المحتوى الرئيسى

كيف حيرت «المومياء الصارخة» علماء الآثار في العالم؟

02/12 17:45

بعد الإقبال الشديد من قبل زائري المتحف المصري من أجل مشاهدة المومياء الصارخة، قررت وزارة الآثار مد فترة العرض المخصصة للمومياء لمدة أسبوع، فعلى الرغم من الشكل البشع والمخيف لها، فإن القصة التي كشف عنها مشروع المومياوات المصرية برئاسة زاهي حواس وزير الآثار الأسبق بعد تحليل الحمض النووي لها، كان دافعًا لزيارة المومياء.

وكشف حواس تفاصيل جديدة عن المومياء الصارخة، متحدثًا عن الأسباب وراء الاحتفاظ بها في المخازن لفترات طويلة، والتحول المفاجئ بعد عرضها في المتحف المصري.

قال حواس في تصريحات خاصة لـ"التحرير"، إن عدم عرض المومياء الصارخة للزائرين كان نتيجة أنه لم يكن يعلم أحد أي شيء عنها، ولكن عندما قمنا بإعداد دراسات من خلال تعرضها للأشعة المقطعية والـ"DNA" علمنا أن المومياء تابعة لابن رمسيس الثالث"، مشيرًا إلى أن تفاصيل محاكمته تشير إلى أنه تم شنقه.

وأوضح أنه عندما فحصنا المومياء وجدنا أن هناك آثار حبال على رقبتها، وأنه تمت تغطيتها بجلد الغنم، لأن الفراعنة كانوا يعتقدون أنها نجسة، وأعتقد أن جلد الماعز كان مرتبطا لدى القدماء بأن الشخص سيذهب إلى النار، مشيرًا إلى أنهم إذا كانوا يعتقدون أنه سيدخل الجنة كان سيحنط ويتم تغطيته بالكتان.

وأشار إلى أنه تم فحص الـDNA بين المومياء الصارخة ورمسيس الثالث، واكتشفنا أنه ابنه، وعندما تم عرض المومياء في المتحف المصري كانت تلك المعلومات غائبة عنهم، فأرسلتها لهم من أجل وضعها بجوار المومياء، لأنها اكتشاف مهم.

وأضاف: قمنا بإطلاق المشروع المصري لدراسة المومياوات الملكية، وكان ذلك المشروع من ضمن أعماله كشف المومياء الصارخة، بالإضافة إلى مومياء والده رمسيس الثالث، فكانت المرة الأولى في مصر أن يحدث ذلك، مشيرًا إلى أن المومياوات لها تأثير على جميع الناس، عندما عرض فيلم المومياء لتوم كروز في أمريكا جلسوا معي 10 دقائق عن هذه المومياء لكنهم لم يعرضوها للشعب الأمريكي لأن شكلها مخيف.

ومن جانبها قالت وزارة الآثار في بيان رسمي لها إن الفريق المصري برئاسة حواس تمكن عن طريق تحليل الحمض النووي لها ولمومياء الملك رمسيس الثالث، من معرفة هويتها، حيث عرفت علميا باسم مومياء الرجل المجهول E للأمير "بنتاؤر"، الذي دبر مكيدة قتل والده الملك رمسيس الثالث.

وأضافت الوزارة أنه بالوصول إلى هذه النتائج العلمية يمكن القول إن فريق العمل قد نجح في حل لغز هذه المومياء المجهولة، والتي أثارت حيرة وتساؤلات المتخصصين لسنوات طويلة لما أحاطها من غموض وأسرار، فقد تم دفن المومياء بخبيئة المومياوات الملكية بالدير البحري، لكنها لم تكن ملفوفة بلفائف الكتان الأبيض الفاخر كعادة المومياوات الأخرى، بل كانت ملفوفة بجلد الماعز والذي كان يعتقد بأنه غير نقي في مصر القديمة.

وأوضحت أن هذه المومياء وجدت يديه ورجليه مربوطتين بحبال من الجلد ولم يتم تحنيطه على الإطلاق، بل تم الاكتفاء بتجفيفه في ملح النطرون ثم صب الراتنج بداخل فمه المفتوح، كما أن وجود علامات شنق على رقبة الرجل المجهول E تتطابق مع النص الموجود ببردية مؤامرة الحريم، التي تسجل قصة المؤامرة على قتل الملك رمسيس الثالث.

وأشارت إلى أنه عند فحص مومياء الملك رمسيس الثالث ضمن أعمال المشروع ظهرت أدلة جديدة عن حياة الملك ووفاته تفيد بأنه توفى في الـ60 من عمره وأنه كان يعاني من التهاب بالمفاصل، لكنه لم يتوفى نتيجة لكبر سنه، فعند الفحص الدقيق لمنطقة الرقبة بالأشعة المقطعية تبين أن شخصا ما كان قد فاجأه من الخلف بطعنة في الرقبة بسلاح حاد ومدبب كالخنجر، ووصل عرض الجرح البالغ في الأنسجة لـ35 مم وامتد بعمق حتى وصل لنهاية الفقرة الخامسة وحتى الفقرة السابعة من فقرات الظهر، حيث قطع الجرح جميع الأعضاء الموجودة بمنطقة الرقبة بما فيها البلعوم، والقصبة الهوائية، والأوعية الدموية الأساسية.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل