المحتوى الرئيسى

قصة أخطر «نصاب» في أكتوبر والشيخ زايد بعد هروبه للخارج بـ200 مليون جنيه

02/10 22:55

الأسبوع الماضي فقط.. كانت الصدمة العنيفة من نصيب العشرات من هؤلاء الذين ينتمون إلى مجتمع رجال الأعمال وأصحاب مراكز اجتماعية مرموقة.. كانت صدمتهم المروعة مزدوجة فقد اكتشفوا أن صديقهم المقرب إليهم عبر عدة سنوات لم يكن سوى محتال استغل ثقتهم به التي صنعها هو عبر خطة جهنمية حيث استولى بدون أي شفقة أو رحمة علي مساهمتهم في مشروعاته الوهمية قبل أن يهرب خارج البلاد مقابل فائدة ١٠٠٪ خلال شهور مع زوجتيه وأطفاله.. بلاغات الضحايا لم تتوقف خلال اليومين الماضيين على إدارة مباحث الأموال العامة وما تم رصده حتى الآن يتجاوز مبلغ الـ٢٠٠ مليون جنيه باعوا شققه وسياراتهم ليقدموا ثمنها للمحتال الهارب.

«‬فادي الخياط» اسم معروف في أوساط أبناء النخبة والعاملين في دنيا المال وأيضا الإعلام ارتبط بصداقات قوية معهم.. كان نموذجا راقيا اشتهر بوضع اجتماعي ومادي مميز بينهم يتميز بمظهره الأنيق ويرتدي أحدث ما أنتجته الموضة من الماركات العالمية.. لقاءاته ومكالماته التليفونية تكشف عن نشاطه الواسع في عالم المال حيث دائم عقد صفقات تجارية في أنشطة مختلفة اشتهر بأنه صياد ماهر للصفقات الناجحة والسريعة.. لم يدرك أحد من هؤلاء الذين شكلوا دائرة معارفه وصداقاته أن هذه المظاهر لم تكن أهم معالم خطته التي أعدها بعناية وذكاء شديد ليستولي علي أموالهم.

كان يدرك من البداية أن أحداً منهم لن ينجرف ويسقط في شباكه بسهولة.. فقصه المشاركة في توظيف الأموال والنصب باسمها حفظها الجميع عن ظهر قلب سواء ما حدث في شركات التسعينيات وعالجته الأفلام السينمائية أو ما تنشره الصحف كل يوم.. ولذلك كان فادي الصياد الماهر الذي أعد شراكة بدقة شديدة خاصة وأن صيده الذي يقع عليه عيناه ليسوا أي صيد فهم يمتلكون من المال الذي يمثل لهم ثروة العمر وأعد خطته الماكرة علي ‬نار هادئة، استمر إعدادها فترة طويلة عكس زملائه من أصحاب القصص المكشوفة.

بدأت خطته قديما جدا عندما قدم نفسه باعتباره صاحب أسطول سيارات نقل ضخمة تعمل في مجال نقل المواد البترولية من معامل التكرير بالسويس وغيرها إلى مناطق الاستخدام أمام أصدقائه كان يلتقي أو يتحدث مع المفترض أنهم معاونوه المسئولون عن تحريك أسطول سياراته بعد فترة وبجانب عمله في مشروع نقل المواد البترولية وحيث كان يوحي لمن حوله أنه يخطط لتوسيع نشاطه في هذا المجال حيث أن عائد أرباحه عالي جدا.

بدأ يتحدث عن مشروعه الجديد في مجال الاستثمار العقاري الذي سيكتمل بالمساهمات والمشاركة مع الاخرين وذلك في باكورة مشروعاته في هذا المجال وهو ميني كمبوند بمدينة ٦ أكتوبر يتكون من ١٠ عمارات وبعد تلقيه مساهمات أصدقائه قام ببناء عمارتين وقام بتوزيع عائد الأرباح مع كامل المبلغ الذي يمثل مساهمتهم به.

وحيث لابد أن يكون هناك المكان الذي يضمن أن يجمع كل أصدقائه ومعارفه ويكونوا علي مقربة منه وهو يجري صفقاته ومكالماته الوهمية التي ستكون الطعم الذي يصطاد به ضحاياه.. استأجر «فادي» كافيه شوب فخما للغاية بمنطقة الشيخ زايد باعتباره أحد مشروعاته الجديدة.. وكان معظم زبائنه هم أصدقائه حيث تمتد بهم ساعات السهر معظم الأيام.. وطوال ساعات لقائهم به لم يقطع سمرهم المتكرر إلا هي تلك المكالمات التي يجريها لتسير أمور صفقاته التجارية مع عملائه والتي كانت تفاصيلها عبر صوته المسموع والتي أحيانا يعلق عليها لمجموعات أصدقائه وهو يحمد خالقه علي نجاح صفقة ما أو ارباح عالية تحققت وكان دائما يمدح هؤلاء الاصدقاء بأن »‬وشهم حلو عليه». ورغم الصداقة القوية التي تحققت بين »‬فادي» ومعارفه وكان من رسخوها لقاءات كافية الشيخ زايد وبالرغم ايضا ان تواجدهم كان بناء علي دعوته لهم فأنهم كانوا يصرون علي دفع حساب المشروبات أو الاطعمة وبأعتبار ان الكافية مشروع تجاري لا مكان للمجاملة فيه لم تكن جلسات ولقاءات فادي بهم سوي وسيلة لدراسة احوالهم جيدا خاصة وانه حرص علي اقامة علاقات عائلية معهم.وبدأ فادي يخطط بهدوء لضربته الكبري ويمهد لها بطرح مزيد من احاسيس الثقة لدي الاصدقاء. ومنذ عام ونصف العام اخبرهم وبطريقة غير مباشرة عن انشغاله في الاعداد لمشروع جديد يعد من افضل المشروعات التي تحقق عائدا ضخما وهو تأسيس شركة انتاج للاعمال الفنية مثل المسلسلات والافلام وكذلك البرامج التليفزيونية وبسرعته طلبات مشاركة كانت تنهال عليه خاصة وانه اشترط الحد الادني للمشاركة هو ١٠٠ الف جنيه مقابل ٣٪ شهريا.

وحتي يعمق إحساس الجدية والثقة مع شركاء اليوم وضحايا الغد حصل من كل واحدا منهم علي رقم حسابه البنكي حيث كانوا يتلقون إشعارات بنكية بإضافة نسبة الفائدة شهريا إلى حساباتهم بانتظام.. البعض كان يتابع وأخرون لم يكترثوا بأعتبار أن مبلغ المائة ألف جنيه أقرب للوديعة تتضاعف بما يضاف اليه من فائدة.

كان يبدو أيضا زوجا مثاليا وأبا حنون لأطفاله الثلاثة.. ولكن منذ عام تقريبا اختفت سكرتيرته الخاصة في شركاته واعتقد الجميع أنها تركت العمل.. ولكن هذه السكرتيرة ظهرت بعد عدة شهور ولكن كزوجة ثانية »‬لفادي» بعد أن أعجب بها واستأجر لها فيللا في مدينة السادس من أكتوبر لتنجب له ابنه علي قبل مرور العام وكان سبب إعلانه زواجه الثاني وظهور السكرتيرة كزوجة هو اكتشاف زوجته الأولي ما قام به.

قبل شهور أعلن عن مشروع صفقة تجارية سريعة سيكون العائد خلالها هو ١٠٪ كاملة لمدة أسبوع واحد فقط.. وبالفعل سارع الجميع بالمشاركة واستعادوا مبلغ المشاركة والفائدة.

كان »‬فادي» قد أصبح الكارت الذهبي أو الورقة الرابحة فاسمه كفيل بتحقيق أسرع أرباح مضمونة دون تردد أو نقاش..

ساعد في تأكيد ثقة من حوله واجتذاب المزيد من الاخرين اليه هو الموقع الاليكتروني الذي يحمل اسمه عبر شبكة الانترنت باسم الخياط تريدنج وهذا الموقع يتحدث عن مشروعاته التجارية المتعددة بداية كما يصف مشروع ناقلات المواد البترولية والذي بدأ في البداية كمشروع لنقل الحاويات حتي ٢٠٠٨ بأربع سيارات اصبحت الان ٤٧ شاحنة يخطط لمضاعفتها ثم امتلاكه لسلسلة محلات يطلق عليها كوكا ستورز واخيرا التسويق العقاري.الخطة الجهنمية

أخيرا اقتربت الخطة الجهنمية لابتلاع أموال مجموعة المعارف والأصدقاء وأقاربهم أيضا وحتي يصبح اختفاؤه وغيابه امرا معتادا لا يثير القلق في النفوس قام اكثر من مرة بالسفر او الغياب ولا يرد علي مكالمات الجميع ويكتفي فقط بالتواصل معهم عبر الواتساب.

تواترت الأنباء وقتها أن معظم سفرياته كانت إلى لبنان حيث يخطط لتأسيس مشروع كازينو ضخم في بيروت.. وفي أكتوبر الماضي طرح مشروعه الذي كما وصفه الصفقة الكبري وهو مشروع توكيل ماركة جديدة من السيارات الفاخرة وصرح بأن صفقة التوكيل ستتيح عائدا يبلغ ١٠٠٪ كأرباح لكل مساهم يستردها مع المبلغ الذي سيساهم به وذلك بعد ٣ شهور وحدد استلام المبلغ وارباحه خلال الاسبوع الاول من فبراير اي الاسبوع الماضي.

بمجرد أن طرح «‬فادي» مشروع صفقته الجديدة لم يحاول أحدهم أن يفكر أو يتردد أو يدرس فالأمر محسوم لأن فادي رجل مضمون ولا خوف من اي شيء.. الجميع تسابق وجهز أكبر مبلغ يمكن أن يحصل عليه وربما استدان البعض أو أسرع بالحصول علي قرض لتوظيفه ففائدة البنك علي مبلغ القرض خلال عام كامل ربما لا تزيد علي ٢٠ أو ٢٢٪ بينما ستكون الفائدة التي قررها فادي هي ١٠٠٪ خلال ٣ شهور فقط.

البعض حبا للخير لمعارفه وأقاربه جذبهم للمشاركة بأموالهم الذين تسابقوا وكادوا يتوسلون لفادي أن يقبل مشاركتهم كل واحد طبقا لقدرته المالية بدأت المشاركات في مشروع توكيل السيارات بداية من ٥٠ الف جنيه وهناك من دفع مليون وأخر ٢ مليون، وأخرون دفعوا ٥ ملايين بل إن البعض دفع ١٠ ملايين جنيه.

رغبات وأماني كانت تداعب أحلام كل مساهم خلال الشهور الماضية خاصة والأخبار المطمئنة كان يقدمها فادي لهم عن نجاح المشروع وأن أموالهم وفوائدها ستسلم لهم في الموعد المحدد.

سافر فادي خارج البلاد وعاد يوم ١٨ يناير لم يقلق أحد فقد عودهم علي ذلك بسفرياته المتعددة من قبل.

ويوم ٢٧ يناير اصطحب فادي زوجتيه وأولاده واختفوا جميعا لم يلفت ذلك أنظار أحد من الشركاء.. لم يدروا بأنه حزم حقائبه وعائلته متجها إلى سوريا. 

ومرت الأيام هادئة دون أدنى قلق حتي جاء الأسبوع الماضي الأول من فبراير.. راجعوا حساباتهم البنكية لم يضاف إليها شيئ اتصلوا به علي تليفونه مغلقا ذهبوا إلى الكافيه بالشيخ زايد تبين أنه سافر ولم يأت منذ أيام.. ولم يكن هناك وسيلة للتواصل سوى الواتساب كان رده مثل كل ردود محتالي توظيف الأموال.. لا تقلقوا أنا لم أضحك عليكم أنا في ورطة حاليا وسأعود.. وحتي صباح أمس كان عدد من توافد إلى مكتب اللواء علي سلطان مساعد وزير الداخلية لمباحث الأموال العامة ٢٥ من ضحايا فادي لتقديم بلاغات وتولي العقيد إبراهيم عزب استقبال الضحايا وتحرير بلاغات لهم بأقوالهم والتي كانت سطورها ليست سوي مأساة وكوارث لقد فقد بعضهم كل ما يملك وكما قال هؤلاء أنه طمعا في المكسب الخيالي الذي وعدهم به  «فادي» فقد باع شقته التي يقيم فيها مع أولاده وسيارته علي اعتبار أنه سيشتري أفضل منها بفضل العائد الذي يبلغ ١٠٠٪ بعد الشهور الثلاثة.

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل