المحتوى الرئيسى

زيد الحسين: إراقة الدماء السورية تستلزم الإحالة للجنائية الدولية

02/10 20:55

دعا المفوض السامي لحقوق الإنسان بالأمم المتحدة زيد رعد الحسين اليوم السبت (العاشر من شباط/فبراير 2018) إلى إجراء دولي "ضروري" من أجل سوريا بعد أسبوع من العنف، الذي يعتبر بين الأكثر فتكا في الصراع المتعدد الأطراف في البلاد وهو الآن في عامه السابع. وقال المفوض السامي رعد الحسين: "لقد كان الأسبوع الماضي أحد الفترات الأكثر دموية في الصراع بأكمله، حيث تؤدي موجة تلو موجة من الغارات الجوية المميتة إلى خسائر بشرية في منطقتي الغوطة الشرقية وإدلب".

شنت إسرائيل غارات واسعة النطاق على مواقع حكومية وإيرانية في سوريا بعيد إسقاط طائرة مقاتلة من طراز أف 16. وحذر متحدث باسم الجيش الإسرائيلي سوريا وإيران قائلا إنهما "تلعبان بالنار بارتكابهما مثل هذه الأعمال العدوانية". (10.02.2018)

المفوض السامي لحقوق الانسان في الأمم المتحدة زيد رعد الحسين يطالب بتحقيق دولي مستقل حول اليمن، وعدد المصابين بالكوليرا يرتفع إلى أزيد من 600 ألف حالة. (05.09.2017)

وكثفت الحكومة السورية وحلفاؤها الروس مؤخرا الهجمات الجوية على اثنين من معاقل المعارضة في منطقة الغوطة الشرقية بالقرب من العاصمة دمشق وإدلب بشمال غرب سوريا. وقتل ما يقدر بـ277 مدنيا في سوريا بين 4 إلى 9 شباط/فبراير، بحسب الأمم المتحدة. واشتملت حصيلة القتلى على 230 قتلوا في غارات جوية شنتها الحكومة وحلفاؤها.

وقال زيد في بيان في جنيف: "الطبيعة المنعدمة القيود لهذا الاعتداء تظهر في التقارير التي تفيد بأن تسع منشآت طبية على الأقل، ستة منها في إدلب وثلاثة في الغوطة الشرقية، أصيبت في غارات جوية". وأضاف زيد أن مكتبه تلقى تقارير تشير إلى أن مواد سامة قد تكون أطلقت في الرابع من شباط/فبراير عقب غارات جوية على منطقة سكنية في بلدة سراقب بإدلب. وقال زيد إن الأفعال ضد المدنيين في إدلب وفي الغوطة الشرقية قد ترقى إلى جرائم حرب. وتابع: "بعد سبع سنوات من الشلل في مجلس الأمن الدولي، فإن الوضع في سوريا يستلزم بشدة الإحالة للمحكمة الجنائية الدولية".

خسر الجيش السوري الكثير من مواقعه وقُتل أو انشق الآلاف من جنوده. اليوم تتواجد جيوش وميليشيات تابعة لأكثر من ثمان دول على التراب السوري. بيّد أن جيش الأسد استفاد من الدعمين الروسي والإيراني في استعادة مناطق استراتيجية كان قد خسرها سابقاً كحلب وحمص ودير الزور، مما حدا بعدة أطراف كانت تشترط رحيل الأسد قبل الشروع بأي مفاوضات إلى البدء في تغيير مواقفها.

كسب الأكراد الكثير في السنتين المنصرمتين، وبدأ صوتهم بالارتفاع ونفوذهم بالتزايد، إذ سيطروا على مناطق غنية بالنفط في شمال شرق البلاد. كما يشكّلون ركيزة "قوات سوريا الديمقراطية" التي حرّرت الرقة بدعم التحالف الدولي، فضلاً عن إقامتهم "إدارة ذاتية" في مناطق سيطرتهم. بيدَ أن عملية غصن الزيتون التي أطلقها الجيش التركي في عفرين ضد المقاتلين الأكراد، أدت إلى خسارتهم عدة مساحات، فضلاً عن مقتل المئات بينهم.

ظهرت المعارضة المسلّحة السورية في البداية بديلاً محتملاً لنظام الأسد، إذ سيطرت على مساحة شاسعة من سوريا. غير أنها خسرت لاحقا الكثير منها. تعاني المعارضة من التشتت في المواقف الإيديولوجية، فضلاً عن تعدّد الداعمين وتنوّع أهدافهم. مما حدا بالبعض لإطلاق كلمة "معارضات" سورية عليها، كما تعرضت لضربة كبيرة بعد دخول التنظيمات الإرهابية كـ"داعش" و"النصرة" على الخط واستيلائها أراضٍ كانت تحت سيطرتها.

قبل أكثر من سنتين بدأ التدخل الجوي الروسي في سوريا. اليوم يتواجد آلاف الجنود الروس في أكثر من قاعدة عسكرية في سوريا، أهمها "قاعدة حميميم". سياسياً استطاعت موسكو فرض نفسها كلاعب سياسي أساسي في المشهد السوري لصالح نظام الأسد؛ فهي عرابة "محادثات أستانا" و"مؤتمر سوتشي" و"مناطق خفض التصعيد" مع كل من تركيا وإيران. كما تدعم تياراً في المعارضة يُدعى "منصة موسكو".

تعوّدت واشنطن على تحقيق سريع لرهاناتها العسكرية في الشرق الأوسط كما حدث في العراق وأفغانستان، لكن لم يتكرر الأمر في سوريا؛ فالتحالف الذي قادته ضد "داعش" تأخر كثيراً في تحقيق أهدافه، كما أن تسليحها للمقاتلين الأكراد كان من أسباب توتر علاقتها بأنقرة. الرؤية الأمريكية لمستقبل دورها في سوريا غير واضحة، بيّد أن واشنطن ربحت على الأقل قواعد عسكرية لها داخل البلد..

لم تتخلّ إيران عن حليفها الأسد في سوريا طوال سنوات الحرب، وأبدت تصميماً كبيراً على بقاء النظام، موفرة دعماً عسكرياً ومالياً وغيرها من أشكال الدعم، كما تتوّفر على ميليشيات مسلحة داخل البلد، يقودها قاسم سليماني ممّا أثر بشكل كبير في تطورات الحرب. ويبدو أن طهران حصدت ثمار جهودها، فنفوذها تعاظم داخل سوريا بشكل أثار حفيظة خصومها في المنطقة، خاصة تل أبيب والسعودية.

دعّم أردوغان المعارضة السورية كثيراً، لكن تداعيات الحرب أرهقت نظامه، إذ لم تتحقق رهاناته في سقوط بشار الأسد، كما عانت تركيا من هجمات نفذها "داعش" بترابها. غير أن القوات التركية تدخلت مؤخراً بقوة في شمال سوريا في إطار عملية "غصن الزيتون" الهادفة لقصم ظهر المقاتلين الأكراد، واستفاد أردوغان في العملية من قلق دولي لم يكن كافياً لثنيه عن الاستمرار، ضامناً بذلك توسيع مناطق تسيطر عليها أنقرة داخل سوريا.

أحد أقوى الأطراف الشيعية في سوريا، قدم دعماً غير محدود للنظام السوري وشارك مبكراً في الحرب الدائرة منذ سنوات. أثر تدخل حزب الله العسكري لصالح الأسد سلباً على صورته في العالمين العربي والإسلامي. في المقابل، ساهم في الحفاظ على تحالفٍ استراتيجي مع طهران ودمشق وبشكل أقل موسكو، ممّا أكسبه نفوذاً جغرافياً في سوريا، خاصة مع سيطرته على المناطق الحدودية بين سوريا ولبنان.

نرشح لك

أهم أخبار الصفحات الأولى

Comments

عاجل