المحتوى الرئيسى

«نيويورك تايمز»: 5 حقائق في الصراع الإسرائيلي مع إيران وسوريا

02/12 13:31

شهدت منطقة الشرق الأوسط خلال الساعات الأخيرة أحداثًا خطيرة قد تكون مؤشرًا جديدًا على تغيير مجريات الأمور، وذلك في أعقاب إسقاط مقاتلة إسرائيلية من طراز F16 على يد الدفاعات الجوية السورية، تلاها استهداف تل أبيب 12 موقعًا داخل الأراضي السورية.

صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية رأت أن تلك الأحداث تشير إلى منظور آخر للصراع في سوريا، وتأكيد لتطور القدرات الإيرانية، وسقوط أسطورة الطيران الإسرائيلي الذي لا يقهر.

من جانبه وصف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تلك الأحداث بأنها إثبات على قدرة إسرائيل على التعامل مع التهديدات المختلفة قائلًا: "لقد أثبتنا بوضوح لا لبس فيه للجميع أن قواعد العمل الخاصة بنا لم تتغير شيئًا واحدًا، وسنواصل ضرب كل محاولة لضربنا".

ونقلت الصحيفة الأمريكية آراء عدد من الخبراء الاستراتيجيين والعسكريين الإسرائيليين، الذين أكدوا أن الأمر ليس بهذه البساطة، وتوصلوا لعدد من الاستنتاجات:

قالت الصحيفة: إنه "وسط حالة من الهدوء النسبي في الحرب السورية، يُظهر صراعًا جديدًا بين إيران التي تسعى للحفاظ على وجود عسكري دائم في سوريا لتهديد إسرائيل، وتل أبيب التي ترغب في إنهاء هذا الوجود، ونظام بشار الأسد الذي ارتفعت معنوياته بعد إسقاط المقاتلة الإسرائيلية.

وصرح عوفر زالزبرج الباحث في مجموعة الأزمات الدولية: إننا نشهد إعادة التفاوض على قواعد اللعبة فيما يتعلق بنوع النشاط العسكري الذي سيسمح به كل جانب للطرف الآخر"، مضيفًا "سنرى تزايدًا في الاحتكاك بين الأطراف المختلفة، كلما حصد الأسد المزيد من الانتصارات ضد الثوار السوريين".

وليس من المتوقع أن نرى أيا من الطرفين يتراجع، فإسرائيل ترى أنه من المهم منع إيران وحزب الله من تهديدها بالصواريخ التي تطلقها من سوريا، أو المدفعية والقوات العسكرية الموجودة بالقرب من هضبة الجولان المحتلة.

ويرى جيورا إيلاند، الرئيس السابق لمجلس الأمن القومي الإسرائيلي، أن إيران لا تريد لاستثماراتها في الدفاع عن الرئيس السوري بشار الأسد، أن تذهب سدى، وأن تُعيد قواتها الموجودة في سوريا إلى إيران.

كبح جماح إيران في سوريا:

يقول "إيلاند": إن "إسرائيل استطاعت منع الدول المجاورة لها من الحصول على أسلحة نووية، لكنها لم تحاول من قبل منع أي منها من بناءً قوة تقليدية، مضيفًا "يبدو أنها لن تستطيع فعل ذلك وحدها، وإن كانت قد تمكنت من إبطاء جهود إيران".

وأشار إلى أن ما يمكن لإسرائيل أن تفعله، هو معاقبة نظام الأسد بسبب سماحه لإيران بالتواجد على أراضيه، قائلًا: "لقد دمرنا بعض الأهداف السورية، ويمكن أن يتسبب ذلك في حالة من التوتر بين سوريا وإيران".

وأضاف الجنرال الإسرائيلي السابق أن الأسد لا يرغب في بقاء إيران على أراضيه، لكنه لا يستطيع أن يعترض، ولكن إذا تعرض هو أو نظامه لخسائر، فمن الممكن أن يطلب منهم التوقف، أو يطلب المساعدة من الروس".

ومع اتجاه الإدارة الأمريكية لإعادة النظر في الاتفاقية النووية مع إيران، يرى "إيلاند" أنه من الممكن أن تثير إسرائيل مخاوفها الأمنية لتضمنها في المفاوضات الجديدة.

وتابع أن الأمريكيين والأوروبيين يريدون منع الصواريخ الإيرانية بعيدة المدى من الوصول إلى أوروبا، لكن من وجهة النظر الإسرائيلية، فإن إيران لديها بالفعل صواريخ يمكن أن تغطي إسرائيل، وهذا أقل أهمية بكثير من وجود إيران في سوريا".

ركزت الولايات المتحدة -الحليف الأهم لإسرائيل، اهتمامها على القضاء على تنظيم "داعش" الإرهابي في شرقي سوريا، وليس على مخاوف إسرائيل الأساسية في الصراع السوري.

وعلى الرغم من تصريح إدارة ترامب السبت الماضي بتأكيد حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها، إلا أنها لم تقدم أي مساعدة للأخيرة للتعامل مع إيران وحلفائها، ونظام الأسد.

وقال دانيال شابيرو السفير الأمريكي السابق لدى إسرائيل: إن "أحداث السبت الماضي تدعو الولايات المتحدة للتعاون والتنسيق الاستراتيجي والسياسي مع حكومة نتنياهو".

وفي مقال له نشرته صحيفة "هاآرتس" الإسرائيلية الأحد، أشار "شابيرو" إلى جولة وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون في المنطقة، والتي يزور فيها مصر والأردن وتركيا والكويت ولبنان، دون زيارة إسرائيل، مؤكدًا أنه كان من الممكن فهم هذا الأمر قبل هجوم إيران، لكنه سيكون تصرفًا خاطئًا الآن".

من جانبه أفاد تشاجي تزوريل المدير العام لوزارة الاستخبارات الإسرائيلية بأن الولايات المتحدة بحاجة إلى الاهتمام بتحذيرات إسرائيل من نوايا إيران في سوريا، متابعًا "إذا كنت مهتمًا بالقضاء على خطر إيران في المنطقة فيجب أن تبدأ في سوريا"، مضيفًا "إنني لم أفقد الأمل في الولايات المتحدة".

يرى الخبراء الاستراتيجيون الإسرائيليون أن روسيا لعبت دورها في سوريا بخبرة حتى الآن، حيث تعاونت مع إيران في دعم نظام الأسد، لكنها في الوقت نفسه تعاملت مع إسرائيل عن كثب، وسمحت لها بالتعامل عسكريًا ضد إيران وسوريا، لكن تصعيد هذا الصراع سيجعل من الصعب على روسيا النأي بنفسها عنه.

وقال تشاجي تزوريل: "أعتقد أن روسيا بحاجة لفترة من السلام المؤقت للحفاظ على استقرار المكتسبات الهائلة التي حققوها في سوريا"، مضيفًا "أرى أيضًا أن روسيا تتفهم أن وجود إيران والميليشيات الشيعية الأخرى في سوريا، يعد تهديدًا محتملًا لنجاحاتها، وهي لا تريد ذلك".

وأشار إلى أن روسيا في الوقت الحالي تعتبر "صديقًا وعدوًا" في الوقت نفسه لكل من إيران وإسرائيل، ولكنها تواجه الآن "معضلة كبيرة".

وأضاف أن الأسد يعلم أن روسيا عززت من الدفاعات الجوية في سوريا، ولكن ليس لحمايته بالتأكيد، كما تعلم إسرائيل أن روسيا تسيطر بإحكام على المجال الجوي السوري، ولكنها لم تُعلم تل أبيب بخصوص الطائرة دون طيار الإيرانية"، مؤكدًا أن روسيا يجب أن تحدد موقفها بدعم أي من الجانبين، لكنها لا ترغب في أن تبدي دعمها لأي منهما.

شهدت الصحف الإسرائيلية حالة من النحيب بعد مفاجأة يوم السبت، التي تمثلت في إسقاط الدفاعات الجوية السورية مقاتلة من طراز "إف 16" وهي المقاتلة الأولى التي تسقط خلال مهمة عسكرية منذ 1982.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل