المحتوى الرئيسى

بالصور... مدينة الجثث المتفسخة الآكلة للأحياء في العراق

02/12 14:41

وثق فريق عمل "سبوتنيك"، بالصور مرة أخرى، الحال في المدينة القديمة ضمن الساحل الأيمن من الموصل مركز نينوى، شمالي العاصمة العراقية بغداد، والتي كانت الحصن والمعقل الأخير لتنظيم "داعش" الإرهابي قبل تقهقره واندحاره بتقدم القوات العراقية في ما بعد منتصف العام الماضي.

خاص لـ"سبوتنيك"...النوم مع اليهود في مقبرة جماعية... أثر "داعش" في الموصل (صور+فيديو)

والتقت مراسلة "سبوتنيك" في العراق، اليوم الاثنين 12 فبراير/شباط، بإحدى فتيات فريق "نساء الموصل" اللواتي يعملن على توثيق جرائم تنظيم "داعش" الإرهابي، وكذلك عودة الحياة من بعده في نينوى ومركزها، والوضع الراهن والمعيشة، تدعى هدى سليم تبلغ من العمر 19 عاما ً.

ونقلت هدى سليم، في تصريحها لنا، عن بلدية الموصل، أن أكثر من 3000 جثة لا تزال تفترش الساحل الأيمن من الموصل، قائلة: "وما خفي كان أعظم، والفرق التطوعية خير دليل وشاهد، وعشرات الصور تصل لنا يومياً أثناء عمل هذه الفرق في الأيمن لاسيما داخل حي الشفاء والمدينة القديمة بالكامل، لجثث تعود إما لمدنيين بينهم أطفال أو لعناصر "داعش".

وذكرت لنا سليم، أن الجثث تسبب بأوبئة معدية وخطيرة ينقلها الهواء إلى الأحياء حتى في الساحل الأيسر الذي عادت إليه الحياة في الموصل، وأخرها مرض الطاعون، وكذلك الإنفلونزا الفايروسية H1N1 التي سجلت في مستشفى الخنساء، والسلام، وتم فيهما عزل المصابين وتلقيح كامل الكوادر الطبية في المستشفيين.

وتشير سليم، إلى مخاوف مديرية بلدية الموصل، من أن تكون المدينة معرضة إلى تفشي مرض الطاعون القاتل، بسبب وجود الجثث المتفسخة في المدينة القديمة والمرمية في نهر دجلة الملوث هو الأخر حتما ً.

ولفتت الناشطة المدنية، من فريق "نساء الموصل"، في ختام حديثها لنا، إلى انتشار أمراض مختلفة بينها أغلبية تصيب جلد الإنسان وجهازه التنفسي، والإصابات والموت حتى، بسبب مخلفات الحرب والتي أيضاً لا تزال موجودة في المدينة القديمة المهملة عمداً..على حد تعبيرها.

صادفنا الصديق، خطب وعد حمادي، وهو أحد متطوعي فريق "وصل تصل" الناشط في تقديم المساعدات والشؤون الإنسانية، في نينوى، وهو يعاني من مرض جلدي شديد ومعدي.

يعيش حمادي، والذي أصيب بالمرض بسبب عمله في رفع الانقاض عن الجثث والبيوت والطرقات في الساحل الأيمن من الموصل، لاسيما في المدينة القديمة، عزلة عن أهله من الجلوس معهم وتناول الطعام سوية، حتى أن ينال الشفاء التام من جلده الذي يأكله ألما ً وحكة ترفع له درجة حرارة جسده بشكل مستمر — كثيرا ً.

ويقول حمادي، "بدأنا رفع الأنقاض، من المدن المحررة في الساحل الأيمن، منذ تموز/يوليو العام الماضي، كي يتسنى للعائلات أن تعود إلى حياتها بالرغم من مقتل الكثيرين تحت الأنقاض التي دفنتهم إثر القصف المتبادل ما بين طيران التحالف الدولي ضد الإرهاب، و"داعش"، والعمليات العسكرية حينها".

وكشف لنا حمادي، عن الطفح الجلدي الذي أصابه في يديه وساقيه، مشيرا ً إلى أنه تلقى العلاج اللازم، لكنه لم يشف تماماً، ولم يأخذ بتعليمات الطبيب الذي منعه من معاودة الدخول إلى المدينة القديمة والساحل الأيمن تجنبا ً لملامسة روائح الجثث.

ولا يستطع حمادي، الكف عن الذهاب إلى الساحل الأيمن للمساعدة في رفع الأنقاض ومصادفة الجثث من تحتها وقربها، وعندما يصادفها يبدأ جلده يتآكل وتصيبه حكه من أعلى رأسه إلى أصابع قدمه، كذلك الحال بالنسبة لصديقه وهو ناشط في حقوق الإنسان، بالرغم من أنه يأتي من أربيل إلى الموصل، مرة واحدة كل فترة وليس بشكل مستمر أو يومي.

"نحن نعاني، معاناة كبيرة جداً صدقيني"، لخص الناشط ألمه في حديثه لنا، ملمحا ً إلى مناطق في الساحل الأيمن يخاف الناس دخولها وهي"الميدان، ورأس الجسر، ورأس الكور، ومنطقة القليعات التي مازالت محاصرة لحد الآن ويعتقد فيها عناصر من "داعش" وممولين، وهي محاطة بصبات كونكريت".

وعن الجثث التي يصادفها حمادي وباقي الفرق الطوعية، كشف لنا، أن الأكثرية منها تعود لعناصر تنظيم "داعش"، نتعرف عليها من خلال ألبستهم التي يعتمدها التنظيم وهي "الأزياء الأفغانية"، ولحاهم والشعر الطويل، وهناك من بينهم أزيائهم مدنية لكن حددت هواياتهم وانتمائهم للتنظيم من خلال المدنيين الذين يعرفونهم في نفس المنطقة، أما جثث المدنيين رفعت أغلبها من قبل ذويهم وفرق الدفاع المدني.

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل