المحتوى الرئيسى

إسرائيل والحرب الإعلامية

02/12 09:58

تحت عنوان "حرب الكلمات"، يعمل الكيان الصهيوني بكل ما يملك من قوى على اختراق العقول العربية عن طريق وسائل الإعلام بكافة أنواعها، فمنذ عام (1965م) بدأت إسرائيل بث إذاعة "صوت إسرائيل"، وهي من أوائل وسائل الإعلام الصهيونية الناطقة بالعربية، جاءت هذه الخطوة ضمن استراتيجية انتهجها الكيان الصهيوني في تلوين سياسته العدوانية والعنصرية ضد العرب.

وفي هذا السياق اتجه ذلك الكيان في السنوات الأخيرة إلى استغلال كل وسائل التواصل الإلكتروني، مثل صفحات فيس بوك وتويتر ومواقع "يوتيوب" وغيرها، وأنشأ له عليها العديد من المواقع الصفحات التابعة لمؤسسات رسمية وغير رسمية، ليبث من خلالها الأضاليل والأكاذيب التي من شأنها التأثير بالسلب على ذوي العقول غير الناضجة ثقافيا وفكريا. هذا بالإضافة إلى قنوات يوتيوب، وذلك من منطلق أن تلك المواقع الإلكترونية تعد أسرع وسيلة للوصول إلى العقول والتأثير فيها؛ إذ يسهل من خلالها لي عنق الحقائق وإخفائها واختراق الوعي العربي بشكل عام والفلسطيني بشكل خاص.

لم يقتصر الأمر على هذا فحسب؛ بل تعتمد "حرب الكلمات" الصهيوينة على استراتيجية تهويد بعض المصطلحات والمفاهيم وترويجها وإذاعتها بغية ترسيخها في العقول العربية، من ذلك على سبيل المثال: الحق اليهودي، الشعب اليهودي، المواطن الإسرائيلي، وغيرهما. وقد ازدادت تلك الوسائل الإعلامية في الآونة الأخيرة، ولا مجال لذكرها جميعا، لكن سنذكر أهمها:

- القناة الفضائية الإسرائيلية: أُنشئت عام 2001م، وبدأ بثها عام 2002م، بتكلفة 25 مليون شيكل على نفقة الحكومة، وتهدف إلى الدفاع عن سياسة دولة الاحتلال.

- إسرائيل تتكلم بالعربية: صفحة على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، تم إنشاؤها عام 2011م، تهدف إلى وضع الجمهور العربي داخل الحياة اليومية للكيان الصهيوني.

- قناة i24: وهي التي تصف نفسها بـ"القبة الحديدية في وجه الصحافة العالمية"، أُنطلق بثها عام 2013م باللغتين الإنجليزية والفرنسية بجانب اللغة العربية، يمولها رجل أعمال يهودي فرنسي يدعى "باتريك دهري"، تقع مكاتبها في يافا، وتهدف إلى تحسين صورة إسرائيل أمام العالم، ويذكر أصحاب هذه القناة أنها سوف تُبث قريبا في كل دول الشرق الأوسط، ومن هنا يكمن الخطر في تشويه الصورة أمام شبابنا العربي، إلى غير ذلك من المواقع الإلكترونية والصحفية.

ومما سبق يمكن القول إن الكيان الصهيوني يعمل وفق استراتيجية مدروسة بعناية، يحاول من خلالها بث رسائل إلى العقل اللا واعي لدى العرب لا سيما الشباب العربي لتوجيه صورة ذهنية تهدف إلى إقناع العرب بالتعايش جنبا إلى جنب مع اليهود في فلسطين لإثبات ما يدعيه الكيان الغاصب من الحق اليهودي في التواجد على أرض فلسطين، مستندين في ذلك إلى كل ما يختص بفلسطين كدولة ذات موقع جغرافي متميز، حيث إنها تقع بين الساحل الشرقي للبحر المتوسط ونهر الأردن، بمساحة قدرها 27 ألف كم وتمتد أراضيها بين الشمال والجنوب بطول 430 كم، كما يتزايد عرضها كلما اتجهنا جنوبا، حيث يبلغ 50 كم في الشمال، و90 كم في الوسط، و117 كم عند رفح، ثم تضيق الأراضي الفلسطينية في الجنوب لتظهر على شكل مثلث رأسه خليج العقبة. هذا الموقع الجغرافي المتميز الذي تحاول من خلاله منافسة الموقع المصري، حيث إن الإطلالة على كل من البحرين المتوسط والأحمر لا تتوفر إلا لكل من مصر وفلسطين.

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل