المحتوى الرئيسى

قصة هجوم الإمام محمد عبده على «محمد علي باشا» في مذكراته

02/10 23:34

لم يهاجم الإمام محمد عبده واحدًا من أبرز المجددين في الفقه الإسلامي في العصر الحديث، وأحد دعاة الإصلاح وأعلام النهضة العربية الإسلامية الحديثة على أحد كما هاجم على محمد علي باشا، ففي الوقت الذي كان يعيش في عصر أحفاده ويتولى منصب الإفتاء إلا أنه لم يكن راضيًا أبدأ عن سياسته.

انتقادات الإمام محمد عبده لم تتوقف بل دونها في مذكراته التي أخرجها الكاتب الكبير ناجي الطناحي والتي يقول فيها: «ما الذي صنع محمد علي؟ لم يستطع أن يحيي، ولكن استطاع أن يميت. كان معظم قوة الجيش معه، وكان صاحب حيلة بمقتضي الفطرة.. فأخذ يستعين بالجيش، وبمن يستميله من الأحزاب، علي إعدام كل رأس من خصومه».

ويضيف الإمام محمد عبده:« ثم يعود بقوة الجيش وبحزب آخر علي من كان معه أولًا، وأعانه علي الخصم الزائل، فيمحقه.. وهكذا، حتى إذا سحقت الأحزاب القوية، وجه عنايته إلي رؤساء البيوت الرفيعة، فلم يدع منها رأسًا يستتر فيه ضمير (أنا) واتخذ من المحافظة على الأمن سبيلًا لجمع السلاح من الأهلين، وتكرر ذلك منه مرارًا حتي فسد بأس الأهالي، وزالت ملكة الشجاعة منهم، وأجهز علي ما بقي في البلاد من حياة في أنفس بعض أفرادها، فلم يبق في البلاد رأس يعرف نفسه حتي خلعه من بدنه أو نفاه مع بقية بلده إلي السودان فهلك فيه».

يكمل:«أخذ يرفع الأسافل ويعليهم في البلاد والقري، كأنه كان يحن لشبه فيه ورثة عن أصله الكريم حتي انحط الكرام وساد اللئام، ولم يبق في البلاد إلا آلات له يستعملها في جباية الأموال وجمع العساكر بأية طريقة، وعلي أي وجه.. فمحق بذلك جميع عناصر الحياة الطيبة من رأي وعزيمة واستقلال نفسي ليصير البلاد المصرية جميعها إقطاعًا واحدًا له ولأولاده، علي أثر إقطاعات كثيرة كانت لأمراء عدة«.

ويقول الإمام الجليل أيضًا: « هل فكر يومًا في إصلاح اللغة عربية أو تركية؟ هل فكر في بناء التربية علي قاعدة من الدين، أين البيوت المصرية التي أقيمت في عهده علي قواعد التربية الحسنة... أرسل جماعة من طلاب العلم إلي أوروبا ليتعلموا بها فهل أطلق لهم الحرية؟

وأن يبثوا في البلاد ما استفادوا؟ كلا ولكنه اتخذهم آلات تصنع له ما يريد، وليس لهم إرادة فيما يصنع».. هل كانت له مدرسة لتعليم الفنون الحربية - أين هي وأين الذين نبغوا من طلابها؟ فإن وجد أحد نافع فهل هو من المصريين؟

ويضيف الإمام قائلًا: لقد ترجمت كتب كثيرة في فنون شتي من التاريخ والفلسفة والآداب، ولكن هذه الكتب أودعت المخازن يوم طبعت وأغلقت عليها الأبواب إلي آخر عهد إسماعيل.. حمل الأهالي علي الزراعة ولكن ليأخذ الغلات ولذلك كانوا يهربون من امتلاك الأطيان كما يهرب غيرهم من الهواء الأصفر..

ويكمل عبده حديثه: «يقولون أنشأ المعامل والمصانع لكن هل حبب إلي المصريين العمل والصناعة؟ يقولون إنه أنشأ جيشًا كبيرًا فتح به الممالك ودوخ الملوك وأنشأ أسطولًا تثقل به ظهور البحار وتفخر به مصر علي سائر الأمصار.. فهل علم المصريين حب التجنيد وأنشأ فيهم رغبة الفتح والغلب، وحبب إليهم الخدمة في الجندية وعلمهم الافتخار بها»

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل