وتميزت شكل العباءة العراقية السمراء بأنها عريضة جداً ومن قطعتين وفيها كُم طويل، كما يجب أن يكون طولها معادلاً لطول المرأة من رأسها حتى قدميها.

وكان الخمار ملازماً للعباءة التي تلبسها المرأة العراقية ، وورد ذكرها في قصة التاجر الكوفي الذي حضر إلى المدينة في العهد الأموي كي يبيع ما معه من بضاعة فيها الخمارالأسود الذي وجد كساداً، حتى شكا ذلك لصديقه الشاعر (الدارمي) الذي اشتُهِرَ بالتغزل بالنساء الجميلات، ولكنه ترك ذلك بعد تقدمه في العمر وأصبح متنقلاً بين مكة والمدينة للعبادة فقال له: لا تهتم بذلك فإني سأنفقها لك حتى تبيعها كلّه، فنظم الدرامي بيتين من الشعرغناها الفنان السوري صالح فخري يقول:" قل للمليحة في الخمارالأسود.. ماذا فَعَلْتِ بناسِكٍ مُتَعبِدِ.. قدْ كانَ شَمّرَ للصلاةِ ثيَاب.. حتى وَقفْتِ لَهُ بباب المَسجد"

وكانت تتغنى تلك القصيدة بوقوع الشاعر العراقى في فتنة ذات الخمار الأسود.

العباءة السمراء في دول الخليج

احتلت العباءة الخليجية شهرة واسعة في دول الخليج، وتنافست بلدانها على تصاميمها، وعرفت بالعباءة "الإسلامية".

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل