المحتوى الرئيسى

"صوت الأمة" تواصل كشف المستور.. مافيا الطعام المضروب تستغل غيبوبة الزراعة والبيئة لتوسيع نشاطها.. والمحاضر حبر على ورق - صوت الأمة

02/13 00:17

   - موموظفو المحليات يخافون تهديدات "أباطرة المقالب" 

-محافظ الشرقية يستجيب وتحركات فورية حاسمة لإنقاذ صحة المصريين                    

تواصل "صوت الأمة"، كشف المستور في الملف القاتل لاغتيال صحة المصريين، لعلها تمثل ناقوس خطر؛ يوقظ المسؤولين الغارقين في غيبوبة، الإهمال، والكسل، وربما الفساد أيضا، بشكل مكّن مافيا الطعام المضروب، وأباطرة هذا البيزنس المشبوه، من بسط نفوذهم وسيطرتهم، حتى أن موظفي المحليات، يتعللون بأنهم لا ينفذون تلال المخالفات المسجلة بمحاضر المخالفات، بأنهم يتعرضون لتهديدات.

ولأننا نعترف بأن هذا النوع من التحقيقات التي أجريت على مدار السنوات الماضية، توقفت عند سرد الوقائع، ورصد ما يحدث على الأرض، ثم توقفت لسبب أو آخر، كان قرار "صوت الأمة"، بأن تستمر، حتى تكشف جميع التفاصيل، بالأسماء المدعومة بالمستندات الرسمية، إثباتا لحسن النية في النشر، وتأكيدا لغربتنا في إطلاع المسؤولين على المعلومات الكافية، لدفعهم إلى التحرك، من أجل اجتثاث هذا الخطر من جذوره، وحماية صحة المصريين منه.

هذه الحلقة من تحقيقنا، موجهة إلى قائمة طويلة من المسؤولين، وبخاصة في وزارة البيئة، التي ينتفض رجالها لمواجهة حرائق "قش الأرز"، وفي المقابل يغمضون أعينهم عن نشاط يدمر البيئة، ومعها صحة البشر، وكذل وزارة التموين، التي تمتلك كتائب ضخمة من المراقبين، الذين يكتفون بالإغارة على الأسواق المعروفة، والشهيرة، بغرض الشو الإعلامي، تاركين مئات البائعين ينتشرون في كل مكان؛ لبيع منتجات مقالب القمامة، ومكبات النفايات، عيانا بيانا، وفي وضح النهار!!

أجرينا هذه المغامرة، ونحن نعلم أنها قد تكلفنا الكثير من التهديدات والمنغصات، لكن حرصنا على المصلحة العامة، تتضاءل أمامه كل هذه التحديات، فهل سيجدي كل ما نتكبده من عناء، في إيقاظ المسؤولين، أم أنه سيذهب سدى، وبلا طائل؟ سؤال لمسؤولي الحكومة المعنيين بهذا الملف.

من أخطر ما كشفنا عنه، خلال رحلة البحث في هذا الملف الشائك، هو تورط مسؤولين ببعض الجهات المعنية بمحافظة  الشرقية، في إخفاء المخالفات المسجلة ضد، مافيا الطعام المضروب، وعدم اتخاذ الإجراءات القانونية حيالها، تاركين الأمراض تنهش أجساد البسطاء، لتزيد أوجاع الفقر، آلاما لا تنتهي بين ضياع الصحة، والبحث عن العلاج.

موظفو جهاز العاشر من رمضان ومركز مدينة بلبيس، التابع لها الأماكن التي تتركز بها مافيا الطعام المضروب، اكتفوا بنفي الواقع، وتأكيد أنه لا صحة لكل ما نشر، وما لدينا من معلومات موثقة بالصور، والمستندات، وهو ما يشير إلى أنهم يتعمدون ذلك.

بعض الموظفين، أعربوا لـ"صوت الأمة"، عن مخاوفهم من مواجهة هذه المافيا، حرصا على حياتهم كما أكدوا، مشيرين إلى أن القائمين على هذه المقالب، يستعينون بعدد من الخارجين على القانون، لحمايتهم، ومنع تنفيذ أي قرارات تصدر ضدهم، وهو ما يجعلهم يكتفوا بتحرير محاضر، وتسجيل مخالفات، لا تعدو أن تكون حبرا على ورق، لا علاقة له بفكرة التنفيذ على الأرض.

يكشف مستند يتعلق بتشكيل لجنة لحصر جميع أماكن تجميع مخلفات المصانع، بالوحدة المحلية  علاوة  على تحرير محاضر من البيئة منذ عام 2013، حين بدأ نشاط أصحاب المقالب، في غش

المواد الغذائية، عن قائمة طويلة من الأسماء التي تم تحرير المحاضر ضدها ومنها: "رجب.ق.م"، المتهم بتبوير  فدانين من الأراضي الزراعية، وتحرر ضده محضر بتاريخ  3/6/2013، و"السيد.ج.ب"، المتهم بتبوير  10 قراريط، وتشوين مخالفات صناعية،  في منطقة سيكم وجلفينا، و"السيد.أ.ب"، وتحرر ضده المحضر رقم 30 لسنة 2014، و"أحمد.أ.ض"، وتحرر ضده المحضر رقم 2 لسنة 2016 تخصص مخالفات الشيكولاتة، بالإضافة إلى "عبدالحميد.ز"، و"رجب.ق.م"، و"محمد.أ.م"، و"عيد.ع.م"، وجميع هؤلاء متهمون بتشوين مخالفات صناعية، وتبوير أراض زراعية، في سيكم وجلفينا فى الحدود المشتركة بين العاشر من رمضان وبلبيس بمحافظة الشرقية.

وبناء على هذه المحاضر، تم الإحالة إلى النيابة العامة، ومنها إلى القضاء، الذي أصدر أحاكما بالسجن، والغرامة، والإزالة، لكن شيئا من ذلك لم ينفذ.

لم تكن مغامرة "صوت الأمة"، داخل مقابل القمامة في العاشر من رمضان، وسيكم، والروبيكي، لم تكن سهلة، حيث تعرضنا لهجوم من العاملين في  مقلب الروبيكى والذى يضم عدد من الهاربين من الأحكام والمسجلين خطر، محاولين السطو على الكاميرا التي تم تصوير الأوضاع بها، ومنعنا من استكمال جولتنا، مع تهديدات من شاب، يرتدي زي سيدة، مختفيا وراء النقاب، بجمع باقي أهله، وزملائه؛ لمنعنا من الخروج من المكان، وكان يتحدث بصوت أنثوي، قبل أن يفصح عن حقيقته، عندما أدرك أنه لن يتمكن وحده من السيطرة علينا!!

وتأكيدا لحسن نية "صوت الأمة" في النشر، وعدم تعمدها الإساءة إلى أشخاص بأعينهم، تم حجب الأسماء التي تضمنتها المستندات، والاكتفاء بالإشارة إليها، كما حرصنا على التواصل مع مكتب محافظ الشرقية اللواء خالد سعيد، الذي أفاد بأنه تم تشكيل لجنة متخصصة؛ لحصر أماكن مقالب النفايات التي كشفها تحقيق "صوت الأمة" الاستقصائي.

وأوضح المكتب الإعلامي، للمحافظ أن اللجنة المشكلة، داهمت الأماكن التي أشارت إليها "صوت الأمة" في تحقيقها، وتم اتخاذ الإجراءات القانونية، حيال المسؤولين عنها، وتحرير المحاضر اللازمة.

وشدد المكتب الإعلامي للمحافظ، على أنه لا تهاون فيما يتعلق بصحة المواطنين، وأنه لا تراجع قبل اتخاذ جميع الإجراءات القانونية تجاه هذه الأماكن، ومحاسبة المسؤولين عنها وإزالتها.

خاضت "صوت الأمة" مغامرة، تعرضنا لإنهاء هذا التحقيق الاستقصائى، على مدار أشهر طويلة لا غير، نظرا لانتباه أباطرة هذه السوق الرائجة، وإقدامهم على الهرب من مسئولياتهم عبر تصرف جهنمى، فى ظل حالة «الدلع»، التى انتابت مسئولى محافظة الشرقية فى ذلك الوقت، اضطرتنا إلى التوقف تماما، ولمدة طويلة، حتى لا يضيع ما تحت أيدينا من معلومات.

 وكانت الخطوة الفعلية الأولى لدخول عالم «تقليب العيش» بالفهلوة، بدأت بالتعرف على شاب يدعى «أحمد»، وهو صبى لدى معلمة من أصحاب تجارة الخردة، بالشرقية، ووافق أحمد على التعاون معى وتقديمى لمعلمته، باعتبارى «جديدة فى الكار وعايزة استرزق»، وأمتلك مبلغا من المال أود استثماره.

واتفقت مع أحمد على أن يقنع المعلمة، بأننى ساذجة، وغشيمة، ويمكنها الاحتيال علىّ، و«تقليبى فى قرشين»، ولأن الطُعم كان دسما، قبلت المعلمة لقائى فورا، لكى يتم إقناعها، لجأت لتأجير سيارة نصف نقل، وبدلت هيئتى، مرتدية عباءة سوداء، ونظارة شمسية، وتقمصت دور التاجرة، حتى أننى قدت السيارة النصف نقل بنفسى.

وكان الجبن مجهول المصدر، واللحوم غير معلومة المورد، واللذان ينتشران فى الأسواق خاصة بالأقاليم، طرف الخيط الأول، والذى كان لتتبعه أثر بالغ فيكشف مافيا، تتاجر فى صحة المصريين، ولا تهدف من وراء ذلك، إلا إلى الربح الحرام!.. المعلومات  التى تكشفت فى بداية البحث، لم تكن كافية، لمعرفة تفاصيل دقيقة عن بيزنس الأثرياء الذين يتحكمون فى مقلب قمامة سيكم.

وحتى تجد المنتجات المغشوشة التي يتم تصنيعها في هذه الأماكن طريقها للمستهلك، اكتشفنا أنه يتم بيعها على أنها «عروض تجارية»، رخيصة الثمن، إلا أن الكميات الضخمة التى يبيعونها يوميا، تجعل الأرباح تنهال عليهم دون حساب، حتى وصل سعر كيس اللحمة، إلى20 جنيها، والسمن، والزيت بالسعر ذاته للصفيحة الواحدة، كما نجحت فى الاتفاق على شراء طن جبن بـ5 آلاف جنيه.

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل